منذ تأسيس نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، والمنطقة تعاني من مشکلتي التطرف و الارهاب، خصوصا بعد أن تم تأسيس منظمات و ميليشيات و أحزاب تابعة لهذا النظام تعمل على أساس مخطط خاص يجعل من تحقيق أهداف و غايات هذا النظام فوق کل إعتبار آخر، والمشکلة العويصة التي صارت تواجهها دول المنطقة هي إن الطرف الذي يقوم بتنفيذ أجندة خارجية مشبوهة و على المکشوف هو طرف داخلي و ليس خارجي، وهي سابقة فريدة من نوعها في تأريخ المنطقة.
المثير للسخرية و الاستهزاء، هو إن بعض الدول(نظير البحرين و السعودية مثلا)، عندما تتحرك ضد العوامل و العناصر المشبوهة فإن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية يثير ضجة کبيرة وکإن هناك جريمة کبيرة يتم إرتکابها بحق هذه العناصر العميلة التي تعبث بالامن و الاستقرار الوطني لبلدانها في وضح النهار، لکن في بلدان أخرى مثل العراق و سوريا و اليمن، فإن الميليشيات التابعة لهذا النظام تمسك بزمام الامور و تتصرف وکإنها صاحبة الامر، ويکفي أن نشير کيف إن الميليشيات الشيعية تقوم بإقتحام السجون و مراکز الشرطة و تخرج المسجونين و الموقوفين منها و تقوم بإغتيالهم عنوة، ناهيك عن قيامها بعمليات الخطف و التغيير الديموغرافي و غيرها من الجرائم و الانتهاکات الاخرى.
إستخدام نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية للأحزاب و الميليشيات من داخل دول المنطقة و ضد أمن و إستقرار هذه الدول، هي سابقة فريدة من نوعها کما أسلفنا و من الغريب أن تبقى هذه الظاهرة بهذه الصورة لصالح إيران وعدم تحرك دول المنطقة لحد الان بالاسلوب و الطريقة التي تضع حدا لهذا الاخلال و العبث المرفوض و الصارخ بالامن القومي لدول المنطقة، وإننا نرى ضرورة العمل بالمثل من أجل وضع حد لهذا الامر من خلال إشراك العنصر الايراني في هذه الحالة السلبية الجارية و تعديلها بما يخدم الامن القومي للدول.
نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي تحرك و أسس أحزاب و ميليشيات عميلة تابعة له في بلدان المنطقة، فإننا لاندعو بالضرورة لإنشاء أحزاب و جماعات عميلة في داخل إيران إطلاقا، ذلك إن العنصر الايراني المطلوب موجود فعلا و بإمکانه أن يخدم معادلة الصراع ضد نفوذ النظام الايراني في المنطقة و يرد الکيد الى نحره، ونقصد بذلك منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة التي تشکل صداعا مزمنا لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و تعتبر الخطر و التهديد الفکري ـ السياسي الاکبر بوجه هذا النظام، والخطوة الاولى التي يجب إتخاذها هنا هي الاعتراف الرسمي بهذه المنظمة من جانب الدول المنطقة و فتح مکاتب لها.
عندما ندعو لإشراك”منظمة مجاهدي خلق”الايرانية المعارضة في المواجهة ضد النفوذ الايراني، فإننا نعلم ماتمثله هذه المنظمة لطهران و کيف إنها تعتبر قوة ضغط سياسية على النظام، والمهم هنا هو إن لهذه المنظمة تأثير و تواجد مٶثر داخل إيران و في حالة الاعتراف الرسمي بها من جانب دول المنطقة و دعمها و إسنادها بالصورة المطلوبة فإننا على ثقة کاملة بإن الصورة ستتغير کاملا و لن تبقى الحالة السلبية التي نشهدها الان على صعيد المنطقة مستقبلا.
[email protected]