كثرت في الاونة الاخيرة الاحاديث حول المصالحة الوطنية , وكأن ابناء الوطن متخاصمون ! ومشهد حياتهم اليومية هو عبارة عن عراك في عراك ,, هذا ما يوحيه للسامع مفهوم المصالحة .
ان من اخطر ما يهدد وحدة الشعوب هي تلك المفاهيم التي تطلق جزافا من اناس ربما لا يفقهون المعنى الحقيقي لتلك المفاهيم , وسواء اكانت بقصد ام بدون قصد فأن نتائج تلك المفاهيم خطيرة جدا على وحدة ابناء الشعب .
ان ما يحدث في العراق اليوم لا يحتاج الى (مصالحة وطنية), فأبناء الشعب العراقي هم اصلا متصالحون فيما بينهم , ومتحدون , ومتعايشون , ومتحابون , فلا زال ابو عمر يقطن بذات الحي الشعبي الاصيل الذي يقطنه ابو علي , ولا زالوا يعملون كموظفين في نفس الدائرة , وفي نفس الوزارة , ولا زالوا يتصاهرون فيما بينهم , ولا زالوا يتشاركون في اعمالهم التجارية بدون عقود شراكة رسمية لانهم متصالحون ويثقون ببعضهم البعض, ولا زالت ام زهراء تشاطر جارتها ام عائشة في عمل الفطور والسحور في شهر رمضان وعمل (كليجة العيد), وكل اولئك لا زالوا يتبادلون الزيارات العائلية , وسيبقون , انهم بأختصار , لا زالوا يحملون في داخلهم عراقيتهم , وانهم باختصار يحملون ثقافة وطن.
ومن هذا المنطلق , اين اوجه المخاصمة بين ابناء الشعب العراقي ؟؟!! وحيث ان من البديهيات ان نقول :- ان عكس المصالحة هي المخاصمة , فاذا كانت الخصومة غير موجودة اصلا !! فما هي دواعي طرح هذا المفهوم؟؟؟؟؟؟
انها دعوة لكل سياسيي العراق والاحزاب السياسية,ان اتركوا الشعب لمفاهيمه التي تربى عليها ,و ان الشعب يقول لكم , تصالحوا فيما بينكم لان الشعب متصالح , ولا تحاولوا ان تدسوا السم في العسل , فالشعب العراقي سيبقى شعبا عراقيا خالصا ولن تنطلي عليه الاعيب السياسة , ولا مؤامراتكم .
