23 ديسمبر، 2024 2:35 م

المصداقية والثبات .. الوزير محمد الدراجي انموذجا

المصداقية والثبات .. الوزير محمد الدراجي انموذجا

يحاول البعض ممن يعيش في حالة من الوهم والانعزالية ان يقلل من شأن الكثير من التصرفات او الافعال التي تصدر من ابناء التيار الصدري وعلى اختلاف مستوياتهم ابتداءً من راس الهرم في القيادة الصدرية وانتهاءً بأصغر مسؤول في كتلة الاحرار واما الاسباب التي تؤدي الى ذلك فهي كثيرة ولعلنا يطول بنا المقام  لذكرها ومن هذه المواقف التي يفتخر بها ابناء التيار الصدري هو ما قام به  وزير الاسكان والاعمار المهندس محمد صاحب الدراجي  حيث انه خير دليل على ما يتميز به  ابناء التيار الصدري من مميزات قلما تجدها عند فئة ما او شريحة من ابناء الشعب العراقي عامة  فبعد ما حدث  من القرار الذي اصدرته الحكومة العراقية من موضوع الغاء البطاقة التموينية او استبدالها بمبالغ نقدية حدثت ردود افعال واسعة من بعض الجهات في الشعب رافضة ومنددة بهذا القرار الذي اعدته بعضها بانه جائر وان فيه تعدي على حقوق الشعب العراقي ولكن الملفت للنظر ان كل هذا الردود لم تضع اليد على الجرح كما يقولون وهو البحث عمن صوت على القرار لان  الامر ليس متعلقا بشخص رئيس الوزراء فحسب وانما هو قرار صدر باسم رئاسة الوزراء وهو الامر الذي تنبه له السيد مقتدى الصدر  حين اصدر بيانا بين فيه رفضه للقرار باعتباره يمس لقمة العيش الخاصة بالشعب العراقي المظلوم كما وقدم اعتذاره للشعب عن وزراء التيار الصدري الذين ايدوا وصوتوا للصالح القرار وهم وحسب علمي اثنين من الوزراء هذا البيان نراه قد اثمر فعليا والى الواقع حيث انبرى وزير الاسكان والاعمار المهندس محمد الدراجي بتقديم اعتذاره للشعب العراقي اولا وللقيادة الصدرية ثانيا واضعا استقالته بين يدي السيد مقتدى الصدر ان شاء مررها ووافق عليها وان لم يشأ ارجعها واكتفى بالموقف الذي وقفه الوزير ان هذا الامر الذي ان دل على شيء فإنما يدل على نكران الذات وشجاعة متناهية خصوصا في الوقت الذي يحاول فيه البعض تسخير كل ما يمكن تسخيره من اجل البقاء على كرسي الحكم والامرة كما ويدل ذلك على ان روح التفاني والتضحية التي زرعها الولي الطاهر(رضوان الله تعالى عليه) بين محبيه مواليه مازالت جمر يتوقد وشجرة مثمرة تؤتي اكلها كل حين وقد يقول ممن نوهت عنهم في بداية المقال ان هذه خطة وقصة مفبركة وليست حقيقية فنقول لهم ليقوم اي وزير من وزراء الكتل السياسية الاخرى بهذه القصة حتى لو كانت غير حقيقية   حتى يشعر ابناء الشعب العراقي المظلوم بان هناك اناس يفكرون بهم لا بمصالحهم فتحية للوزير الشجاع ولهذه الخطوة الجبارة التي نامل ان يحذو حذوها الكثيرين من المسؤولين في الدولة العراقية .