18 ديسمبر، 2024 8:08 م

المصالحة الوطنية والقمامة !!!

المصالحة الوطنية والقمامة !!!

عندما نقرأ عنوان المصالحة الوطنية نشعر بارتياح تام تجاهه وكأن كل شيء سوف يعود الى مكانه الصحيح ، ونتطلع جميعا كعراقيين ان ما بعد المصالحة الوطنية سيلتم الشمل بين جميع مكونات الشعب العراقي (المتخاصمة) دون استثناء ، ويأخذ كل ذي حق حقه ، يحاسب المقصر والفاشل ، ومحاكمة الخائن ومن تلطخت ايديهم بدماء العراقيين ،  نعتقد ان هذه هي الأسس البسيطة لاهداف المصالحة الوطنية ، ونبدء بعدها في بناء بلدنا ، بعد ما مر به من ويلات داخلية وخارجية ، وهنا يجب ان يكون من البديهي وجود اطراف متنازعة داخل البلد ، والا لمن هذه المصالحة الوطنية ، وهنا سؤال  مشروع يطرح نفسه ، من هذه الأطراف المتنازعة التي سوف تتم المصالحة الوطنية فيما بينهم؟.

 لدى تصفحي للموقع الالكتروني الرسمي لمشروع المصالحة الوطنية وجدت هناك عناوين واخبار لمنجزات قامت بها في عهد الحكومة السابقة ومنها (مشروع تجفيف منابع الإرهاب!) كان ذلك بتاريخ 20-02-2013 ، اقتبس منه التالي” ترأس مستشار دولة رئيس الوزراء لشؤون المصالحة الوطنية الدكتور عامر الخزاعي, اجتماع لجنة (مشروع تجفيف منابع الارهاب) الهادف الى زج المتسولين ومن يعتاشون على جمع القمامة في دورات مهنية مجانية لتعليمهم حرف توفر لهم مصدر عيشة , لأبعادهم عن استغلال الجماعات الارهابية، بحضور مدير واعضاء مشروع تجفيف منابع الارهاب في بغداد والمحافظات، في مكتب سعادته ببغداد” ، لا اعرف ما العلاقة بين القمامة ومنابع الإرهاب والمصالحة الوطنية ، عموما الفكرة فاشلة ، ودليل ذلك بعد اشهر من هذا المشروع تم احتلال ثلث أراضي العراق من قبل تنظيم داعش الإرهابي ،  وظهر ان لا علاقة للمتسولين والقمامة بالموضوع.

وبعد اكثر من سنتين على موضوع تجفيف منابع الإرهاب ، وجدت وفي الموقع نفسه ، موضوع عنوانه (اهم مستجدات الساحة العراقية والإقليمية) ، فلنقرء ما جاء فيه” استقبل مستشار رئيس الوزراء لشؤون المصالحة الوطنية الاستاذ محمد سلمان وفدا من شيوخ عشائر الفرات الاوسط ومحافظة ديالى في مقر لجنة متابعة وتنفيذ المصالحة الوطنية ببغداد للتشاور حول اهم مستجدات الساحة العراقية والاقليمية .

اوضح سعادته ان مشروع المصالحة الوطنية مر بمرحلتين الاولى : هي المصالحة المجتمعية على اثر الانفلات الامني والاحتقان الطائفي الذي مر به العراق منذ 2007 الى 2010 واستطاعت المصالحة ان تحقق انجازات كبيرة ومهمة في هذا المجال , اما المرحلة الثانية وهي المرحلة الحالية فهي المصالحة الشاملة بين كافة مكونات المجتمع العراق وعلى اساس لاغالب ولا مغلوب بل ان الجميع رابحين وهذه المرحلة تحتاج لقرارات مهمة وشجاعة  ، وشدد على اهمية دور العشائر في ترسيخ اواصر المحبة بين اطياف المجتمع العراق ودعمها للقانون ومؤسسات الدولة وحفظها للصف الوطني الواحد .

وحذر من قيام اعداء العراق بافتعال المشاكل بين العشائر وتغذيتها لزعزعة الامن والاستقرار في العراق وتخريب العملية السياسية .

وبين ان مشروع المصالحة الوطنية هو مشروع شامل يستهدف كل اطياف المجتمع العراقي بغض النظر عن العرق او الدين او القومية ولايستثنى الا من لديه قيود دستورية وعوائق قانونية” انتهى الخبر، وهنا لا اعتقد ان هناك مصالحة مجتمعية ولا شاملة وثلث ارض العراق محتل من قبل داعش ، (المشترك بين الخبرين هو عبارة سعادته).

اعتقد أولا على المصالحة الوطنية تصحيح مسارها ، وثانيا من المفروض ان يكون هناك مكان في الموقع الالكتروني (من نحن) تذكر فيه اهداف وتفاصيل عمل هذا تشكيل المصالحة الوطنية وأهدافه ، اما ثالثا فيجب ان يكون الأشخاص العاملين في هذا التشكيل او الهيئة لديهم الخبرة في مجالات السياسة والعلاقات العامة والمشهود باعمالهم الناجحة في هذه المجالات ، اما اذا كانت اهداف ومشاريع المصالحة الوطنية لازالت تستند لمشروع القمامة ، فلنقرء على العراق السلام.