7 أبريل، 2024 3:35 م
Search
Close this search box.

المطبّعون مع اسرائيل.. يؤمنون بنظرية المؤامرة ايضا

Facebook
Twitter
LinkedIn

من اكبر الصعوبات التي يواجهها اصحاب الاراء والمواقف من المستقلين, هي تجيير هؤلاء المستقلين نحو جهة ما, والظن بأنهم ينتمون لها لمجرد ان يصدف وتخرج اراؤهم متوافقة مع رأي لهذه الجهة وتلك الفئة, لذا سيلقى الرافضون للتطبيع مع اسرائيل في المجتمع العربي, اتهامات بأنهم ايرانيين او قوميين حاملين لشعارات “بَطِرة” تعبت منها الشعوب.

اخذ صدام حسين ما اخذ من تصدر للمشهد الرافض لاسرائيل والداعم للفلسطينيين حتى سأم العراقيون من هذه الدعوات, وما لبث ان سقط نظام صدام حتى استورثت الاحزاب المعارضة لصدام في الامس, والمشاركة بقوة في الحكم اليوم, الموقف ذاته من معاداة اسرائيل “بغض النظر عن الدوافع والغايات”, وتحديدا الاحزاب والفصائل الشيعية القريبة من المحور الايراني او مايسمى “محور المقاومة”, حتى أصبح المعارضون لهذه المواقف يعتقدون بأن كل من ينقد ويرفض اسرائيل هو بالضرورة منتمي لهذه الفصائل, او لديه ترسبات قومية.

الراغبون بالتطبيع.. يؤمنون بنظرية المؤامرة
ويبرر المستهجنون لكل موقف شعبي أو سياسي ضد اسرائيل استهجانهم, بأن هذه المواقف والشعارات الثورية ضد اسرائيل, هي من أوصلت العراق الى هذه الحال, وإن “مصاحبة اسرائيل” ستجلب الخير لنا كما الدول الخليجية. والغريب في الامر ان المستهجنين نفسهم يرفضون “نظرية المؤامرة” ويجزمون ان اسرائيل لاعلاقة لها بما نحن فيه, إذن ماذا الان؟, هل لاسرائيل دور فيما نحن فيه ام لا؟
رفض اسرائيل واتخاذ موقف تجاه كونها دولة توسعية على اساس ديني, ومخالفتها لقرارات الامم المتحدة وخصوصا في اعتبار القدس عاصمة اسرائيل, ومشاهد القصف بالطائرات ومقتل نساء واطفال في فلسطين بصواريخ اسرائيلية, واستغلال اسرائيل للمأساة ابناء الديانة اليهودية عبر التأريخ, واستخدامها في الحصول على امتيازات كثيرة, واستخدام تكميم الافواه تحت عنوان “معاداة السامية” للحد الذي يجعل اعلامية عربية تتعرض لـ”اجراءات تأديبية” من المؤسسة التي تعمل بها كما حدث مع الاعلامية منى حوا لمجرد انها قالت في احدى حلقات برنامجها, بأن اسرائيل استغلت محرقة الهولوكوست لقيام دولتها في فلسطين.
كل هذه الاسباب والمؤشرات غير كافية عند العراقيين المصابين بـ”الحساسية” من اي مشهد رافض لاسرائيل, ولايأتي بذهنهم سوى إن من يرفض اسرائيل فهو “قومي عروبجي” كما صدام, او يخدم المصالح الحزبية المؤيدة لايران في المنطقة, وهذا ما يبعث الأسف.

هل تؤذي التظاهرات اسرائيل؟
ويتندر الكثير من الاخوة المتحسسين السائمين من شعارات رفض اسرائيل, عند حدوث اي مظهر من مظاهر الرفض وفعالياتها الشعبية المختلفة من تظاهرات او حتى بالكتابة عبر مقال او منشور على الفيسبوك, ساخرين من أن هذه الفعاليات لاتقتل حتى ذبابة اسرائيلية.
ولوجود اعتقاد شائع بأن اصحاب الدم الخفيف اذكياء دوما, أود ان اطرح سؤالا هنا ايماناً مني بذكاء هؤلاء المتندرين, ما الداعي والدافع من وجود صفحة تتكلم باللغة العربية لعسكري اسرائيلي وتكون صداقات مع الشعوب العربية كما صفحة افيخاي ادرعي؟, هل لقتل اوقات الفراغ؟ ام ان ادرعي يبذل هذا الجهد لإدخال الرفاهية على ابناء الشعوب العربية تكرما منه؟.
يسلك ادرعي اسلوبا مزدوجا في صفحته بين الترغيب ببلاده والترهيب منها, فبينما يحث جمهوره العربي على الحب والسلام وتكوين صداقات مع اسرائيل وتشجيعهم على كتابة تعليقات محبة لها وبغض “الارهابيين الفلسطينيين” والاهتمام بالقراءة والابتعاد “السلاح”, يستعرض ادرعي “مفتخرا” القدرات القتالية والاسلحة المتطورة الاسرائيلية.
بلا شك ان اسرائيل طامعة برضا الشعوب العربية, والتقرب منها, فالحكومات الرافضة من السهل جدا التخلص منها اما عسكريا او بطرق اخرى, لكن الشعوب عقبة لايمكن التخلص منها بخيار عسكري او غيره, فمناغمتهم عبر “الحرب الناعمة” ألحل الوحيد والأنجح, مستغلين بذلك سوء الحكومات العربية وسلبياتها واخطاؤها بحق شعوبها, وإشعال توق شديد في أنفس الشعوب للتقرب من اسرائيل والحصول على الرخاء الذي يبدو واضحا في شوارعها التي يشاهدونها عبر الصور الفوتوغرافية في فيسبوك!.
لا شك ان المظاهر الشعبية وفعالياتها الرافضة ستؤذي وتؤخر محاولاتهم التطبيعية الهادفة لجعل الشعوب العربية تتقبل اسرائيل, ككيان لا أحد يعلم هل سيتوقف عند ابتلاع القدس والجولان والعديد من الاراضي الاخرى التي لم تنص عليها قرارات الامم المتحدة؟ ام سيصل يوما ما الى دول واراضي ومنازل المتحسسين من نقد اسرائيل ورفضهم؟.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب