في تصريح للسيد جعفر الحسيني ( المتحدث العسكري باسم كتائب حزب الله في العراق) يطالب فيه إخراج أو التصدي للقوات الأميركية المتواجدة في قواعدها على أرض العراق بموافقة الحكومة العراقية أو بعدمها! ويتجاهل الاحتلال التركي لأرض العراق “عنوة” ومن دون موافقة الحكومة العراقية!!
من البديهي والمعروف والمألوف! أن الأميركان بعد أن أزاحوا عميلهم السابق “صدام حسين” بعد أن تمرد عليهم! جاؤوا بطاقم جديد لحكم العراق!! وظهرت الأحزاب والجماعات والطوائف والقوميات مكشرة أنيابها ومبرزة مخالبها لنهش جثة العراق وتمزيقها ثم نهبها! وأتيحت الفرصة لجماعة “حزب الله” بالعمل على ساحة العراق حالها حال الكتل العميلة الأخرى المنتمية إلى دول الجوار وتعمل لمصلحتها وتستلم من خزائنها!!
إن المطالبة بانسحاب القوات الأميركية (المحررة أو الغازية للعراق).. من العراق مرة ثانية سوف يؤدي إلى إسقاط السيد “حيدر العبادي” سياسياً وعسكرياً كما حدث للسيد “نوري المالكي” الذي أسقطوه سياسياً وعسكرياً ولا زال يعاني من “جراحه”!! .. وهناك مَنْ قدم نفسه لخدمة الأميركان وتأمين مصالحهم من جماعة الجناح السياسي للدواعش حين الطلب وعلى أهبة الاستعداد!!؟
واقع حال المنطقة وما يجري فيها أنه لا مكان للحياد فيها أو “النأي بالنفس”!! كما يردد بعض العملاء في المنطقة؛ إنما الانحياز هو الحل الأسلم والأقل خسارة ودمارا!!؛ فإما أن تكون مع الأميركان وحلفائهم أو مع الروس وحلفائهم والوقوف بين هاتين القوتين كالحنطة بين قطبي الرحى .. النتيجة تخرج منهما “طحين”!! وحتى حزب الله في لبنان فهو يعتمد على سوريا وسوريا تعتمد على إيران وإيران اختارت – مؤخراً- روسيا!! فأين وماذا سيكون موقف السيد جعفر الحسيني من تصريحاته “النارية” في خِضَم هذه المواقف!!؟
لقد أشار الأميركان – من بعيد – أن تواجدهم في العراق لا زال مهما لأن الجماعات الإرهابية لا زالت تهدد المنطقة ومنها العراق! كما أنهم يعدون لنا “دواعش جديدة” في معسكرات خاصة بين العراق وسوريا إضافة إلى الورقة الكوردية وعند الإصرار “الغبي”! على إخراج الأميركان من العراق مرة أخرى فيجب على “الحسيني” وغيره أن يستعدوا لمرحلة سفك دماء جديدة ومعاناة ودمار جديد.. الورقة الأولى حرب كوردية – عربية/عراقية! أو حرب أهلية شيعية – شيعية!!
لقد تحمل السيد “حيدر العبادي” معاناة ثقيلة في تبريره المستمر للتواجد الأميركي على أنه مجرد دعم فني وتدريب ومرجعية استشارية! تضمهم سبعة قواعد عسكرية مهمة تحتوي على مختلف الأسلحة والطائرات المختلفة مدعومة من قواعد قريبة للعمليات الأكبر.. إن حوادث كثيرة تثبت أن التواجد الأميركي ليس مجرد تدريب وتوجيه قواتنا المسلحة والجيش العراقي العريق وخبراته المتراكمة؛ بل أن تلك القواعد وجدت لتبقى؛ تذهب وتعود! ولا تترك العراق – إذا اضطرت لذلك – إلا خرابا ودمارا ومن الدماء أنهارا!! .. إن ما جرى مؤخراً في “البغدادي” دليل على أن تواجد القوات الأميركية والتحالف ليس مجرد التدريب والتأهيل والاستشارة وإنما هناك أهداف استراتيجية من احتلالهم للعراق وتنصيب حكوماته وتحمل تصريحات بعض مسؤوليه إلى حد المواجهة؛ وعندها على نفسها جنت “براقش”.. إن للأميركيين وحلفائهم مصالح وأهداف واستثمارات وشركات؛ وأهمها النفط ولا يمكن التخلي عنها حتى لو صرح ضدهم خمسين “جعفر الحسيني” الذي لا يهمه مصير العراق والعراقيين بقدر ما يهمه إرضاء من يشتغل لصالحهم!!؟