17 نوفمبر، 2024 6:54 م
Search
Close this search box.

المصالحة الوطنية بوابة التقسيم ؟!!

المصالحة الوطنية بوابة التقسيم ؟!!

لا يخفى ان هناك محاولات وجهود مهمة تبذل من أجل لملمة المواقف وتوحيدها ، وتقريب وجهات النظر المختلفة بين الفرقاء السياسيين من أجل عقد مؤتمر عام وشامل تحت يافطة “مؤتمر السلم الاهلي ” الأمر الذي يجعلنا نثير الكثير من الاسئلة والتي اهمها ما الجدوى من عقد مؤتمر مصالحة وطنية هو كسابقته من المؤتمرات والتي تنتهي بخروج المختلفين من قاعة المؤتمر ، أذن ما الجدوى من عقد هذا المؤتمر والمواقف واضحة ومعلومة ، فالسنة العرب مواقفهم تتحدث على الارض ، فهذه داعش اسقطت الاقنعة عن البعض ، وكشفت زيف وادعاء البعض ، بل أكثر من ذلك ، بانت وتوضحت النوايا ، فهذه الموصل اليوم اغلب العشائر فيها هم موالون لتنظيم ” داعش ” ومؤيدين لأعمالهم البربرية بحق الاقليات التي سكنت الموصل حتى قبل الاديان الاخرى ؟!
هذه الجهود الوطنية التي تبذل من أجل أقامة طاولة مستديرة تجمع الفرقاء السياسيين تحاول وضع المصدات امام الرؤية الثانية والتي تتحدث عن تقسيم العراق وعلى أسس طائفية وقومية تضعف البلاد وتجعلها فريسة سهلة امام المطاعم والأجندات .
الشيء المهم في هذا المحور هو هل يمتلك السياسيين النية والجدية في عقد مثل هكذا مؤتمر ؟ وإذا سلمنا بالنية والجدية الصادقة ، فما هي الضمانات امام تطبيق بنود هذه المبادرة ، وأين سيكون الموقف الاقليمي والدولي من هذه المبادرة ؟ وهل يا ترى سيكون موقف السعودية وقطر ايجابي من المبادرة والتي بالتأكيد ستنتهي ببناء دولة المؤسسات ونهاية الاقتتال والتحارب في داخل البلاد ، كما ان هذه المبادرة ستقطع طريق الاكراد نحو الاستقلال ، فيا ترى هل هناك جدية من الاكراد والسنة في الحفاظ على بلد تجتمع فيه كل القوميات والمذاهب وتؤكد تضامنها وسعيها الجاد من أجل التعايش السلمي بين جميع العراقيين بدون تمايز ؟!
أن عقد هذا المؤتمر أمراً في غاية الاهمية ،خصوصاً في ظل الاقتتال المعلن ، والحرب الطائفية الواضحة في جبهات ( الموصل وصلاح الدين والانبار ) باعتباره الآلية المتاحة فعلاً للحل ، ولكن المماطلة والتسويف وعدم الجدية يبدو أنها واحدة من أبرز السمات الظاهرة على عقده ، وما زال السؤال مطروح هل سيعقد أم لا ؟! .
أن المصالحة الوطنية تعني تطبيق القانون على من ارتكب افعال مشينة بحق الانسان العراقي ، وضرورة الاعتراف بمعاناة الضحايا وإدانة جميع الانتهاكات وتعويض المتضررين من ظلم النظام الصدامي وداعش ، والقضاء على البيروقراطية لحل مشاكل الناس و رفض اي نوع من انواع العنف كأداة للشرعية السياسية في الدولة، و العمل على اعتماد الوسائل السلمية لحل الخلافات الداخلية ، لان ما يعانيه العراق سببه الطبقة السياسية والثقافة السيئة التي تركتها على المجتمع والتي اذكت من خلالها الكثير من الاختلافات سواء كانت الدينية أو الطائفية أو القومية او العرقية، والمصالحة الوطنية في العراق بحاجة إلى إعادة تسمية وتوصيف لتكون بين السياسيين أنفسهم لا بين الشعب، أما الشعب فهو بحاجة إلى جهد من يملك الحكمة والتعقل في معالجة الازمات ، وحلحلة المواقف المتشنجة ، وكسر شوكة الاجندات التي خربت البلاد ومزقت العباد .

أحدث المقالات