23 ديسمبر، 2024 3:52 ص

المصدر الرئيسي لأسلحة الثوار والجماعات المسلحة

المصدر الرئيسي لأسلحة الثوار والجماعات المسلحة

سيظل عدم التكافؤ من حيث إمتلاك الاسلحة والقدرات العسكرية الاخرى وحتى المالية بين الثوار والجماعات المسلحة وبين الحكومات التي يحاربونها قائماً. ولم يحصل قط وأن تقدمت اسلحة الثوار والجماعات المسلحة، اشدد على التفريق بين الثوار وهذه الجماعات، على أسلحة الحكومات ولاعدد الثوار على عدد جنود الحكومات. ومع ذلك كانت الثورات المسلحة تتمكن إلا نادراً من الثبات بوجه الحكومات والحاق الهزيمة بها وإسقاطها.
ومن الادلة على تفوق الحكومات عدة وعدداً على معارضيها المسلحين. أنه لم يسبق لثوار العالم أبداً وأن حازوا على الطائرات الحربية التي كانت وما تزال حكراً على الحكومات ، واذا حصل الثوار على اسلحة من حكومات مناوئة لحكوماتهم، فأن هذه الاسلحة غالباً ما تكون خفيفة. والذي يهمنا هنا، هو الحجج التي تتذرع بها الحكومات الغربية والامريكية منها بالاخص في منع وصول اسلحتها الى الثوار، الحجة من انتقال السلاح الى الجماعات المسلحة المتطرفة.
هل تنتقل الاسلحة من الثوار المعتدلين الى الجماعات المسلحة المتطرفة أم تنتقل من الحكومات الى الاخيرة؟
منذ قيام الثورة السورية يوم 15-3-2011، فأن الثوار السوريين المعارضين لحكومة د. بشار الاسد، ما انفكوا يطالبون الغرب وامريكا بالاسلحة، الا ان أمريكا وكما اسلفنا واجهت طلبهم بالحجة أعلاه، الا انها تراجعت عن حجتها تلك في الاونة الاخيرة وقررت تزويد المعارضة السورية التي سمتها بالمعتدلة بالاسلحة وتدريبها بالاسلحة وتدريبها على استخدامها، وتبقى هذه الخطوة منها ناقصة ما لم تقدم على تزويد وحدات حماية الشعب الكردي في غرب كردستان والتي يقودها حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي الحزب الاشد صلابة بوجه الارهاب والرابض في الخط الامامي بمواجهة داعش. ولنعد الى السؤال: هل ينتقل السلاح المتطور أو الخفيف من المنظمات  الثورية المعتدلة الى المنظمات الارهابية المتطرفة أم من الحكومات الى الاخيرة؟
في 10-6-2014 لما احتل داعش الموصل ومدن ومناطق سنية اخرى، فأنه استولى على اسلحة امريكية جد متطورة تركتها له الفرق العسكرية العراقية المنسحبة، ولكثرة تلك الاسلحة التي راحت تفيض عن حاجة داعش اليها، فأن داعش اخذ ينقل الفائض منها الى سوريا وربما الى اماكن اخرى أيضاً، ومع هذا لم توبخ امريكا الحكومة العراقية جراء انتقال أسلحتها الى داعش، والانكى من ذلك أن امريكا تعتزم اعادة بناء جيش عراقي جديد وبأسلحة أمريكية طبعاً، علماً أنه لو أعيد بناء الجيش الجديد، فأن الاسلحة التي تتلقاها من أمريكا، ستنتهي حتماً في المستقبل الى معارضين للحكومة العراقية. مع الفارق، كما بينت، بين الثوار التقليديين الذين ناضلوا ويناضلون من أجل قضية عادلة وبين الجماعات الارهابية المجرمة، فأن اولئك الثوار كانوا بدورهم ينتزعون الاسلحة من حكوماتهم، فعلى سبيل المثال، انتزع الثوار الكرد بين  1961 و 1975 وفيما بعد اي بعد انتفاضة عام 1991 الكردية وقبلها بين 1975 و 1991 فلقد انتزع الثوار الكرد الاسلحة من الحكومات العارقية، يذكر انه في انتفاضة عام 1991 مثلاً فأن الجيش العارقي ترك اطناناً من الاسلحة الثقيلة والخفيفة للبيشمركة وللسكان الكرد في أن معاً، وأصبح معظم الشعب الكردي مسلحاً باسلحة الجيش العراقي. المشهد هذا كان قد حصل بهذا الشكل أو ذاك في ثورات الصين والجزائر وفيتنام.. الخ. ومن الامثلة الحديثة على انتقال سلاح الحكومات، ليس الى الثوار، وإنما الى الجماعات المسلحة الارهابية داعش، ان داعش وحسب مصادر حكومية عراقية وغير حكومية، استخدم غاز الكلور السام والسلاح الكيمياوي في ناحية الضلوعية بمحافظة صلاح الدين العراقية، ومما لا شك فيه انه قد حصل على هذين السلاحين المحظوريين من الحكومة السورية المتهمة باستخدامها للسلاحين ضد المعارضين السوريين. وهناك اكثر من دليل على انتقال السلاح من الحكومات الى الجماعات المسلحة المتشددة وليس من الثوار المعتدلين اليها، ففي 18-9-2014 شهدت المدن الكردية الواقعة على الحدود التركية السورية تظاهرات حاشدة منددة بالحكومة التركية متهمة اياها بأرسالها الاسلحة واشكال المساعدات الى داعش.
الخلاصة، ان الثوار المعتدلين الذين يناضلون من أجل قضية عادلة وشريفة ينتزعون الاسلحة من الحكومات التي يناضلون ضدها واحياناً يتلقونها كمساعدات عسكرية من الحكومات المناوئة للحكومات التي يقاومونها والقول نفسه ينسحب على الجماعات المسلحة الارهابية، أما وقوع اسلحة المعتدلين في ايدي المتطرفين فأمر مستبعد جداً.
[email protected]