لأسبوع كامل قُتل وهُجر ( الشيعة ) في تلعفر و ( الايزيدين ) في سنجار ولم ينتفض احد , لكن بعد ان ظهرت النائب ( فيان دخيل ) تبكي وتستنجد ومن حولها نواب من رجال ونساء في البرلمان العراقي وهي تظُهر ما يجري على الناس في تلك المناطق وقد شاهد الجميع ما يحصل هناك الا انهم لم يتحدثوا عنه, أنتفض الشارع العراقي وبدأ الجميع يتحدث عن مصيبة تلعفر وسنجار والجميع بدأ يبكي لبكائها .
منذ شهرين حدثت فاجعة سبايكر وتم قتل ما يقارب الف وخمسمئة شاب بعمر الورد وبوحشية لا مثيل لها وقد تم نشر العديد من الفيديوهات تظهر الوحشية التي قُتل فيها اولائك الابرياء، ولم يتحدث احد او تحدث افراد فقط وبأسلوب مخجل لا يتناسب مع هول المصيبة والبعض قال ان الحادثة تم تهويلها وان من تم قتلهم هم عدة مئات ليس الا . ولكن قبل ايام وحينما ظهرت احد الامهات والتي فقدت احد ابنائها وهي تبكي امام رئيس مجلس النواب وبعض من اعضاء المجلس ورمت حجابها بوجههم ، بكى الجمع وصرخوا ولطموا واستهجنوا حادثة سبايكر وامتلأت صفحات موقع التواصل الاجتماعي بالمطالبة بدماء هؤلاء الشباب وقامت الدنيا وكأن الناس استفاقوا على هول المصيبة وانهم يسمعون بها لاول مرة .
السؤال هو :- هل نحتاج دائما الى امرأة كي تذكرنا بمصائبنا ووحشية ما نمر به ، مع اننا نشاهد كل يوم قتل وتهجير اناس ابرياء دون ان ينكسر قلبنا ، هل ما يحرك مشاعرنا هو المصيبة نفسها ام الباكي عليها والتي دائما ما تكون امرأة ؟؟
الواقع اننا لا نهتم بالمصيبة مهما كانت عظيمة , نهتم فقط حينما نرى ردة فعل امراة تأثرت بها فنتأثر لتأثر المرأة ليس الا , هل يجب ان نراجع قلوبنا قليلا وان نسألها عن المرض الذي اصابها ؟ .
يُذكرني هذا بأحد الروايات التي تحدثت عن فاجعة كربلاء الاليمة حينما قام القوم بقتل الامام الحسين ( سلام الله عليه ) بوحشية وعطشان دون ان يتأثروا بما فعلوه به وبأهله وأصحابه , لكن ما ان صرخت السيدة زينب ( عليها السلام ) بوجه عمر ابن سعد ” اي
عمر ايقتل مثل ابا عبد الحسين وانت تنظر ” فأزاح عمر ابن سعد بوجهه عنها ودموعه على لحيته وكذلك فعل البعض ممن كان معه وكأنهم استشعروا ما قاموا به من مصيبة .