اذا كان ” الشعب الذي ينتخب الفاسدين والانتهازيين والمحتالين والناهبين و الخونة، لا يعد ضحية، بل شريكا في الجريمة” كما يقول الروائي والصحفي البريطاني الشهير ، جورج أورويل، فمابالك بالذي يعتصم ويتظاهر لتأييدهم ؟! .قبل أيام أطلق ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي”هاشتاج #الفاسدون_لا_يصلحون_العراق” حظي بتفاعل كبير وحقق أصداء واسعة عراقيا وعربيا بالتزامن مع اعتصام 171نائبا ونائبة داخل مجلس النواب لإسقاط الرئاسات الثلاث واستبدالهم بآخرين وإلغاء المحاصصة المقيتة الموافقة للإرادة الأميركية ظاهرا ، وللتغطية على ملفات الفاسدين والمفسدين بعد ان ذاع صيتهم وطبقت فضائحهم الآفاق وأزكمت رائحة عقودهم الوهمية الأنوف ولترسيخ مبدأ الأغلبية السياسية الموافقة للإرادة الإيرانية باطنا ، والتي تعني ان طيفا واحدا يتولى المسؤولية فيما البقية الباقية كش ملك وهذا غير ممكن حاليا البتة إلا في حال تقسيم العراق لا قدر الله الى دويلات ثلاث !!. الغريب في الأمر أن نوابا تورطوا في الفساد – الى الهامه – كانوا من بين المعتصمين البرلمانيين ومن المخططين لهذه الخطوة التي صرفت الأنظار عن – وثائق بنما ليكس واونا اويل وموسكو ليكس وحجبت الأضواء الكاشفة عن الغارقين في بركها الآسنة عراقيا – وبينهم من أقر على نفسه وشهد على أقرانه بالاختلاس والسرقة أمام الملأ ، والأغرب ان المخدوعين وبرغم معرفتهم بهذه المثالب التي يندى لها جبين الشرفاء هرولوا خلفهم وصدقوهم واعتصموا خارج البرلمان دعما لهم ولمطالبهم مع علمهم المسبق بزيف ما يدعون وإستحالة انقاذ العراق على وفق ما يخططون ، بحثا عن الخلاص الموهوم من المأساة التي صنعها أساطين الفساد والطائفية لهم وأرسوا قواعدها ، ولاريب ان الهرولة خلف الناعقين والاعتصام الخارجي لأجلهم انما هي بمثابة ضياع لمطالبهم وإجهاض لتظاهراتهم السابقة ولمستقبلهم ولبلادهم ولعقووولهم بالكامل ايضا ، واعلم ايها المخدوع بأن الشياطين تغوي والملائكة تسجل و التأريخ يلعن فأحذر ولات حين مندم ، ويامشـ…مش شيل ايدك تره – جقلمباتك – بعد ماتفيدك !!.المطلوب اليوم من أي نائب معتصم او ينوي ذلك مستقبلا تنفيذا لأجندات اقليمية او دولية – تحت – كبة – البرلمان أو خيام الاعتصام خارجه ، ان يقدم cv نزاهة ونظافة وطهارة ووطنية موقعة من 171 نائبا تؤكد تلقيحه ضد وباء الجشع والإنتهازية وعدم تورطه بأية جريمة سرقة او اختلاس او رشا او ربا او تزوير او قتل او اجرام او اختطاف او تفجير او تهريب او تجسس او عمالة او خيانة او كذب أو تدليس او حرق الطوابق المخصصة لحفظ الوثائق والعقود داخل مبنى الوزرات او مجالس المحافظات على مدى 13 عاما ، على ان تكون الشهادة موثقة فيديويا وورقيا وركوردريا – حتى لحد يكلب بعيدن كالمعتاد ويكول اني ما كلت – ولابد من تعقيم المعتصم قبل شروعه بالاعتصام للتأكد من خلوه من الأمراض الأخلاقية والإجتماعية والسياسية المعدية لئلا يلوث الأرض التي يمشي عليها باسم الإصلاح وينجس الكرسي الذي يجلس عليه بأسم التغيير .أعلم مقدما أن ” زرزور كفل عصفور واثنينهم طيارة ” إلا أن الكفالة ستفضح ضحالة الكافل والمكفول على حد سواء وتؤشر بما لا يدع مجالا للشك الى أن العلة إنما تكمن في الرغبة الجامحة لتولي المناصب وحصد المكاسب المادية منها والمعنوية وليست لمكافحة الفساد والإصلاح والقضاء على المحاصصة كما يزعمون وإلا كيف يتسنى للأرملة السوداء السامة أن تكفل …تمساحا !!وبخلافه فلا يلومن المتظاهرون والمعتصمون والراغبون في التغيير إلا أنفسهم على خلفية إستمرارهم بتأييد الفاسدين ودعمهم لهم ممن سبق ان انتخبوهم لثلاث او اربع دورات فيما يرفعون شعارات محاربة الفساد في ساحات – التغرير ولا اقول التحرير – حتى ان عشرات الزملاء في مهنة المتاعب ، والسلطة الرابعة – الصحافة – قطعوا عهدا على انفسهم بالامتناع عن الكتابة بشأن مأساة المعتصمين ومعاناتهم مستقبلا بعد ان تكرر تأييدهم للفاسدين بالانتخابات تارة وبالاعتصامات والتظاهرات تارة اخرى لأننا قد وصلنا الى قناعة مطلقة لا تشوبها شائبة بأن الأذلاء يبحثون وبإصرار عن جلاد يلهب ظهورهم بالسياط باسم الدف والقانوووون مع بقاء الحال على ماهو عليه في الحالتين يسير من سيئ الى أسوأ. اودعناكم اغاتي