22 ديسمبر، 2024 1:09 م

المطلوب الاستعداد لـ “فقه الواقع المعزز والافتراضي” !

المطلوب الاستعداد لـ “فقه الواقع المعزز والافتراضي” !

على خطى الكاتبة فاطمة “تابوت”،أقصد” ناعوت”والتي سبق لها وأن انتقدت نحر المسلمين للأضاحي لأنها تتصف بالقسوة على حد وصفها متناسية أطنان الهمبرغر والستيك والسكالوب والكفتة والكباب التي طفحتها بمعية أصدقائها وأقاربها وزملائها داخل مصر وخارجها طوال سني حياتها من دون أن ينتقدوا ذبح أكثر من (500) مليون رأس من الغنم سنويا حول العالم للاكل وفقا لموقع ( Sentient Media) ولا لـ (50) مليار دجاجة تذبح سنويا لتحويلها الى مشوي ومحشي ومقلي وشيش طاووق وشاورما دجاج وعدد ما شئت من الاكلات والطبخات، ولم يلتفتوا الى ذبح أكثر من (479) مليون من الماعز ، و (302) مليون بقرة تقتل سنويا- وفقا للاحصاءات الدولية – لغرض تحويلها الى طعام، بل ولم يعيروا قتل مليار ونصف المليار خنزير سنويا اهتماما لغرض الاكل بينها (121) مليون خنزير في الولايات المتحدة وحدها بحسب (المنتدى الاقتصادي العالمي ) ومن دون الالتفات لأكثر شعوب العالم – خنزرة – تتصدرهم اليابان وايطاليا والمانيا والمكسيك وكولومبيا وروسيا واستراليا والصين !
بل ولم يلتفتوا الى عادة قتل وأكل الكلاب وبما يقرب من (30) مليون كلب سنويا للاستهلاك البشري وبالأخص في كوريا الجنوبية وفيتنام والصين والفلبين اضافة الى (20) بلدا أفريقيا تتصدرهم نيجيريا بحسب تقديرات “جمعيات الرفق بالحيوان الدولية ” فيما تجيز القوانين الكندية اسوة بـ (44) ولاية امريكية تناول لحم الكلاب وفقا لـ “هسبريس” !
بالمقابل يعد طبق “يخنة لحم القطط بالفلفل والحامض ، كذلك حساء “التنين والنمر والعنقاء” و طبق الـ”هوت بوت” “من أشهر الاطباق التي تصنع من لحوم القطط في كوريا الجنوبية والصين أسوة بطبق “ثيت ميو خو” القططي في فيتنام ،وطبق حساء القطط الحار في بوليفيا
علما بأن جل ذلك يتم بوحشية قل نظيرها وخلافا للذكاة الشرعية – الحلال – إما صعقا بالكهرباء ، أو رميا بالرصاص ، أو ضربا على الرؤوس بالمطارق الحديدية ، أو خنقا بغاز ثاني أكسيد الكربون والنيتروجين، او بالصعق الميكانيكي بـواسطة ” السهم القصير ” بعيدا عن اراحة البهائم واحترامها وعلفها والحرص على عدم ترويعها أو سوقها سوقا عنيفا للذبح،كما يفعل المسلمون ضمن آداب وشروط نحر الاضاحي امتثالا للحديث النبوي الشريف (إنَّ اللهَ كتَبَ الإحسانَ على كلِّ شيءٍ، فإذا قتَلتُم فأَحْسِنوا القِتْلةَ، وإذا ذبَحتُم فأَحْسِنوا الذَّبْحَ، ولْيُحِدَّ أحَدُكم شَفْرتَه، ولْيُرِحْ ذَبيحتَه).
أقول طرحت الإعلامية المثيرة للدجل والجدل ، “لميس الحديدي ” وعلى خطى “ناعوت” من خلال برنامج “كلمة أخيرة” المذاع على قناة “أون إي” سؤالا خبيثا ، وتساؤلا غير بريء بالمرة عن مدى امكانية الحج – أونلاين -من خلال برامج الـ” ميتافيرس “و” الزوم ” بدلا من الذهاب الى الديار المقدسة لأداء المناسك والشعائر في مشاعرها وفي أماكنها وفي مواقيتها المحددة امتثالا لأوامر الشارع الحكيم، وبما عهده المسلمون على مدار قرون طويلة منذ أن فرض الله تعالى الحج في السنة “التاسعة للهجرة “، وهو الركن الخامس من أركان الإسلام بعد شهادة التوحيد ، والصلاة ، والزكاة ، والصيام ” لمن استطاع اليه سبيلا .
وبرغم دفاع – الحديدي – عن نفسها فضلا عن رأيها وبأنها لم تقل ما قالته تشجيعا له، ولا تحريضا عليه، وإنما للإجابة على تساؤلات الشباب – ايباااااخ – ولاسيما وأن والدها هو شيخ أزهري – على حد زعمها – وهذه هي – الشماعة – المهلهة التي أدمنها كل من يتجاوزون على الإسلام وعلى شعائره ومقدساته ورموزه ليعلقوا – خيباتهم- عليها كلما ضاق عليهم الخناق ، وكلما اتسعت دائرة الحملات الشعبوية ضدهم ، وادراكهم في قرارة أنفسهم بأنهم قد أصبحوا كـ “قملة مفروكة” ليس بوسعهم مواجهتها ، ولا الرد عليها ، وهكذا فعلت “ضلال “السعداوي والتي سبق لها وأن وصفت تقبيل الحجر الأسود والطواف حول الكعبة بأنها أفعال وثنية وهكذا هو حال أشباههم ونظائرهم وبالأخص من – التزويريين الجدد – إذ ألم يطلق أحد الإعلاميين العراقيين دعوة صريحة من لـ”شرب العرق الزحلاوي” للوقاية من كوفيد – 19 في الأيام الأولى للجائحة !
والحق أقول لكم بأن أشد ما استفزني هو توقيت التساؤل -اللميسي- المريب مع اعادة نشر وتدوير مقال سابق للكاتبة“ريزات بوت” عن موسم الحج عبر وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية “ والتي زعمت فيه بأن الحج يزيد من الإنبعاثات الكربونية ، ولابد من تقليص أعداد الحجاج في السنوات المقبلة ، فيما شددت الوكالة الامريكية – والتي يديرها ويشرف على تحريرها سقط المتاع – على ما يسمى بـ” الحج الاخضر” لتقليص أعداد الحجاج وتجنب المخلفات البلاستيكية ، وتعويض انبعاثات الكربون ، ولعل هذا بمجمله هو المطلوب – صهيو انكلو ساكسونيا – يمينيا من جهة ، و “جورج سوروسيا” يساريا من جهة أخرى وبما سأفصله في مقال لاحق بإذنه تعالى !!
وأسأل الكاتبة كذلك الوكالة”لماذا كل هذا الربط المجحف وغير المبرر واللامسؤول بين الحج في الاسلام والاحتباس الحراري …بين نحر الأضاحي والتغير المناخي مع ذهولكم الكلي والتام عن مئات المواسم و الكرنفالات والمهرجانات و المونديالات والدورات الاولمبية والبطولات حول العالم والتي يحضرها أضعاف أضعاف المشاركين بالحج الى بيت الله الحرام سنويا ؟
وحسبي أن أذكركم جميعا بأن أعداد الذين حضروا الى كأس العالم 2022 في قطر وهو المونديال الانظف بيئيا واخلاقيا حتى كتابة السطور ، هو 3 ملايين و404 آلاف و252 مشجعًا، أما مونديال 2018 في روسيا فبلغ عدد المشجعين في الملاعب 3.031.768 ، كذلك كأس العالم 2014 في البرازيل والذي حضره 3.441.450 مشجع ، فيما لم يبلغ عدد حجاج بيت الله الحرام – قصر بجمع – لموسم الحج 2023م ، الموافق 1444 هـ أكثر 2 مليون حاج ، بينهم 1.4 مليون حاج من خارج المملكة وفقا لوزارة الحج والعمرة السعودية ، لا لأن مشجعي كرة القدم أشد حرصا وحماسا من حجاج بيت الله الحرام ، وإنما لتقييد اعداد الحجيج ، وتحديدها لكل دولة بنسبة معينة لايمكن تجاوزها سنويا وبأي حال من الأحوال !!
وأذكر الذاهلين كليا – ماسونيا ، وآل روتشيلديا ، وآل روكفلريا ، وجورج سوروسيا ، وايباكيا ، وبلدربرغيا – عن التجمعات البشرية ماخلا الحج ، بأن ما لايقل عن مليوني شخص يحتشدون يوميا في شوارع “ريو دي جانيرو” ولمدة سبعة أيام متتالية قبل ما يسمى بـ” الصوم الكبير” منذ العام عام 1723م في الكرنفال الاكبر في العالم والذي تمارس فيه كل انواع الفواحش والرذائل والذي يتعاطى المحتفلون خلاله كل أنواع الخمور والمخدرات وبما يعود في جذوره الى الوثنية الرومانية يوم كان مخصصا لتقديس ما يسمى بالالهين ” ساتور و ستورن” وذلك قبل تنصير الكرنفال كاثوليكيا !
كذلك الحال مع عيد “ديوالي” أو عيد الانوار في فصل الخريف الذي يحييه ملايين الهندوس والسيخ ويشعلون خلاله ملايين الشموع وما يسمى بـ “دياس”،اضافة الى اطلاق أطنان من الألعاب النارية ، كذلك الحال مع عيد الالوان ” هولي ” الذي يحييه ملايين الهندوس ويتراشقون خلاله بالألوان أمام معبد “سويندون” ….كذلك الحال مع عيد ” كريشنا جانامشتامي” ، وعيد “موكب جانيشا” فكل هذه الاعياد تتراوح الاحتفالات فيها ما بين 5 – 10 ايام بحضور وتجمع واكتظاظ الملايين مع عدم وجود المرافق الصحية النظيفة، وحيث المياه الملوثة على مستوى الشرب والطبخ والاغتسال،وحيث الجنس المحرم والفجور بأبشع وأخس وأقذر صوره ، واسأل ” ألا تسبب كل هذه الكرنفالات والمهرجانات والأعياد الفوغائية المليونية احتباسا حراريا ، أو تغيرا مناخيا ؟! ” .
واذكركم بكرنفال البندقية الذي يحضره ما لايقل عن 3 ملايين شخص سنويا معظمهم من السياح الأجانب والشاذين والمتحولين ، وعادة ما يسبق “أربعاء الرماد” لتمارس خلاله كل انواع الملوثات الاخلاقية والفكرية والجسدية ،وابرزها معاقرة الخمور بشراهة ، ولعب القمار، وممارسة الجنس كالانعام، بل أضل سبيلا ، حيث يتميز الكرنفال بلبس الاقنعة كي لاتعرف المرآة الشبقية – حماها من رجلها – فتطلق العنان لشهواتها البهيمية المقنعة أسوة بزوجها و صديقها وعشيقها المقنع ايضا ، كذلك الحال مع كرنفال ” سانتا كروث دي تينيريفه” ، وكرنفال لشبونة ، واحتفالات رأس السنة الميلادية ، وبطولة أندية ، وكأس أمم أوربا، وعشرات المناسبات الوطنية والابتهاجية والمهرجانات الغنائية والحفلات الموسيقية الصاخبة التي يحضرها الملايين من دون أن يتطرق أحد من – الامعات – ولا من – الرويبضات – اليها ولم ولن يتهمهما أحد بالتسبب بالاحتباس الحراري ولا بالتغير المناخي ، فيما ينصب الحديث كله حول – الحج في الإسلام – فحسب ، أتدرون لماذا ؟
لأن موسم الحج في الإسلام هو التجمع البشري الوحيد حول العالم الذي لا تُعاقر فيه الخمور ، ولا يُمارس فيه الزنا ، ولا تُتعاطى فيه المخدرات ، ولا يُلعب فيه القمار ، ولا تمارس فيه الرذائل والفواحش والآثام بل ويحرم فيه الصيد وقتل الطيور والحيوانات وقطع الاشجار وحرقها ..لأنه الموسم الوحيد الذي تذوب فيه الفوارق الطبقية بين بني البشر حيث الكل يرتدي ملابس الإحرام البيض ، غنيهم وفقيرهم ،عالمهم وجاهلهم ، حاكمهم ومحكومهم ، ولأنه الموسم الوحيد في العالم الذي لاتمارس فيه العنصرية ، حيث الابيض الى جنب الاسود ، والاحمر بمعية الاصفر لا فرق ولا فضل لمخلوق على آخر الا بالتقوى ..فموسم الحج في الإسلام بمثابة حرب فكرية وأخلاقية واجتماعية عالمية شاملة على “الشوفينيات ، والعصبيات ، والعنصريات ، والطبقيات ، والاثنيات ، والقوميات ، والقبليات ، والقطريات ” والناس هناك كلهم هناك سواسية كأسنان المشط ، يصفطون بأكفانهم – إحرامهم – لعبادة اله واحد ، على صعيد واحد ، يتلون قرآنا كريما واحدا ، ويتبعون نبيا خاتما واحدا ، وتراهم طائفين وعاكفين وساجدين وراكعين في بيت وحرم شريف واحد ،وجوهم وجباهم تجاه قبلة واحدة ، حيث شعائر ومواقيت ومناسك وتعاليم واحدة !
وبناء على ما تقدم أقترح على المجامع الفقهية والاتحادات والروابط الاسلامية في كل انحاء العالم ،فضلا على الكتاب والأدباء والفقهاء والأصوليين والمفكرين والاعلاميين والمثقفين الاستعداد المبكر لما يعرف بـ ” العبادات الافتراضية الالكترونية ” بدلا من العبادات – المالية والبدنية – الحضورية والتي تلتزم الزمان والمكان لإقامتها ، يتصدرها ” الصلاة والزكاة والحج والجمعة والعيدين” ولا أريد الخوض بتفاصيلها حاليا لأنها مؤامرة دولية كبيرى تقشعر لها الأبدان، وتشمئز منها النفوس ، و تشيب لهولها الولدان ، ولا أبالغ في ذلك البتة ولاسيما وأنها ستخدع بعض الشباب وتضللهم ولعل – لميس الحديدي – قد أطلقت دخانيتها الاولى لجس النبض ، وقياس حجم ردود الافعال “.
وخلاصة المؤامرة بسطور ” أن هناك تحركا دوليا خبيثا ودعوات الكترونية – ذبابية – لاقتراح استبدال بعض العبادات والشعائر لتكون بتقنيات الهولوغرام ، وتشات جي بي تي ، وبقية البرامج الحديثة والذكاء الصناعي ” وبإمكاني أن استشرف الاحداث و أفترض بأن أمثال عاشق الآراء الفقهية الشاذة ، سعد الدين الهلالي ، كذلك القبانجي ، وابو شيالات ابراهيم عيسى ، ونديم الخمور زكريا بطرس ، وربما شحرور ، والبحيري ، وخالد منتصر ، وما يسمى بمفتي استراليا ، وعصير ميزو ” قصدي ” الشيخ ميزو ، وسعادة المشمش دار عبدو ماهر ، وبقية شلة – التنويريين والقرآنيين والباطنيين الجدد – سيطرحون أنفسهم ناطقين ومتحدثين رسميين باسم الحملة لتسويقها وتسويغها عربيا بغية التشويش على الناس دينهم ، ليخلطوا حابلا بنابل ، وعلى من ذكرتهم أنفا في بداية البوست استباق الاحداث والاستعداد المبكر للحملة الشعواء المقبلة للرد على كل ما سيطرح حتى قبل أن يطرح ومن جميع الجوانب “.
المؤامرة اليوم قد اتسعت كثيرا على نحو أفقي وعمودي ودخلت الى عوالم جديدة بدأت بجواز أكل لحوم الحمير والكلاب، وثنت بجواز شرب حليب الحمير ، مرورا بجواز تقديم الاضحية – بالطيور- بدلا من بهيمة الانعام ، لتربع بقرن مناسك الحج بزيادة الاحتباس الحراري ، ونحر الاضاحي بالتغير المناخي ، قبل إطلاق الدعوة – اللميسية – المبطنة للحج افتراضيا بدلا من اداء مناسك الحج والعمرة في بلاد الحرمين الشريفين ، وغدا بالتأكيد ستسمعون عن آراء تجيز دفع الزكاة وإخراج التبرعات والصدقات ” بعملة البيتكوين ” وبقية العملات المشفرة ” وجواز أكل القطط والفئران والخنازير على خلفية ارتفاع اسعار اللحوم الانعام ،وهكذا دواليك …!!
وأنوه الى أن إسقاط العالم الافتراضي في البيئة الحقيقية يسمى بـ ” الواقع المعزز” بخلاف إسقاط العالم الحقيقي في بيئة افتراضية، فهذا يطلق عليه ” العالم الافتراضي ” وكلاهما يراد منه أن يعيش البشر في عالم مادي بحت ، خاو من الروحانيات ، عالم فرداني وأناني يتقوقعون داخله منفصلين عن كل شيء ما عداه تماما ، ليعيشوا كالروبوتات الالية بلا مشاعر ولا أحاسيس داخل عوالم افتراضية ثلاثية الابعاد لاتمت لواقعهم وأسرهم ومحيطهم ومجتمعاتهم وأوطانهم وشعوبهم وحقيقتهم بصلة …وللحديث بقية وصلة !! أودعناكم أغاتي .