23 ديسمبر، 2024 6:53 ص

المطلك “يطوَخ” والمالكي “يطوَط”..!!

المطلك “يطوَخ” والمالكي “يطوَط”..!!

تنتشر في لهجتنا العامية مصطلحات, تولد في مكان مجهول, وتتلاقفها الالسن, وينقشها اصحاب سيارات الاجرة باعتزاز وفخر, ثم ما تلبث ان تتلاشى وتذوب. ظاهرة تستحق البحث فمن يخترع المصطلح؟ ومن يروجه؟ وكيف يختفي؟. ان مصطلحات مثل “خلي يولن وشد ابو النظيف” اتت على الالسن العراقية منذ مدة لتجدها في كل مكان, عابرة حدود المحافظات العراقية “الاقليمية والدولية” (يعتقد بعض الخبثاء ان محافظات العراقية قد اقتسمتها دول الجوار مع بقاء العراق موحدا..!!). ان صعود المصطلحات وهبوطها قد يعكس حالة مجتمعية معينة او حالة اقتصادية معينة. ومن المصطلحات التي طرقت سمعي مؤخرا قولهم “يطوَط” بمعنى يختلف عن معناها الاصلى, الضغط على منبه السيارة, بل لقد اصبحت مرادفا لكلمة “يطوَخ” اي اسرف في شرب الخمر حد السكر. وكلمة “يطوَخ” بدورها حوَل معناها من الضغط على القلم لتوضيح كتابة باهتة الى دلالة على السكر والعربدة. اذن لقد اصبح من “يطوَخ” و “يطوَط” واحدا في سكره وهذياته. ولكنني لا اقصد هذا المعنى في عنوان مقالي بل انني ارى ان تحذيرات صالح المطلك من قائمة متحدون جاءت “تطويخا” للنقاط على الحروف وان “تطويط” المالكي منبها الى “خطر” الاخوان المسلمون في مصر على استقرار العراق, كان مقصودا من الرجلين.
المطلك رجل “يطوَخ” النقاط على الحروف دائما, فهو من اشار الى المالكي بقوله “من يصف شعبه المطالب بحقوق بالمتمردين لا يصلح أن يكون قائدا له” ثم عاد فقال عن المالكي (نفسه وعينه وذاته) انه “يدير ﺟﻠﺴﺎت ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻮزراء ﺑﻤهنية ﻋﺎﻟﯿﺔ وھﻮ ﻟﯿﺲ دﻛﺘﺎﺗﻮرا” انا لا اعلم رجلا “يطوَخ” مثل المطلك فالمالكي عنده لا يصلح ان يكون قائدا للشعب العراقي وهو يدير جلسات مجلس الوزراء بمهنية عالية…!! ولان المطلك رجل يحب “التطويخ” فقد انبرى يتصدى لفشله الذريع في انتخابات مجالس المحافظات من خلال مهاجمة خصومه ومحاولة تسقيطهم وهي ممارسة “روتينية” في السياسة ولكن الرجل ابعد النجعة عندما اراد خداع الناس مستغلا الازمة الحاصلة في مصر اليوم ليحاول تسويق فكرته السخيفة من ان “متحدون” يريدون تكرار تجربة “الاخوان المسلمون” في مصر. وليت عاقلا نصحه بان لا الظروف ولا مستوى المسؤولية الادارية ولا طبيعة المجتمع تتشابهه ما بين “محافظة الانبار” (المطلك يظنها دولة) وبين جمهورية مصر العربية الشقيقة حتى يطلب عدم تكرار تجربة لا يمكن تكرارها اصلا. ليت عاقلا نصحه بان مقارنة حكم دولة لا يشابه حكومة محلية في محافظة. ولكن الرجل معذور فقد كان “يطوَخ”  كعادته..!!
واذا كنت ابحث عن عاقل ينصح صالح “المطوَخ” فانني لن ابحثه عنه في ما وراء كواليس مسرح “دولة رئيس الوزراء” لانك لن تجد عاقلا او حتى مجنونا يستطيع ان يشير على المالكي وذلك لاستغنائه عن المشورة واكتفائه بنفسه في حكم بلدنا الجريح. نعم فدولة رئيس الوزراء الذي اجاب, حسب ادعائه, امرأة مجهولة, قالت له ان لافرق بينكم وبين البعثيين فكلكم يعتقل العراقيين, اجابها بنكتة باردة يظنها هو اجابة فذة “الفرق بيننا انك كنت لا تستطيعين النظر بوجه صدام والان انت تكلمينني صراحة” يعني الاعتقالات البعثية والدعوجية واحدة ولكن الفرق اننا نستطيع التحديق في وجه رئيس الوزراء من بعد اعتقال ابنائنا ورميهم في غياهب السجون, فعلا الفرق واضح ومفيد..!! ولكن حديث المالكي هذا ليس هو ما “طوَط” عنه في وسائل الاعلام بل لقد استفاد من عبقرية المطلك في لمز دولة ونظام وشعب عربي اخر من اجل تحويل الانظار عن فشله الذريع في ادارة الملف الامني وليطل علينا معيدا نغمة مقيتة بالية تستعدي مكونات الشعب العراقي على بعضها وليزيد المجهول بلة فهناك “غطاء سياسي للقتلة” وهناك “من يصفق للقتل” وهناك “من يريد الرد وهو يمسكهم” كلها امور تشير الى انه يدير غابة لا دولة وهو لا يخجل من اظهار عجزه امام من يقتل وتواطئه مع من يريد الرد على القتل بالقتل, هذا ان صدقنا روايته الشخصية للاحداث وتحليلها. ولاجل الامعان في الايهام والابهام فقد ترك العراق وسافر الى سوريا متهما مصر بالتواطء في تدميرها وقد ذكرنا ان من يدعم الارهاب ستعود سهام الارهاب مرتدة الى صدره وانا اذكره بانه كان على الدوام يتهم البعثي ابن البعثي بشار الاسد بانه يصدر الارهاب الى العراق فلم لا نعد ما حدث في سوريا ارتدادا لسهام الارهاب؟, وهل ان نظام بشار قد قابل الاحتجاجات البسيطة والسلمية في بداية الثورة السورية بتلبية المطالب ام بقطف المطالبين؟ وهل ان استغلال ازمة بلد اخر واتخاذها شماعة لفشل حكومته الامني والخدمي يعد امرا مقبولا؟ هذا الامور لن يجيبك عنها رئيس الوزراء فهو لم يعد يتلق الاسئلة المحرجة منذ زمن بعيد, منذ ان اجاب بانه لا يدري ما هي اهمية يوم 8/8/1988 في حياة العراقيين..!!