5 نوفمبر، 2024 2:03 م
Search
Close this search box.

المصلحون النوويون

المصلحون النوويون

ماصرح به أحد معاوني الرئيس الاسبق للنظام الايراني محمد خاتمي من أن 65% من التقدم الذي تم إحرازه في المشروع النووي للنظام، انما قد تم إنجازه في عهد خاتمي، في الوقت الذي يعلم فيه الجميع بأن خاتمي قد أطل على العالم و کأنه حمامة سلام فريدة من نوعها في زمن الصقور و الکواسر!
اليوم و في غمرة إزدياد الرهان على الدور المحتمل تأديته من جانب الرئيس الحالي حسن روحاني، وإزدياد التفاؤل من جانب بعضهم الى حد تصورهم بأن المسألة النووية للنظام، قد صارت الى حد ما محسومة، ينطلق هذا الرهان اساسا من زاوية کون روحاني شخصية إصلاحية معتدلة”کما يزعم هو و النظام الايراني”، وبتصورهم ان الاصلاح و الاعتدال مرادف للسلام و الامن و الاستقرار، من دون أن يتجشم ذلك البعض و الاخرون الذين يحذون حذوهم بالتمعن في عهد”عراب الاصلاح و الاعتدال”في النظام أي رفسنجاني، حيث ان عهده لدورتين رئاسيتين و الذي سمي بعهد البناء، لکنه في باطنه سمي ب”الحکومة النووية”، والحقيقة أن شخص رفسنجاني قد بذل کل مجهوده لکي يحوز على السلاح النووي.
أما عندما نتحدث عن روحاني ذاته، والذي يقترن اسمه مع الملف النووي، حيث عمل في عهدي رفسنجاني و خاتمي و کان من الصقور في المفاوضات التي تجري مع الغرب بشأن الملف النووي، فإن سجله حافل و زاخر بکل ماهو”على البال و الخاطر”بخصوص الطموحات النووية للنظام، ويکفي أن نشير الى أنه و في عهد رئاسته لمجلس الامن القومي الذي کانت سياسات الامن و الدفاع و الخارجية و الملف النووي من ضمن صلاحياته، فقد کان مشارکا في إجتماع خاص لقادة النظام بعد الاحتلال الامريکي للعراق برعاية خامنئي، حيث قال الاخير في مجال مقارنة له بين العراق و کوريا الشمالية من حيث تعرض الاول للهجوم العسکري، ان عدم مهاجمة الولايات المتحدة لکوريا الشمالية بسبب إمتلاکها للقنبلة النووية ولو کان العراق يمتلك القنبلة النووية لما شن الحلفاء الحرب ضده، ولذلك فقد قرروا في الاجتماع ذاته ضرورة الحصول على القنبلة النووية!
الغريب أن روحاني الذي کان طوال عهود رفسنجاني و خاتمي و أحمدي نجاد نفسه له صلاحيات و مسؤوليات حساسة في المجال النووي، يوجه الانتقاد لعهد أحمدي نجاد و يتسائل عن مصير 750 مليارد دولار من عائدات تصدير النفط  الايراني، لکنه يتجاهل عن عمد أن کل تلك المليارات قد ذهبت لقوة القدس لتدخلاتها السافرة في العراق و سوريا و لبنان و کذلك للمشروع النووي الذي هو”أي روحاني”، سيد العارفين بشأن تفاصيله!
في عهد روحاني الذي شغل العالم بمزاعمه الاصلاحية و بنواياه لإيجاد حل للمشکلة النووية لبلاده، باغتت المقاومة الايرانية المجتمع الدولي بکشفها لمشروع نووي سري للنظام الايراني تحت اسم(012)، إضافة الى معلومات أخرى بهذا الصدد أعلنتها المقاومة الايرانية في وقت آخر، والتي تؤکد إستمرار مساعي النظام السرية بإتجا‌ه إمتلاك الاسلحة النووية، ومن هنا فإنه من الضروري جدا أن يحمل المجتمع الدولي ماأدلى به روحاني لصحيفة الفايننشل تايمز البريطانية على محمل الجد عندما أکد إستبعاد نظامه لتفکيك منشآته النووية و إعتباره ذلك خطا أحمرا في الوقت نفسه الذي صرح فيه وزير خارجيته ظريف بأن النظام لوحده من يقرر مستوى تخصيب اليورانيوم، الحق يجب وضع علامة إستفهام خاصة جدا على هذين التصريحين!
[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات