4 نوفمبر، 2024 9:26 م
Search
Close this search box.

المطار .. في العمامة  !

المطار .. في العمامة  !

كان علي .. في عصره .. يخبّيء في مدرعته  الممّزقة حزن ملايين المعّوزين والضعفاء والمظلومين  .. من بني الانسان  .. وكان  عليه السلام   يحمل هم ومسؤولية  رفع الحيف , والانتصار من ايّ ظالم في أيّ آن ومكان .. كان استرجاع حق غصيب يشّكل قضية اولى في سلّم اولوياته .. هو صوت الحق الحاضر في ضمير كل انسان لم يتعرّض ضميره الى انشقاق بسبب السلطة او المال او الهوى .. كان هو الحاضر الاول في  لاوعي الخيرين من بني آدم , وكان هو الملاذ والمفزع لكل سليب الحق مٌتجاوّز عليه .. ورب سائل يسأل , ايّ علاقة لعلي بموضوع مقالنا ؟ وانا اقول اوليس خٌلٌق على وسيرته مورد توافق , للمسلم واليهودي والنصراني والهندوسي والبوذي وحتى اللاديني … ثم في هذه البلد الذي يحمل عبق انفاس علي ع .. قبل ان تتشرف ارضه بحمل رفاته الطاهر .. يحدث فيه هذا الكم الكبير من الانتهاكات للحقوق والتجاوز على الكرامات .. وفي هذه المقالة أوّد ان اُسلّط الضوء على انتهاك حقوق ذوي الاختصاص الجامعي في ممارسة حق إدارة  مفاصل الدولة من خلال فرص عمل توٌفّر لهم في القطاع الخاص او الحكومي , حيث ليس من المعقول والمنطقي ان تٌنفق الدولة اموال طائلة في إعداد ابنائها , وفي مختلف الاختصاصات الجامعية , ثم تتركهم يواجهون مصيرهم .. عاطلين فاشلين .. بعد ان افنوا زهرة شبابهم , وأرهقوا عوائلهم ماديا ونفسيا .. فالدول تبنى بسواعد وعقول أبنائها , وليس بأيدي الفاشلين الكسالى من المتزّلفين والمنافقين , الذين استحوذوا على المناصب بالمحسوبية والمنسوبية , او بالدخول تحت عباءة حزب او كتلة , او امارة اسرية .. ومن المفارقات العجيبة والغريبة , التي تحصل عندنا , ان يكون شاب من ابناء هذا الوطن بعنوان مهندس  في اختصاص الكهرباء والاتصالات , وهو عاطل عن العمل وبذات الوقت يتولّى ادارة احد مطاراته ( مدير المطار )  , شخص مؤهله  رجل ذي عمامة  ( شيخ ) , وبلا شهادة الاعدادية !؟ .. وأسأل  : أوليس مكان رجل الدين في المسجد , ومكان المهندس في ساحات العمل ,وفي ادارة مرافق الدولة ,و المطار واحد منها .. لماذا يحصل هذا في بلد فيه , دائما يقود اغلب مرافقه من هو على شاكلة الشيخ , ممن يدير المرفق الذي يتولى ادارته بطريقة يهرف بمالايعرف  ؟ لماذا ؟؟ — ولدي الكثير من الشواهد على وضع الرجل غير المناسب في المكان المناسب  ,  في بلد العجائب العراق .. ففي استحقاقات المحاصصة  الحزبية والطائفية والقومية والمناطقية والفئوية  .. شغل وفق هذا القانون الجهلاء والاميون ومزوري الشهادات اعلى المناصب وعبثوا وخرّبوا الكثير من مرافق الدولة .. فوزير المالية ليس له علاقة بالمال والاقتصاد , ووزير الصحة ليس بطبيب , ووكيل الوزارة الاقدم ( ذو الاختصاص ) , ليس له علاقة بالامن لا من قريب ولا من بعيد – لك الله ياعراق – سلام الله عليكم
ضمير مستتر : العمامة والسدارة والكشيدة والعقال , زي عراقي محترم , وليست غير ذلك !

أحدث المقالات