يقول لك الاستاذة الامريكيون انهم لا يوافقون حكوماتهم على سياستهم الخارجية و هم يعتذرون لك عند مقابلتك لهم و حين علمهم بانك من الدول التي اعتدت عليها امريكا يشعرون بالاسف و التعاطف معك. و لا تشعر (الحكومات العربية) بذلك و هي التي وافقت دخول امريكا الى الاراضي العراقية فهيأت لها كل السبل لغرض ازالة نظام الحكم في العراق و كانت هناك ما تسمى بشروط (الحكومات العربية) و زُبدتها اننا نجاريكم و نوافقكم بشرط الحفاظ على وحدة و سيادة العراق ارضا و شعبا و ها هي نفس (الحكومات) توافق على مشروع بايدن سئ الصيت و خلاصته تقسيم العراق ارضا و شعبا، اليس هذا بالمضحك المبكي؟
يظهر على شاشات التلفاز و في القنوات الفضائية و القنوات المرئية و المسموعة و المقروءة قادة بعض دول الجوار و ساستها و هم يتكلمون ضد الارهاب و هم و حكوماتهم يحاربون الارهاب، و ما هي الا ايام حتى تُلقي اجهزة الامن العراقية على عناصر و عصابات مسلحة و مؤيدة من هذه الدولة او تلك فلم تنزل هذه المجموعات من المريخ لتدمير بلاد الرافدين البلاد التي علمتهم كيف يكتبون و كيف يزرعون و علمتهم القانون و الفنون و على ارضها هبط ابو البشر و من ارضها سار ابو الانبياء و جزاءً لذلك هم لابناء الرافدين يذبحون اليس ذلك بالمضحك المبكي؟ و صدق مظفر النواب يوم صرخ باكيا شاكيا حال العراق قائلا (والله لن استثني احدا من بغداد الى جدة) و (و يقصد بهم قادة الاعتدال الامريكي).
كل الذي تعرفه امريكا هو القتل و التدمير و زرع الفتن و تفتيت الشعوب و ابادتها و تقسيم البلدان على هواها و ها هي تصرح باعلى صوتها ان سوريا و العراق لم يعد لهما وجود (لانهما ملك بوش و اوباما و بايدن) و من حقها ان تقول و تفعل ذلك فلم يعد في العالم العربي و الاسلامي من معتصم ولا صلاح الدين و لم يعد في العالم من (خروشوف) ليخلع حذاءه و يكلمها فما دام زمن المبادئ قد ولى فان امريكا تحتاج لمن يكلمها بنفس الاسلوب، و الا على العالم تحمل الثور الامريكي الهائج، فلتسيل الدماء في البيوت و الشوارع فالكل جبناء و في طاعة امريكا كالجرذ خانع بارع!!
تكلم بوش و كوندا و رامسفيلد و غيرهم من المسيحيين المتصهينين عن حقوق الشعب العراقي المغموطة و كيف انه عانى ويلات الحروب و الدمار و هتك الاعراض و الاعدامات و تشريد ابنائه حتى اصبحوا اكثر شعوب الارض شتاتا فيٌخيل الى السامع ان ليالي شهرزاد و الف ليلة و ليلة ستعود الى بغداد بايدٍ وانامل امريكية، نعم لقد حصل التغيير و لكن في سرقة العراق و سلبه كنوزه المادية و المعنوية و سلبه تاريخه و حضارته و سلبه طاقاته البشرية حتى اصبح اسم (ابو غريب) اسما ممنوعا من الصرف تردده و تذكره كل القنوات و القواميس اللغوية و السياسية. اليس من المضحك المبكي ان تُصفي الشركات الامنية الامريكية ابناء العراق و على ارض العراق و في وضح النهار دون رادع و دون عقوبة و دون قانون يوقفها؟ فاصبحت امريكا (صديقة الشعوب) و (محررة الشعوب) و (سالبة القلوب) و (سارقة الجيوب) تردد ابيات الخليفة الاموي (الوليد بن يزيد) :
و نحن المالكون الناس قسرا نسوقهم المذلة و النكالا اسال امريكا الدولة (الصديقة) و (الرقيقة) من الذي حاصر الشعب العراقي الاعزل؟ و من الذي يبيده؟ و من الذي ينصب الحكام الامعات؟ الحكام الخانعون،القانطون، القائلون:
شدني بالكرسي زين لازم الزمة و اليحجي عليّه اليوم انهي و اهزمه
فهم جرذان مع الاجنبي، اسود على ابناء جلدتهم!يتصور البعض ان امريكا ستخرج من العراق و هذا البعض غير مدرك و ملم بالسياسة الامريكية الخبيثة و وضعها الخطط لمئة سنة قادمة على الاقل و امريكا التي لها قواعد عسكرية عملاقة في اكثر من ثمانين بلدا و التي بنت اكبر سفارة في العالم لها في بغداد دون اذن من العراقيين و زودتها باحدث التقنيات حتى عادت جميع مكالمات العراقيين من مسؤولين واناس عاديين مسموعة و مسجلة لديهم بل اصبحت صور جميع العراقيين و سيرهم الذاتية صغيرهم و كبيرهم غنيهم و فقيرهم السياسي و الرجل العادي محفوظة لديهم فها هي بالوناتهم و اقمارهم و عدساتهم تصور كل شئ و تكون اكثر دقة و صرامة مع من يقترب من المصالح الامريكية و يهددها في هذا البلد، لكن هذه التقنيات التي تكشف لك حتى الحشرة الصغيرة على سطح الارض تعجز عن كشف من يٌفجر و يُدمر في العراق و يغتال العراقيين الابرياء ثم ياتيك السياسي المحنك ليقول ان امريكا ستخرج، اليس هذا الطرح مضحكا مبكيا؟و هذه امريكا تاخذ القيادة (فجرةً و فسوقا). احقا ان قادة العالم العربي جميعا و بدون استثناء عربا كما يدعون ؟
[email protected]