إن السيرة التاريخية على طول الزمان ومنه ما وصلنا من تاريخ لقادة وزعماء الحركات الإصلاحية وبالخصوص ما وصل من سيرة الأنبياء والأئمة والأولياء الصالحين عليهم الصلاة والسلام تشير إلى إن جهة العداء وعظمها وشدتها وكثافتها وتشعبها لم يكن بسبب إن هؤلاء الصالحين طلبوا منصبا كرئاسة حكومة أو وزارة أو برلمانا أو غيرها ولم يكن بسبب تنافس من اجل مال وثروات من نفط وتخصيصات وسرقات ولم تكن من اجل واجهات اجتماعية وسمعة وذكر في صحف ومجلات ووسائل إعلام وجلسات وندوات واجتماعات بل كانت دعوات توحيدية رسالية لإكمال مكارم الأخلاق وتحرير الإنسان من عبودية المال والواجهات والرجال إلى عبادة الله الواحد القهار ولم تكن الدعوة لذلك بالسلاح والتكفير والإرهاب ولكنها بالعلم والمجادلة بالحسنى وحسن الأخلاق, ولكن مع هذا نجد شدة العداء وعظمه وكثافته وتشعبه من أئمة ضلال ذلك الزمان وكل زمان ووجهائه وحكامه ومن تبعهم من المنتفعين والانتهازيين فيحصل التغرير والخداع لكثير من الناس فيحصل العداء ويظهر ويشتد ضد أهل الصلاح والإصلاح من حيث إن القوة المالية والإعلامية والسياسية والحكومية وتتبعها الاجتماعية فكلها تتظافر في جهودها فتنصب العداء للحق وقادة الحق من أنبياء ومرسلين وأئمة وأولياء صالحين ((عليهم الصلاة والسلام)) فإذا اتضح هذا عرف السبب في أي عداء وتحشيد وتظافر الجهود وتوّحدها لنصب العداء ضد أي دعوة حق في أي مكان وزمان فلا غرابة أن يتصدى منتفع وانتهازي هنا وهناك فيكذب ويدلس وينافق من اجل التغرير بالناس والإضرار بأهل الحق ومنهجهم القويم وقادتهم الصلحاء ولا غرابة وكما هو الحال في كل زمان انك تجد هؤلاء المعادين قد اتحدوا كلهم دون استثناء على معاداة ومحاربة أي دعوة حق وصلاح بالرغم من عمق العداء والصراع فيما بينهم لكنهم يجتمعون ويتفقون كلهم على معاداة دعوة الحق بمعنى أن مصالحهم تشترك في محاربة أي صوت حق يكون نورا ممكن أن يهتدي به الناس ويكشف زيف أهل الباطل ويكشف فسادهم ونفاقهم وكذبهم وظلمهم للعباد