22 ديسمبر، 2024 7:50 م

المطالبة بالرد على التدخلات..أية تدخلات؟!

المطالبة بالرد على التدخلات..أية تدخلات؟!

لايزال التأريخ يذکر بسوء ماقد فعله بني إسرائيل الذين کانوا يقيمون الحد على بسطاء الناس والمعدومين عندما يسرقوا أو يزنوا أو يرتکبوا أية مخالفة ولکن وجهاء بني إسرائيل ورجال الدين ذوي النفوذ کانوا مستثنين من ذلك، ومن الغريب أن تتجسد فعلة بني إسرائيل الخاطئة في العراق بعد کل هذه القرون الطويلة، عندما ينبري البعض لمعاقبة اللصوص والمخالفين من عامة الناس فيما يتم إستثناء عتاة اللصوص الذين يسرقون بالمليارات ومن دون رحمة، کما إن نفس الامر ينطبق على ماقد دعا إليه النائب عن الجناح السياسي لمليشيا العصائب ، حسن سالم، يوم الاربعاء الماضي، الحكومة لاستدعاء السفير الامريكي في بغداد ماثيو تويلر على خلفية تصريحاته الاخيرة بشأن التواجد الاميركي والعقوبات ضد شخصيات عراقية، مشددا على ضرورة الاسراع بتشريع قانون اخراج القوات الامريكية من العراق.وقال سالم في حديث صحفي، إن “كلام السفير الامريكي معني به الخونة والعملاء والفاسدين الذين باعوا العراق لقاء المناصب والاموال”، داعيا “الوطنيين الى بيان موقفهم من هذه التصريحات المذلة والمهينة”.وأضاف أنه “على الحكومة والخارجية بيان موقفها من خلال رفضها لهذه التصريحات قولا وفعلا واستدعاء السفير الامريكي، وعدم التدخل بشؤون العراق”، إذ أن السيد حسن سالم عندما يتحدث عن التدخلات، فلابد أن يعرف بأن هذا الزمن ليس زمن”محمد العاقول” حتى يقول مايشاء بشأن التدخلات الخارجية في العراق، ذلك إن الشعب العراقي قبل العالم کله يعلم إن النظام الايراني هو أکبر متدخل في الشأن العراقي وهو الذي يمتلك أذرع وعملاء ووويعبث بالعراق کما يشاء رغم أنف الحکومة العراقية، وکيف لا وقد هدد المتحدث باسم حركة “النجباء” الشيعية، نصر الشمري من طهران، قائلا بأن أي حكومة عراقية تعمل ضد إيران ستسقط في غضون أسابيع!!
نعم نحن مع رفض التدخلات في الشٶون الداخلية العراقية من أية دولة کانت في العالم ولکن لايجب تبرير وتسويغ تدخل وتحريم آخر، فذلك هو الامر المرفوض جملة وتفصيلا، وإذا ماکان النظام الايراني يمثل للبعض مرجعية دينية وسياسية فإنه بالنسبة للشعب العراقي وقواه الوطنية نظام آخر وليس من حقه أن يتدخل في أي شأن عراقي، ونحن نٶکد هنا وللمرة الالف بأن النظام الايراني نظام مرفوض ومکروه من جانب شعبه وإن النضال جار على قدم وساق من أجل إسقاطه، بل وحتى إننا نشير هنا الى إن هذا النظام مکروه إقليميا ودوليا بسبب من نهجه المشبوه وتدخلاته الصلفة والسافرة في بلدان المنطقة والعالم وسعيه لتصدير التطرف والارهاب للعالم، ولذلك فإن تلك الاصوات”النشاز”التي ترتفع ضد التدخلات الامريکية وتتجاهل تدخلات النظام الايرانية، هي أصوات لاتعبر عن إرادة وموقف الشعب العراقي وإن زعيمة المعارضة الايرانية قد کانت محقة تماما عندما حذرت من النفوذ الايراني في العراق في عام 2004 وإعتبرته أخطر من القنبلة الذرية 100 مرة بل وکانت محقة أکثر عندما طالبت بإنهاء تدخلات النظام الايراني في العراق وقطع أذرعه فيه!