منذ سنوات ونحن نقتل بالسيارات المفخخة والارهاب والانتحاريين ، الضحايا تزداد يوميا والخراب مستمر ، لكن يبقى السؤال من اجل ماذا كل هذه الدماء والضحايا ؟؟؟ والسؤال الاخر متى يتوقف هذا النزيف ؟
لا جواب قاطع على هذين السؤالين .
لماذا ؟
لان القضية سياسية بحته يحاول فيها السياسيون خلطها مع الطائفية من اجل استمرارها واستمرارهم في الحكم . فكلما استمر الوضع السياسي متشرذم ومتأزم صار من السهل سرقة اموال الشعب العراقي ، صار من الصعب وجود رقابة قوية ، صار من الصعب السيطرة على الجماعات المسلحة ووضع السلاح تحت سيطرة الدولة .
لا اريد التطرق الى الكارثة التي اسمها (نوري المالكي ) الذي حاول بدهاء خلط الاوراق من اجل استمراره في السلطة ، سلطة الشخص والحزب والعائلة ، فالمصالحة خلال ثمان سنوات حكمة كانت بلا مشروع ولا ادوات ، بل كانت نشرات اعلامية للكسب الرخيص وليس لحل مشكلة سياسية وامنية قائمة .
اليوم تقول الاخبار ان حكومة الاردن حاولت المساهمة اثناء زيارة السيد حيدر العبادي الى عمان ان تدفع بملف المصالحة الوطنية الى الامام في مشروع الحرب ضد داعش الارهابية التي تهدد كل المنطقة من ضمنها الاردن ايضا .
جهد مشكور ان يساهم الجيران في هذا الملف المعقد لكن يجب ان ينطلق الملف من الداخل العراقي من اجل المصالحة الدائمة وليس من اجل هدف مرحلي وهو مشاركة العرب السنة في الحرب ضد داعش .
الاطراف العراقية السياسية هي من تملك الخصومة ( حكومة ومعارضة ) بالتالي يجب ان يكون هناك طرف ثالث محايد يحصل على ثقة الاطراف في وضع مشروع المصالحة الوطنية وهيكلتها والالية التي تعتمد ضمن فترة زمنية محددة .
لا يمكن ان تكون خصما وحكما في ان واحد ، عليه اقترح انتداب شركات قانونية اجنبية مختصة في الوسائل البديلة تستلم الملف لانجاز المصالحة الوطنية او الطلب الى دولة صديقة محايدة للمساعدة في المصالحة الوطنية العراقية . ويجب ان تقسم المصالحة الى ملفين :
اولا : المصالحة السياسية .
ثانيا : المصالحة المجتمعية .
ان الظروف الداخلية والاقليمية والدولية في صالح المصالحة ويجب استغلال هذه الظروف، وهذه الفرصة التاريخية بحاجة الى قائد شجاع يؤمن بالمصالحة وانطلاقها على اسس سليمة وغير سامع لمشورة الاغبياء وغير اصحاب الاختصاص .
انصح السيد العبادي ان يسارع في استغلال هذه الظروف لتحقيق المصالحة الوطنية الحقيقية ، انصحه ان يستمع الى اصحاب الاختصاص والخبرة في هذا المجال ، وانصحه ان يبتعد عن المؤتمرات من اجل المؤتمرات او ارسال رسائل الى الجهات الاقليمية والدولية من اجل ارضائهم ، بل مؤتمرات من اجل تحقيق المصالحة وحقن دماء ابناء شعبنا العراقي وبناء مستقبل افضل لاجيالنا .
القضية صعبة لكنها غير مستحيلة ، اذا حدثت الاستحالة علينا ان نذهب الى الفراق وتقسيم البلاد الى ثلاث اقاليم وكفى الله المؤمنين شر القتال والدمار .
صار لنا اكثر من عشر سنوات نكتب ننصح لكن ……………. اشهد ايها التاريخ علينا وعليهم .