لقصف داعش يجب ان لايكون ميدانا مفتوحا للقتل و بلا حدود ..
السباق الدولي الجوي لتدمير معسكرات داعش في العراق صار رهانا امريكيا فرنسيا على مدى دقة ما تمتلكانه من طائرات وصواريخ ذكية يجري استخدامها في المواجهة ، وهو احد اكبر المهام القتالية للطلعات الجوية التي تنفذها في سماء العراق طائرات اف 16 و18 الامريكية ورافال الفرنسية ، وبتفويض من الحكومة العراقية ، لاسناد القطعات العسكرية الحكومية والبيشمركة التي تخوضان حاليا معارك دامية لاعادة مسك الارض وتحرير المدن الكبرى ..
لا يشك احد ان هولاء الطيارين يمتلكون خرائط جوية وعندهم احداثيات ثابتة ومتحركة لا تقبل لبسا ولا تعطي للقصف الجوي مجالا للخطأ والحاق الخسائر بالمدنيين ، وبالتالي فان اي اخطاء حتى ولو كانت غير متعمدة فانها ستصب حتما في ميزان داعش وتزيد من التفاف اهالي الضحايا معهم مستقبلا .. وهنا تكمن واجبات قيادة الاركان المشتركة عراقيا ودوليا عند اعداد استحضارات اجواء المعركة والاستخبارات وما تبثه الاقمار الصناعية وطائرات من دون طيار من معلومات موثقة اضافة الى المخبرين الثقاة من السكان في المناطق المعرضة للقصف الجوي لكي تكون الاصابة
دقيقة ..ومؤثرة ..ولاتترك داعش وتصيب المدنيين..
التحذير من مخاطر وانعكاسات تجاوز القصف العشوائي مهامه ،يتطلب اولا واخيرا ، اجراء تقييم استخباري لمدى الضربات ،كي تتحمل مسؤولية الاخطاء القاتلة التي تسقط بها وهذا يتطلب قيادة دولية يشارك العراق بها وتكون له يد الاشراف الطولى في تحديد المهام و دعم القطعات الارضية وليس تركها كما يحدث الان سباقا مفتوحا في اجواء العراق ..؟؟
وهنا اود ان اسال امريكا مالذي حققته طائراتها ونحن نقترب من الشهر الرابع على غزوة داعش ، اسألها بعيدا عن لغة البطولات والاستعراضات الجوية ولغة الدعاية للطائرات القاصفة والمتعددة المهام .. والتي لايستبعد ان تنظم لها معارض جوية في دبي لاحقا بحثا عن اسواق لها مستقبلا .. اسالها هل اجرت تقييما استخباريا جويا وارضيا للاهداف التي تم قصفها ..؟ وما مدى الاخطاء التي وقعت بها الطائرات بعيدا عن لغة التعتيم..؟
كما اود ان اسال فرنسا التي دخلت سباق الطرائد بحثا عن سمعة لطائراتها رافال و ميراج 2000 وزيادة مبيعاتها ..؟ ما مدى تقيماتكم لدقة الاصابة للاهداف ..وماذا تعني هذه الصور المسربة للاعلام على انها مخازن ومعسكرات للعدو ..؟ وكم مواطنا باستثناء ضباط الاستخبارات سيعرفون اين تقع احداثاياتها.. بل ودرجة مصداقيتها!!
والسؤال المفزع الموجه لطياري طائرات الفريق حامد عطية المالكي المتخصصين باداء واجبات قتالية داخل المدن: لماذا لاتستثني سمتياتهم الهجومية المدنيين ومرضى المستشفيات و وطلاب واساتذة الجامعات في قصفها ..اذن اين هي داعش ..؟ ولماذا لاتنشرون صورا جوية لاتقبل لبسا او شك. بنتائج القصف الجوي بسبب تداخل الخنادق واستخدام داعش للسكان المدنيين دروعا بشرية في مواجهة لاتعرف رحمة او تمييزا …؟ هنا اسال الفريق الرِكن : مالذي حققته البراميل المتفجرة من دمار لايسالكم عليه احد لا في القيادة السياسية او العسكرية ..؟ حتى صدر قرار القائد العام
حيدر جواد العبادي بوقفها ومع ذلك لم تلتزموا بالامر االعسكري…؟
وفاتني ان اسال الفريق الركن طيار..؟ انور حمه .. اين هي طائرات السيخوي وغيرها من الطائرات التي اعادت بعضها ايران مؤخرا وسلمتكم غيرها روسيا ..؟ اين هو دورها في الاسناد .؟ ولماذا افتقدتها سماء العراق بعدما ترك الحبل على الغارب لطيران الحشد الدولي .. غرباناَ تسابق غربان…
بلا شك .. سنصاب الدهشة والاغماء معا حينما يتكشف لنا مدى ضحالة استخدام الطيران كسلاح فعال في اسناد القطعات الارضية ، حينما يتضح لنا انها ليست اكثر من لعبة عندهم لاتختلف عن لعب البلي ستيشن والكومبيوتر لاغير.. ولكنها لعبة قاتلة.. وانه بات من المعيب جدا على هولاء الطيارين وقياداتهم الوقوع بالاخطاء المتكررة دون وجود رقيب وحساب ،رغم استخدامهم ارقى تكنولوجيا المعلومات والصواريخ والقنابل الذكية ،
ومع ذلك نراهم يخطئون بلا حساب .. ، وحتى لاتتداخل الاهداف في مرمى احداثياتهم العمياء وتكون الخسائر كبيرة بين المدنيين ، يجب ان يكون ان لايكون العراق ميدانا للقتل مفتوحا و بلا حدود ..