17 نوفمبر، 2024 2:04 م
Search
Close this search box.

المصالح في مواجهة انسحابات ترامب

المصالح في مواجهة انسحابات ترامب

جعل ترامب من شعاره أمريكا أولا حصان طروادة لابتزاز الدول  وبه  فتح أبواب الفوضى  وعمل  بقوانين القوة يعني بشريعة الغاب، وعرّض مستقبل أمريكا السياسي وعلاقاتها مع حلفائها الاوربيين الى الحرج واحدث فجوة  بين الطرفين،    لان شعار أمريكا أولا جعل ترامب يقدم على سلسلة من الانسحابات  منذ  دخوله البيت الأبيض، وهو يعلن سنخرج من اي اتفاق لا يكون في خدمة واشنطن،  ومن هذا المنطلق جاء  انسحابه  من اتفاقية باريس للمناخ،  تطبيقا  لشعار امريكا اولا، ثم  اعقب  ذالك  الانسحاب من  معاهدة الشراكة التجارية  عبر المحيط الهادي التي تشمل حوالي 40% من الاقتصاد العالمي  ثم تلاه  الانسحاب  من الاتفاق مع كوبا،   ثم الانسحاب  من اليونسكو الثقافة  نزولا  لصالح اسرائيل، و الانسحاب من اتفاق التجارة الحرة مع سيؤول، والمقبل ملف ناسا مع المكسيك والذي له تأثير سلبي كبير على الاقتصاد الامريكي، واليوم امام ترامب وضمن سلسلة انسحاباته، انسحابه من معاهدة الاتفاق النووي الايراني، الهدف الصعب المنال وليس بالسهل  كما يصفه السياسيون في العالم وحتى في واشنطن، كونه سيأتي على  مصداقية واشنطن  لان الاتفاق النووي الايراني وثيقة دولية مهمة وذات خصوصية  مصدرها الشرعية الدولية، وترامب لا يريد احترامها وهو الذي  يصفه السياسيون بالمفاوض غير الناجح او غير الجيد، وترامب يرى نفسه عكس ذلك ويشعر بأنه المفاوض العنيد والصعب  القوي والحقيقة  هو خارج  دائرة هذا التصور، لان ممارسات ترامب  وسياساته وشعاراته جميعها  تعمل على  عزل امريكا  وتقلل من شأنها  بعد ان زاد   من استعمال لغة التصعيد والتهديد وفرض العقوبات، وهو سلاح واضح في  سلوك الرئيس ترامب السياسي وحواراته مع خصوم وحلفاء واشنطن ، وهذا ما يشعر به  الديمقراطيون وهم يعلقون على  توجهات ترامب وطريقة تعامله  في الانسحاب من  الاتفاق النووي الايراني،بقولهم:الانسحاب سوف يعزل  واشنطن  ويضر بمصالحها  ويعزز مكانة ايران في اوربا والعالم..  وايران تعلن تمسكها  القوي بالاتفاق النووي، والاتحاد الاوربي يدعم هذا التمسك الايراني، ويعلن هو الاخر تمسكه  بهذا الاتفاق، والحقيقة ان ترامب يحاول ويريد فرض عقوبات جديدة على ايران خارج هذا الاتفاق، وهي عقوبات تاتي بسبب الضغوطات الاسرائلية والسعودية  والاماراتية  لتحقيق هذا الهدف، وترامب بعمله هذا  يحاول طمأتهم  وارضاءهم   بالاضافه الى  محاولاته  ابتزاز ايران  كما فعل مع الخليج ،  واسرائيل تدفع بساسة واشنطن منذ اكثر من عقد من الزمن لضرب ايران عسكريا قبل ضرب  سوريا كما  خططت ،، والمعروف عن سياسة اترامب هو  مع من يدفع اكثر، وقبل ايام يخاطب الاوربيين ويطلب منهم الاستفادة من ايران، يعني ابتزاز ايران كما يفعل عن طريق التهديدات والاساليب والسناريوهات المشبوهة وهذا دليل على النقص في الخبرة والتجربة السياسية، وهي الحقيقة المشخصة من قبل الحزبين الديمقراطي والجمهوري وهم على نقيض واضح مع الرئيس في  الكثير من سياساته المتبعة خاصة مع اوروبا، اما ستراتيجيات الرئيس في تعامله مع ايران  فهي متاثرة  وكما ذكرنا بالمواقف الاسرائيلية والسعودية والخليجية بشكل عام، ومن الواضح ان  الرئيس ترامب مصمم على نسف الاتفاق النووي الايراني بعد ان وجد بعض  من يؤيده  من السياسيين في واشنطن، وموقف ترامب هذا من ايران و بهذا الشكل امر يثير الاستغراب ،لذا نجد هناك تفاوتا في الاراء ووجهات النظر وعدم وضوح في الكونغرس الامريكي، بسبب التخوف   من تاثير الانسحاب من الملف النووي الايراني على الاتفاقات التي تعقدها واشنطن مع الدول والتخوف والحذر من انعكاس الانسحاب من معاهدة الاتفاق النووي الايراني على ابرام  اتفاق مع كوريا الشمالية بخصوص ملفها النووي- اي اتفاق   بخصوص الملف النووي الكوري  الشمالي- لان الانسحاب  من  معاهدة الاتفاق النووي الايراني يطعن بمصداقية واشنطن  بالشكل الذي يجعلها دولة لا يمكن للعالم  احترام اتفاقياتها وبالفعل من حق  كوريا الشمالي ان تتخوف وبالفعل  ابدت كوريا الشمالية  تخوفها من عقد اي اتفاق مع الولايات المتحده الامريكية بخصوص  ملفها النووي  يعني كيف يصدق الكوريون واشنطن  ويتخلون عن اسلحتهم النووية امام كل هذه الممارسات والمواقف  الامريكية مع ايران  وامام انسحابات ترامب من كل المعاهدات والاتفاقات الدولية التي وقعت عليها واشنطن، ان سياسات الرئيس ترامب تثير حاله من القلق والفوضى والتوتر  في العالم بشكل عام والشرق الاوسط، بمعنى ان الدول العربية وايران بشكل خاص، وهنا اخص واذكر المملكة العربية السعودية بضرورة فتح افاق جديدة في التعامل مع ايران  وكل ما يجري من احداث في المنطقة  بعقلانية وحكمة وان ينظر الساسة في المملكة  الى المدى البعيد  الاطول ويتصرفوا على اساسه  مع جيرانهم  بعقلية سياسية متوازنة حكيمة لتجنيب  شعوب المنطقة الكوارث والحروب  و العمل من اجل   تحقيق السلام  والتعايش في الاقليم بامان وضمن منطق الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة المشروعة للجميع والتفاعل مع مبادرة رئيس الوزراء العراقي ومشروعه لتحسين الاوضاع والعلاقات بين دول الاقليم بعد  الزيارة التي قام بها للمملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربيه والاردن ولقائه بقادة الدول الثلاث والحديث بصراحة لرأب الصدع  وتعزيز العلاقات والتوحد اتجاه مكافحة الارهاب وقلع جذوره من المنطقة  بعد ان اصبحت     الامة العربية والاسلامية حقل تجارب لمصالح الغرب واراداتهم التي تحركها اسرائيل منذ اكثر من نصف قرن، واليوم   يشعر الاوروبيون بالفجوة الكبيرة التي  حدثت بينهم وبين الولايات المتحدة الامريكية بسبب  السياسات التي يتبعها الرئيس ترامب  والتي يحاول من خلالها الاستحواذ على نفط  العرب والمسلمين ونفط الخليج بشكل خاص، ومن هنا تتقاطع اوربا مع هذه السياسة وترفض الكثير منها  خاصة سياسات الرئيس ترامب  ومواقفه من معاهدة الاتفاق النووي الايراني  التي يعمل على نسفها  واوربا تعارض هذا النهج   بعد ان اعلنت بريطانيا الحليف الستراتجي لواشنطن  رسميا  التزامها بالاتفاق النووي الايراني، لقد دفع الرئيس ترامب بسياساته هذه الاتحاد الاوربي  للتوجه الى روسيا والصين  بعد انسحابه من المعاهدات التي ابرمتها واشنطن مع اوربا والعديد من دول العالم،  واوربا تشعر وبقناعة ان الولايات المتحده الامريكية تحاول إحكام السيطرة عليها والامساك بشرايينها الاقتصادية  من خلال هيمنتها العسكرية  على العالم  واوربا   تبحث عن مصالحها الاقتصادية  وهي ترى  ان المصالح الاقتصادية سوف تتغلب على الهيمنة  العسكريه الامريكية وتكسرها  ومن هنا  نشهد توجه الشركات الاوربية اتجاه ايران والصين وروسيا والسعودية والخليج وهذا ما تحقق بين الصين وفرنسا  فعلا  وهذا يعني وجود تشدد اوربي  واضح بوجه واشنطن من اجل حفاظ اوربا على اقتصادها ووحدتها  واستقلاليتها  بعد ان قام الرئيس الامريكي ترامب  بالعديد من الانسحابات من التعهدات الامريكية  المبرمة مع اوربا  والضغط عليها  ومطالبتها بالدفع اكثر  ما احدث فجوة خطيرة بين الطرفين ما دفع بالمانيا وفرنسا باتخاذ مواقف واضحة  من السياسات التي يتبعها الرئيس ترامب اتجاه اوربا  التي  تدرك جيدا ان للاقتصاد دورا لا يقل اهمية وتاثيرا ومكانة عن  دور القوة و الهيمنة العسكرية  بعد ان لمست محاولات الرئيس ترامب من اجل الهيمنة على العالم  بالتهديد واستخدام القوه  لذا  اصبحت اوربا ترد بقوة الاقتصاد  وهي تملك مصالح اقتصادية مهمة مع ايران  ومن هذا المنطلق  تعمل دول الاتحاد الاوربي بالتعاون مع المجتمع الدولي من اجل  حماية  معاهدة  الاتفاق النووي الايراني لاسباب عديدة منها اقتصادية ومنها ان هذا الاتفاق جاء عبر قرار مجلس الامن الدولي  وعلى الجميع احترام الشرعية الدولية وعدم الاخلال بقراراتها والتنصل منها،  ومن هذا الباب  جاء تاكيد الزعماء الثلاث لفرنسا والمانيا وبريطانيا على ضرورة واهمية الالتزام بالاتفاق النووي الايراني  على ان تكون واشنطن في مقدمة الملتزمين بهذا الاتفاق احتراما للشرعية الدولية   وتعزيز ثقة العالم بها  والمتتبع لهذه الاحداث يلمس وبوضوح  المعارضة  في الشارع الامريكي  والكونغرس ضد سياسات اترامب وشعاره امريكا اولا هذا الشعار الذي اصبح عليه خلافا دوليا ومن هنا جاء السؤال: من يحدد السياسة الامريكية  ومصالحها؟ هل الحزبان الجمهوري والدمقراطي ام هناك توافق بين الحزبين او الدولة العميقة؟ لان الكثير من قيادات الحزبين يعتبرون ما يمارسه الرئيس ترامب من سياسات  سوف تخرب  العلاقات  الدولية مع واشنطن،  واليوم يشهد العالم واوربا بشكل خاص تخوفا  من عدم التزام ترامب بالتعهدات الامريكية  وهو يعلن  للدول وحلفاء واشنطن بقوله عليكم السير والالتزام بشروطي!!

على الرغم من الاجماع الاوربي المعارض لسياسات ترامب اتجاه ايران    ومحاولاته نسف  معاهدة الاتفاق النووي الايراني وما نشهده على الطرف الاقليمي  ايضا لا يوجد اجماع حقيقي لدعم  مواقف الرئيس  ترامب من ايران  بخصوص الانسحاب من  معاهدة  الاتفاق النووي  ومنها تركيا اللاعب الاقليمي المهم، اضف لذالك المواقف الصينية والروسية، وهذا  يعني ان  الرئيس ترامب اصبح يغرد خارج السرب الاقليمي والاوربي، وهناك من يعلق ويقول: سوف تدفع واشنطن  الثمن غاليا اذا انسحبت اوربا من تقديم الدعم لها   بخصوص  الانسحاب من معاهدة  الاتفاق النووي الايراني  المحصنة بمجلس الامن الدولي  وواشنطن العضو الفعال واللاعب الاكبر في هذا المجلس، واوربا تتخوف من هكذا قرارات امريكية و تتحذر منها  وهذا سوف يدفع باوربا  بعدم التضامن مع واشنطن  في حال قيامها باتفاق مع كوريا الشمالية حول ملفها النووي  وغير ضامنة لهكذا اتفاقيات دولية تعقدها واشنطن في المستقبل مع  الدول بسبب عدم  مصداقيتها و احترامها لتعهداتها واتفاقياتها ومحاولات الرئيس الامريكي  نسف الاتفاق النووي الايراني خير دليل على ذلك، ومن هنا جاء الموقف الايراني حازما اتجاه  قرارات ترامب،  وايران  على استعداد  للدفاع عن نفسها بسياسات جديدة  لمواجهة قرارات واشنطن،  وايران موجودة وممتدة في الخليج  العربي والعراق وسوريا,,  يعني ايران ماضية بالاتجاه المعاكس لترامب  ومن يرحب بقراراته  من الدول الاقليمية ضدها  وعلى رأسها اسرائيل ، وايران اليوم تتحالف مع تركيا وهناك  مناطق في الخليج لا تريد ولا ترغب التصعيد والمواجهة مع ايران وهي  تستغل الفجوة بين اوربا  وواشنطن  بسبب سياسات ترامب وفي الحقيقة ان  اوربا  تريد حصتها من  الخليج  والدول العربية النفطية ومن  ايران،  والكل  يؤكد بل يجزم  لا  مواجهة عسكرية مع ايران  ولا يوجد قرار امريكي بهذه الخصوص،  وايران والمنطقة والعالم يدرك ذلك لان اي مواجه  يعني  اشعال حرائق ليس بمقدور احد اطفاؤها والسيطرة على امتداداتها  والمنطقه تغلي وايران هي الاخرى مستعدة لكل الاحتمالات بعد ان مررت البالستي  واليوم تريد واشنطن الضغط على ايران لمنع هذه المسالة  لكن تجارة السلاح لعبة مستمرة و صناعة الصواريخ البالستية  ومضاداتها  هي لعبة تجارة السلاح .

أحدث المقالات