19 ديسمبر، 2024 9:03 ص

المصلحون الفاسدون  

المصلحون الفاسدون  

الاصلاح غاية سامية ، تعتبر من أرقى المشاريع الانسانية منذ فجر الخليقة ، فإنها وظيفة الأنبياء والصالحين ، حيث كانت غاية الامام الحسين ع هي الاصلاح بقوله ( إنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي ) للإصلاح جملة شروط ، منها كمثال وليس الحصر ، ان يقود الاصلاح من هو صالح ، وان تكون الغايات اصلاحية وليست فرض إرادات، اي ان يُطلب الاصلاح لذاته وليس لغايات اخرى غالبها منحرف ! ينقل عن الشهيد مطهري ( كلما خلت الساحة من العلم والمعرفة اضحى المؤمنون الجهلة العوبة بيد المنافقين المحنكين ، كما حدث ذلك للخوارج وأشباههم في مختلف العصور الاسلامية ) ، وللامام الخميني نصيب في هذه الحقيقة ، حينما يحذر من الذين ارتدوا ارواب القداسة ، ليظهروا بزي المصلحين الصدريين بالقلم العريض ! ، وبعيداً عن الدبلوماسية ، فمثلهم لا يعرفها ، او لا يريد ان يعرفها ، لطالما كان ديدنهم شق الصفوف ، وتفريق الجموع ، ونشر الرعب والخوف بين صفوف الناس ، ومن يسكن مناطق سيطرتهم سيعرف ذلك ، المحاكم الشرعية التي يصدرون بها أحكامهم على كل من اختلف معهم ، او من لم يستسيغوه لانه استخدم عقله ، او انه قال ان الارض كروية ! الفساد كان عنوانهم ، والتعدي على الحقوق ديدنهم ، والاستيلاء على الاملاك العامة ميزتهم ، ولهذا هم يتقاتلون على مجلس المحافظة ، لانه يغطي على فساد وتجاوز قطاع طرقهم على املاك الناس ، وان تحدثنا عن علاقتهم بأخوتهم من الشيعة ، فان الحديث ذو شجون ، مالذي يمكن تذكره ، غير حرق مكاتب بدر ، واحراق مكاتب وسيارات الفضيلة ، وقتل الشيعة وتسليب ممتلكاتهم بعد انتهاء غزوتهم للسنة ! سياسياً هم كل العاهرة ، ترقص لمن يعطيها اكثر ، وتثور على من يضيق عليها الخناق ، فثورتهم ضد المالكي لم تكن لفساده ( وان كان فاسداً ) ، وانما ثاروا لأحداث ازمة اخرى ، تنشر الفوضى ، ليكون الفراغ الحكومي كبير ، ليمارسوا الفرهود ! ، وحركتهم الاخيرة لم يكن شعار الاصلاح فيها الا عرضياً ، اغتنموا الفوضى ليفرضوا كابيتهم ذات الظرف المغلق ، اي بعد ان كان لديهم ٤ وزارات من ٣٠ وزارة ، في حكومة الظرف سيُصبِح لديهم ٦ من ١٦ ! ، ولهذا ثاروا وتهستروا ، بما في ذلك زعيم معبدهم ، فقد سال لعابه على المغانم ، فكان الشعار ( لو العب لو اخرب الملعب ) ، لو تصوتون على كابينتي ، لو احرك الدنيا ! .

أحدث المقالات

أحدث المقالات