23 ديسمبر، 2024 1:02 م

المطارات والموانئ صورة البلد

المطارات والموانئ صورة البلد

عندما تروم وتتعرف على طبيعة أي بلد في العالم سوف تكتشف ذلك عندما تهبط الطائرة في إحدى الموانئ لهذا البلد، وتأخذ انطباع عن طبيعة ونفسية أهل البلد وطريقة تعاملهم، وهنا لا بد من أن نشير إلى الموانئ الأوروبية، حيث تجد الموظف الذي يستلم جوازك لا يتحدث معك عن ماهية جنسيتك أو ما هي طبيعة عملك، وإلى أي مذهب تنتمي وتدخل إلى البلد مكرم محترم، ولكن الذي نراه في الموانئ والمطارات العربية عكس ذلك، فإن موظف الجوازات عندما يعرف أنك من الجنسية العربية حتى ولو أن لديك سمة الدخول سوف يحيلك إلى الضابط المسؤول (الأمني أو الإستخباراتي) ويبدأ يتحدث معك لساعات عن اسمك واسم والدتك وعشيرتك وإنتمائك الطائفي واسم المدرسة الإبتدائية التي تخرجت منها، وإذا ما اقتنع سوف يحيلك إلى الحجز والتسفير وهذا ما حصل في ميناء القاهرة الدولي لكثير من المسافرين، إذا كانوا من الجنسية العراقية أو غيرها من الجنسيات العربية فالتعامل لا إنساني، وهو بعيد جداً عن أخلاقيات المصريين وإحترامهم للضيف، ولقد كان قاسياً وتفسيرنا لهذا التصرف هو الإساءة إلى سمعة مصر وشعبها الشجاع والكريم، لذا أجد من المناسب أن تتولى هيئة رقابية في الرئاسة المصرية الإشراف على والتحقيق في عمل الموانئ، ولماذا هذا التصرف خاصة مع العراقيين الذين فتحوا أبوابهم لأبناء مصر أو أن تقوم وزارة الخارجية العراقية بتوجيه رسالة إلى الحكومة المصرية تخبرهم بأن تكرار الإساءة للعراقيين في الموانئ المصرية سوف يتعامل العراق معه بالمثل، وأن العراق سبق وأن أخبر وزير الخارجية المصرية بتصرفات موظفي الموانئ المصرية مع ابناء الرافدين، لأن العلاقات العراقية المصرية علاقات تسودها المحبة والإحترام ومن أجل هذا لا نريد أن يعكر صفوها بعض الذين يريدون الإساءة لمصر وشعبها الأبي.

    إن المعاناة والتعامل الذي موس مع العراقيين خلال الأشهر الماضية ولحد الآن كبيرة وقاسية، حيث وضع الكثير في غرف غير صحيهة مع مطلوبين ومجرمين مع العلم أنهم كانوا من شخصيات مرموقة ولا يجوز التعامل معهم بطريقة لا تنسجم مع السلوك العام، وإذا كانت هناك ملاحظات أو سلبيات فالأجدر وضعهم في أماكن تليق بهم وللتأكيد أن بعضهم عرض عليه تقديم رشوى مقابل الإفراج عنه ودخول مصر، هل يعقل هذا في بلد نكن له كل المحبة والإحترام.

    فإن ابناء العراق ليسوا إرهابيين ولا هم اصحاب سوابق هم متفوقين بكل ما يحملون من  ثقافة وأخلاق عالية، هم يعتبرون مصر بلدهم الثاني وساحة للإستثمار والعمل جنباً إلى جنب مع إخوانهم المصريين.