5 نوفمبر، 2024 5:48 م
Search
Close this search box.

المطلوب من شروط البارزاني للمشاركة في تحرير الموصل

المطلوب من شروط البارزاني للمشاركة في تحرير الموصل

قال الرئيس مسعود البارزاني.ان للكرد شروط لم يوضحها.للمشاركة في تحرير الموصل. ماجعلنا في وضع المتلهف جداً لمعرفتها (الشروط) التي رحنا نقلب اراءً متضاربة فيها.سيما اذا علمنا ان الكرد والبيشمركه حرروا الموصل في 1959 من تمرد الشواف و 2003من النظام العراقي السابق و2004من احتلال دولة العراق الاسلامية لها. ولولاهم لما كان ضم ولاية الموصل الى الدولة العراقية ممكنا في استفتاء1925 اذ كانوا يشكلون 75% من سكانها. كل هذا من غيران تترتب استحقاقات لهم على ماقدموه لن تضحيات لاجل ان تنعم الموصل بالراحة والاستقرار. والانكى من ذلك انهم جلبوا نقمة الاتراك عليهم بسبب دورهم في ضم ولاية الموصل الى العراق وجحود العرب فيما بعد والتي بلغت مرتبة حملات ابادة جماعية ضدهم على نطاق اقليم كردستان العراق وقتل وتهجير الالاف منهم في فترات بالموصل، عليه فان شروط البارزاني مرحب بها من حيث المبدا والتي تميزه عن القادة الكرد من السابقين عليه. لانها اي الشروط ستكون ليس في صالح الكرد فحسب انما سكان الموصل وكل العراق ايضناً. لما عرف عنهم من اخلاص للعراقيين عامة.

ترى ما الذي دفع بالبارزاني. الى القول بمشاركة مشترطة للكرد في تحرير الموصل؟

ان عدم تحديد حدود اقليم كردستان في مفاوضات عام 1970 بين الحكومة العراقية والقيادة الكردية تسبب في اندلاع الحرب بينهما عام 1974 جراء الخلاف على كركوك. وقبل اسقاط النظام العراقي السابق في 2003 ارتكب الكرد والمعارضة العراقية خطاْ كبيراَ في عدم تحديدهما لحدود الاقليم في اجتماعات لندن وصلاح الدين قبل الاقدام على اسقاط ذلك النظام والذي ترتب عليه صراع دائم بين حكومتي المركز والاقليم بين 2003 و 2014 وقد يتوج بالحرب بينهما في المستقبل نتيجة عدم تطبيق المادة 140 والتي لن تطبق حتماَ. لذا فان تحرير الموصل ان لم يسبقه تحديد حدود الاقليم في محافظة نينوى ومدينة الموصل ايضاً. يجعل الباب مفتوحاً امام تصادم مسلح بينهما لهذا فأن رسم الحدود الفاصلة بين الكرد والعرب في نينوى كمحافظة والموصل كمركز لها بات ضرورياً من قبل البدء بتحرير الموصل. فضلاً عن ذلك فأن الموصل ونينوى ليستا عربية خالصة ولا كردية خالصة بالرغم من أن العرب والكرد قوميتان رئيسيتان فيهما، بل هنالك مكونات عريقة أخرى في نينوى والموصل كالمسيحيين، واقليات كردية دينية كالأيزيديين والكاكائيين ولهجوية كالشبك، اضافة الى التركمان. وتدل الوقائع على ان الحكومة الكردية هي الاكثر انفتاحاً وتقبلاً للاقليات من دول الجوار كافة. عليه فأن رغبة هذه الأقليات في الانضمام الى اقليم كردستان تبقى قوية، ولقد عبرت عن هذه الرغبة بشكل غير مباشر واحياناً مباشر قبل وبعد احتلال داعش للموصل واطرافها، ففي عام 2008 شهدت المناطق الخاضعة لنفوذ البيشمركة موجتي نزوح للمسيحيين وموجة نزوح ايزيدية على أثر مذبحة بحق 24 عاملاً ايزيدياً في الموصل، ناهيكم عن نزوح عشرات الالوف من العرب الموصليين الأقحاح إليها أيضاً.

مما تقدم، يجب إيجاد حل جذري لمشكلة الموصل من قبل تحريرها من داعش، ولما كانت هنالك اكثرية عربية تسكن الجانب الأيمن للموصل واكثرية كردية في الجانب الأيسر وذلك قبل احتلال داعش له، فأن تقسيم الموصل اصبح ملحاً على أن يضم الجانب الايسر لدجلة الى كردستان والأيمن الى عربستان وان الحرب الدائرة الآن ستعمق من الفصل بين القوميتين الرئيسيتين في الموصل لا شك بحيث يستحيل التواصل بينهما في المستقبل. وفوق هذا وذاك ، فأن البارزاني سيضطر الى خوض حرب تحرير الموصل حتى بدون شروط، اذا اخذنا بالأعتبار أن اكثر من (40) الف عائلة كردية تركت ممتلكاتها وراءها في الموصل بين عامي 2003و2014 تحت ضغط من الأرهاب وان اكثر من (160) الف مسيحي و (5) الف ايزيدي وعشرات الالوف من الكرد الشبك والكاكائيين غادروا الموصل للسبب نفسه. وهناك ما يقارب (65) قرية شبكية واكثر من (5) قرى كبيرة للكاكائيين وقصبتان كبيرتان للكرد الايزيدىين هما بعشيقة وبحزاني، ومدن مسيحية

ضخمة: قرقوش وكرمليس وبرطلة وتلكيف ..الخ محتلة الآن من قبل داعش، علماً ان البارزاني مصمم على عدم التخلى ولو عن شير واحد من الأرض الكردستانية كما صرح، وهو صادق في ذلك جداً، ومن هذا الفهم بمقدوري القول، ان الميل لمشاركة البارزاني في تحرير الموصل يطغى على التردد أو الشروط لديه بخصوص تحريرها. ولن تتحرر الموصل الا على يد البيشمركة وبمعاونة من التحالف الدولي.

ان الشروط غير المعلنة للبارزاني للمشاركة في تحرير الموصل لابد وأن تصب في مصلحة شعب الموصل على اختلاف قومياتهم ومذاهبهم واديانهم، وحبذا، اي الشروط تضمنت الافكار التي وردت في سياق هذا المقال وعلى رأسها ترسيم الحدود، وبعكسه فان مآسي الماضي والحاضر التي حلت بسكان الموصل ستتكرر بشكل أشد في القادم من الأيام. إن صورة الموصل بعد الانتصار على داعش ستختلف لا بد إختلافاً جذرياً عن الصورة التي كانت عليها قبل احتلال داعش لها. وعلى الحكومتين المركزية والأقليمية وكذلك التحالف الدولي والموصليين بصورة عامة ان يرسموا صورة نينوى وموصل الغد من خلال الاحتكام الى العقل والمنطق وتجارب الماضي ويضعوا حداً للمآسي التي حلت بهم وفق الآراء التي عرضنا لها.

أحدث المقالات

أحدث المقالات