10 أبريل، 2024 2:55 ص
Search
Close this search box.

المطلوب إحياء فضيلة”ويطعمون الطعام” لمواجهة من “يمنعون الماعون”!

Facebook
Twitter
LinkedIn

قال تعالى ” وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ،إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُورًا”.
قبل أيام حذّر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة من تعرض قرابة 3 ملايين مواطن عراقي لأزمة في عدم كفاية استهلاك الغذاء،ما يشكل عبئا إضافيا في زمن الوباء القاتل (كوفيد – 19) ،حيث فقد الكثير من الناس وظائفهم ومصادر رزقهم اليومية،فضلا عن ارتفاع اسعار المواد الغذائية والمستلزمات الدوائية بالتزامن مع ارتفاع سعر صرف الدولار وانخفاض قيمة الدينار وتفشي ظاهرة الاحتكار لرفع الاسعار اكثر واكثر في الأسواق المحلية على يد الجشعين،ولابد من تدخل الحكومة عبر تقديم الإعانات للمواد الغذائية الأساسية واطلاق الحصة التموينية كاملة وبمواعيدها المقررة وزيادة مفرداتها بدلا من انقاصها،أو توزيع بدل نقدي عوضا عنها كما اقترح بعض النشطاء ،مع ضبط الأسعار في الأسواق المحلية ” .
ولا شك ان التحذير الخطير وبما أن الاعتماد على -الغصة- ولا اقول -الحصة – التموينية التي يكتنف شخوصها وعقودها الفساد والغموض في آن واحد من رأسها وحتى أخمص قدميها طيلة 17 عاما مع فقدان الأمل كليا بإصلاح القائمين عليها في الوقت الحالي على الأقل ،يتطلب من الجماهير بذل الجهود الحثيثة واطلاق حملات شعبوية كبرى لإحياء فضيلة “ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما واسيرا”، مقابل الوقوف صفا واحدا أمام اولئك الجشعين الذين يحتكرون، وأولئك الذين يرفعون الأسعار أضاعفا مضاعفة وأمثالهم ممن يتلاعبون بقوت الفقراء والمساكين، وأولئك الذين يغشون في الميزان ويطففون في الميكال ويمتنعون عن اخراج الزكاة و”يمنعون الماعون”،وعلى الجميع ان يضع نصب عينيه وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم الخالدة : “وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصِلُوا الْأَرْحَامَ، وَصَلُّوا بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ”، وقوله صلى الله عليه وسلم حين سئل عن أي الإسلام خير؟ قال ” تُطْعِمُ الطَّعَامَ وَتَقْرَأُ السَّلَامَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ”، وقوله صلى الله عليه وسلم ” أَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ ، أَوْ تَكْشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً، أَوْ تَطْرُدُ عَنْهُ جُوعًا ،أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دَيْنًا”.
وانوه هنا الى أن من “اطعام الطعام” تجهيز وتوزيع السلال الغذائية المجانية بين المعوزين والمتعففين بكثرة وعلى الدوام وكل من موقعه لمن يعرفه ولا يعرفه من اصحاب الدخل المحدود والارامل والايتام والعاطلين والمشردين والكادحين والمحجورين بسبب الوباء حتى تصيرعرفا حسنا وسجية يحتذى حذوها في كل وقت وحين ،ويفضل ،أن تتضمن المفردات الاتية :
-زيت طعام عدد 2
-معجون طبخ علبة كبيرة عدد 2
-شاي + سكر + حليب مجفف + طحين نمرة صفر + برغل وجريش .
-معكرونة + سباكيتي + شعرية +كيس رز متوسط الحجم.
-عدس+ فاصوليا جافة + لوبيا حمراء + باقلاء جافة + حمص.
-اندومي + شوربة مجففة + جبن مثلثات + دبس + راشي+ تمر فرط أو معلب.
-كيس كبير مملوء بالفاكهة الطازجة( موز، برتقال، تفاح،لالنكي ، فراولة ..الخ )
-كيس كبير مملوء بالخضار (طماطة،بطاطا،بصل ،ثوم ،خيار،فلفل اخضر،باذنجان، فاصوليا خضراء..الخ ) وما نقص مال من صدقة، وانفق يا ابن ادم ينفق عليك .
* كما أقترح تخصيص عارضات مبردة أمام المطاعم الكبيرة توضع داخلها لا اقول بقايا الطعام والفضلات وانما خيرة الطعام – ومن راس الجدر على قول اجدادنا – ويكتب على واجهتها “خذ ما يكفيك وعائلتك ودع الباقي لغيرك” .
* كما اقترح إحياء عرف حسن مالبث ان تراجع في بعض المناطق واندثر كليا في أخرى الا وهو عرف تعاهد الجيران بأطباق الطعام المتبادل بما كان يعرف بـ”الطعمة”حيث يرسل الجار الى جاره أطباقا من طعامه فور طبخه واعداده، فيقوم الجار بدوره بإعادة الطبق بعد تنظيفه ولكن بطعام آخر انطلاقا من السنة النبوية المطهرة ” تهادوا تحابوا ” ومصداقا لقول الشاعر :
هدايا الناس بعضهم لبعض..تولد في قلوبهم الوصالا
وتزرع في الضمير هوا وودا..وتكسوه اذا حضروا جمالا
*كما اقترح وضع براد خاص أمام المولات وأسواق الغذائية ترتب داخله بعض المواد اليومية الضرورية من اجبان والبان ومشتقات حليب ومربيات ونحوها ويكتب عليه” اذا كنت محتاجا فخذ مايكفيك،ودع الباقي لغيرك “.
* واقترح على أصحاب أفران الخبز والصمون تخصيص حصة يومية للمحتاجين من دون مقابل وانصح بوضع قطعة كبيرة في الواجهة مكتوب عليها بخط جميل وواضح “اذا كنت لاتمتلك ثمن الصمون /الخبز فخذ ما يكفيك وعيالك مجانا وانت المتفضل”.
*واقترح كذلك أن يخصص أصحاب حقول الدواجن عددا لابأس به من الكارتونات المليئة بطبقات البيض بغية توزيعها شهريا أو اسبوعيا بين العوائل المتعففة وخيام النازحين وسكنة العشوائيات ونظرائهم وليعد ذلك بمثابة – دفع بلاء عن حقله – مصداقا لما جاء في الاثر”حصنوا اموالكم بالزكاة،وداووا مرضاكم في الصدقة ، واستقبلوا امواج البلاء بالدعاء والتضرع “.
*كما تتطلب الاوضاع المستجدة حيث انتشار الغلاء والوباء والبلاء وشماتة الاعداء ،دعم ظاهرة”مطابخ الخير” المجانية “اضافة الى استحداث مطابخ مماثلة في الاحياء الشعبية تعمل على توزيع الطعام بواقع وجبتين يوميا ( فطور +عشاء )، أو ثلاث وجبات بضمنها الغداء ،او بواقع 3 ايام من كل أسبوع علاوة وبطبيعة الحال على الافطار المجاني مع السحور اليومي طيلة شهر رمضان الفضيل ،على ان يتبرع ويسهم الموسرون كل بحسب طاقته ولايكلف الله نفسا الا وسعها ، بطحينها ،غازها ، نفطها ،رزها ،عدسها ، بقولياتها ،زيتها،ملحها ، دهنها ،سكرها، خضارها،لحمها،دجاجها،قدورها الكبيرة،طباخاتها،وما شاكل وهنيالك يافاعل الخير ولايفوتنكم،أن” الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ”.
* كما اقترح على أصحاب الأحواض السمكية تخصيص كميات لابأس بها من أسماك أحواضهم لتوزيعها بين المحتاجين والفقراء والمساكين حسبة لله تعالى أسوة بأصحاب حقول الدواجن” ثقوا واعتقدوا بأنكم لو صنعتم ذلك لما ابيدت اسماك احواضكم ولا دجاجكم بالجملة ما اصابكم بكوارث اذهبت أموالكم وتعبكم ادراج الرياح كما تطالعنا به النشرات الاخبارية بين الفينة والاخرى،تارة بفعل فاعل مجهول، وتارة بفعل أوبئة فتاكة وأمراض مهلكة”لأن بركات الزكاة والصدقة التي لايتبعها مَنُّ ولا اذى ولا رياء من شأنها أن تدفع البلاء والوباء والغلاء ايضا بما لايمكنكم أن تتخيلونه مصداقا للحديث النبوي الشريف ” صِلَةُ الرَّحِمِ تَزيدُ في العُمْرِ، وصَدَقةُ السِّرِّ تُطفِئُ غضبَ الرَّبِّ” .
* واقترح على اصحاب علوات المخضر “الـجملة والمفرد” في كل مكان لتخصيص كميات لابأس بها من الخضار والفاكهة لتوزيعها اسبوعيا بين المتعففين بنية الصدقة، والاقتراح هنا موصول لأصحاب المزارع والبساتين من المأمورين اساسا بإخراج زكاة الزروع والثمار مع أن معظمهم لايعلم عن أحكامها شيئا قط ربما لأنه لم يخرجها في حياته الزراعية كلها،ولهؤلاء جميعا اذكرهم وللفائدة بأن وقت إخراج زكاة الزروع والثمار يكون يوم الحصاد وذلك مصداقا لقوله تعالى :”وآتو حقه يوم حصاده”،وفي حال زرعت الارض بأكثر من محصول في السنة وجبت الزكاة عن كل محصول يوم حصاده ومقدارها 10% اذا كان السقي سيحا، و5% اذا كانت سقيا ،وفي حال كان السقي سيحا مرة وسقيا أخرى فمقدارها 7.5% وتشمل كل مزروع يصلح قوتا وادخارا .
وبذلك فلن يموت الفقراء والمساكين جوعا وفاقة ولن يمرضوا ويعانوا من جراء سوء التغذية وفقر الدم الناجم عن قلة الغذاء او الاقتصار على انواع محددة منه لاتفي بالغرض المنشود لتزويد الجسم بالطاقة اللازمة والفيتامينات والاملاح والدهون والمعادن والكاربوهيدرات والنشويات والسكريات اللازمة، ولن يعصف بهم ما يضرهم وسنة الحبيب الطبيب صلى الله عليه وسلم بين ظهرانيهم حية نظرة ابدا ومطلقا.اودعناكم اغاتي

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب