المؤسسات الصحفية هي من أكثر المواقع التي تمارس ظلما على بني جلدتها من معشر الأسرة الصحفية، وتحرمهم من أبسط حقوقهم في الحياة، بعد أن تكون قد إستهلكت معظم جهدهم وعصارة أفكارهم ، ولم تحرك نقابة الصحفيين ما يكفي من الاجراءات التي تكفل حق الصحفي خلال ممارسته العمل الصحفي في العديد من المؤسسات الصحفية، والتي تمارس ظلما لامثيل له، يضطر عشرات الصحفيين لترك هذه المهنة، لأن تلك المؤسسات الصحفية لاتوفر الحد الأدنى من العيش الآدمي لمن يعملون فيها، إن لم تكن استهلكت هؤلاء الصحفيين وجهدهم وعصارة أفكارهم، وفي كثير من الأحيان يكون هذا للأسف بلا مقابل!
لقد إستبشرت الاسرة الصحفية يوم حققت نقابة الصحفيين لهم قانون حقوق الصحفيين، الذين كفل الحد الأدنى من اسلوب التعامل بين الأسرة الصحفية ومواقع عملهم في مؤسساتهم الصحفية، لكن نقابة الصحفيين، لم تدرك ان عشرات المؤسسات الصحفية ، او من اندرجت تحت خانتها سرقت جهود العشرات من الصحفيين العراقيين منذ سنوات، ولم تمنحهم ولو الحد اللأدنى من المكافآت التي توازي حجم جهدهم جراء عملهم في تلك المؤسسات، وبقيت الأسرة الصحفية تعاني من ظلم فادح، جراء طغيان المتربعين على عرش الصحافة، وعدم اهتمامهم بواقع زملائهم ومن هم بمعيتهم، يمنحونهم خلاصة عقلهم وكل جهدهم من اجل ان تظهر مطبوعاتهم أو مؤسساتهم الإعلامية بالشكل اللائق، ومع هذا لا أحد ينظر الى حقوق هؤلاء، وضاع دم عشرات الصحفيين العراقيين، بين قبائل الأسرة الصحفية نفسها، وليس بين العشائر العراقية، التي تقدر حق الصحفيين وتمنحهم الاحترام المطلوب، كما ان الدولة منحت لهم الحرية الكاملة في الكتابة، وهو حق مشهود له ولاغبار عليه، فالحرية الصحفية ، ربما لم تشهد تطورا في الحريات الصحفية كتلك التي هي عليها الان، لكن مقابل ظلم فادح بحرمان الزملاء الصحفيين العاملين في المؤسسات الصحفية مما يستحقون من جهد يوازي عملهم المضني، ما حرم العشرات من الزملاء من استيفاء حقوقهم من رواتب ومكافآت، وعوائلهم بأمس الحاجة اليها ، وظروف عيشهم في حدودها الدنيا في أغلب الاحوال.
إن الأسرة الصحفية تعزي نفسها، وتقف في حيرة من امرها ومن هذا التعدي الصارخ على حقوق منتسبيها، من ظلم زملاء لهم في مواقع السلطة والقرار في مؤسسات صحفية ، لاتحرك نقابة الصحفيين ساكنا للدفاع عن حقوقهم ومطالبهم المشروعة ، في ان يتم حرمانهم من استحقاقاتهم في الرواتب والمكافآت لسنوات، للأسف، في مظاهر غريبة غزت بعض الدور الصحفية، حتى اضطر الكثيرون وحفاظا على بقية كرامتهم الانسحاب من الوسط الصحفي أو الاعتكاف عن الكتابة أو العمل في المؤسسات الصحفية، لان هذه الجهات الصحفية وهي عديدة وقد غمطت حق منتسبيها وزملاءها ولم تمنحهم ما يستحقوا بما يوازي جهدهم المضني ، وهم بأمس الحاجة الى توفير لقمة الخبز لعوائلهم، واذا ببني جلدتهم من يمارسون ظلما رهيبا عليهم ويحرمونهم من الحصول على الحد الادنى من الاستحقاق، وتغط نقابة الصحفيين في نوم عميق عما يتعرض له العديد من الزملاء من التجاوز على حقوقهم من مؤسسات كثيرة وبعضها مرموقة للأسف على صعيد الوسط الصحفي، وأملنا في ان تحرك نقابة الصحفيين ضميرها، تجاه زملاء المهنة ممن غمطت حقوقه وتعرضوا للاستلاب والنهب على يد من سيطروا على أعمدة الصحافة، ولم يهتموا بزملائهم ومن يعملون معهم من اجل اعلاء شأن الصحافة ، واعداد قانون جديد يضمن حقوق الاسرة الصحفية ، لان القانون الحالي المسمى قانون الحقوق الصحفية لايضمن للصحفي ان يحصل على حقوقه واتعابه من المؤسسات الصحفية التي بأمكانها ان تقطع عمل الصحفي متى شاءت وتستغني عن الكثيرين متى شاءت ، ولم تحرك نقابة الصحفيين أي جهد يذكر ازاء عشرات الصحفيين الذين استغنت عنهم الكثير من المؤسسات الصحفية، رغم ان الكثيرين منهم من رواد الصحافة ومبدعيها، لكنها تركتهم للضياع والغربة والتشرد، وبقي حال المئات منهم لايسر ، وهم الان في الدرك الأسفل من وسائل العيش التي لاتليق بهم.
ان المئات من الصحفيين يناشدون الاستاذ مؤيد اللامي الذي حصل على ثناء وتقدير الاسرة الصحفية ، جراء مكاسب حققها لايمكن تغافلها، ان يوجه انظار النقابة لسماع قصص مئات العاملين في الحقل الاعلامي ممن غمطت المؤسسات الصحفية حقوقهم وعرضت كرامتهم للاستخفاف من قبل تلك المؤسسات التي لم تقدر جهد الزملاء الكثيرين بعد ان اعتاشت تلك المؤسسات على ابداعهم وجهدهم ولم توفر لهم الحد الأدنى من العيش الآدمي، واذا بالمؤسسات الصحفية من اكثر الجهات التي تنتهك حقوق الانسان في هذا البلد، وعلى السيد نقيب الصحفيين ان يتدارك اتعاب زملاءه في المهنة لكي لايبقوا محرومين من حقوقهم وتتجاوز المؤسسات الصحفية عليهم في كل مرة وتطردهم متى شاءت، وان يتم تنظيم قانون صارم يحفظ للأسرة الصحفية بعض بقية هيبتها.
ويعلق العشرات من الصحفيين ومنهم مخضرمون، الآمال، في أن يشكل السيد نقيب الصحفيين الاستاذ مؤيد اللامي ، وبسرعة ، لجنة عليا برئاسته، تتولى سماع شكاوى الظلم الصارخ، من مؤسسات صحفية كثيرة وهدرها لحقوق صحفييها، وإيلاء هذا الموضوع اهتماما استثنائيا، حتى لاتبقى تلك المؤسسات، تتعامل مع زملائها، بهذه الطريقة ، التي أقل ما يقال عنها، انها لاتعكس حالة الاحترام بين الأسرة الصحفية وتلك المؤسسات، وتغمط حقهم، ولا ترد لهم حقوقهم، وأن لايبقى التعامل مع العاملين في الحقل الاعلامي والصحفي بهذه الطريقة التي تخلو من التعامل الآدمي ولو في حدوده الدنيا!!