19 مايو، 2024 10:44 م
Search
Close this search box.

المصالحة المجتمعية ونموذج الحل الناجع

Facebook
Twitter
LinkedIn

هل للمصالحة الوطنية توقيت معين؟ وهل يمكن ان تنجح في ظروف معينة وتفشل في سواها؟ وهل يمكن ان تفوت فرصة تحقيق مشروع مصالحة شامل؟.
هذه الاسئلة ليست اعتباطية او تقليدية، وليس الاجابة عنها سهلة او قابلة للتكهن او التحليل البسيط، فمشروع المصالحة الذي ظلت وسائل الاعلام تروج له وتردده طيلة السنوات الماضية سواء على لسان المحللين والمراقبين او السياسيين والمسؤولين، انما يعد خطوة واسعة نحو الامام في حال تم انجازه على الوجه الامثل، فهذا المشروع يمكن ان ينهي مشاكل وازمات عمرها سنوات، ونقل المشهد العراقي بمجمله الى فضاء ارحب وبيئة انظف وانقى.

لكن رب سؤال بديهي يدور في اذهان جميع العراقيين تقريبا هو متى تنطلق المصالحة وكيف؟
وللاجابة على ذلك لابد من بعض العرض للموضوع، فقد بدأ مصطلح المصالحة في بادئ الامر تحت عنوان المصالحة الوطنية ثم انتقل نحو المصالحة الشاملة والان اصبح يطلق عليه المصالحة المجتمعية، ومن وجهة نظري ان المصطلح كان يتغير ضمن حالة التشخيص التي بدأت تتبلور وتحدد من اين يمكن ان تبدأ المصالحة لاسيما وان تكورات المشهد العراقي خلال السنوات الثلاث الماضية قد زاد الامر تعقيدا وربما جعل مشروع المصالحة يخرج عن كونه شعار يردد على الالسن الى ضرورة حتمية لابد من تحقيقها والا كانت النتائج وخيمة.

ان انطلاقة مشروع المصالحة بشكله الفعلي يحتاج الى شجاعة واستعداد نفسي ومعنوي لان تبني هذا المشروع واطلاقه قد يولد ضغطا او زخما عاليا نظرا لوجود مشاكل كبيرة يرغب اهلها وجميع العراقيين في ايجاد فرصة لحلها.

وبعد مرور السنوات دون ان يجد مشروع المصالحة يد تحركه حتى ان بعض زعماء ووجعاء العشائر بدأوا يحاولون ايجاد حلول ضمن نطاق وعرف العشائر على الرغم من صعوبة الحل والذي يحتاج بكل تاكيد الى دعم حكومي ودولي ايضا، ظهرت محاولات ربما تعطي بعض التفاؤل والامل خصوصا عندما استضاف رئيس البرلمان سليم الجبوري بعض شيوخ ووجهاء القبائل ممن احدث الارهاب بينهم مشكلة كبيرة وتمكن في جلسات صلح من انهاء اكثر من مشكلة وتوقيع وثائق صلح مهمة.
انا اعتقد ان هذه التجارب مهمة وخطوة ايجابية يمكن ان يحذوا الجميع حذوها كونها تمثل نموذج مصغر لاغلب المشاكل الموجودة، ولتحقيق مصالحة شاملة ونهائية لابد من خطوات يخطوها ساسة آخرون في مناطق آخرى كل حسب تاثيره وعلاقاته وجمهوره، ومن هناك ستقدم المرحلة حلولا واعرافا يمكن اتباعها في حل المشاكل المماثلة على اعتبار ان اغلب المشاكل تكاد تكون نسخة طبق الاصل من بعضها واستغلال المنظومة العشائرية الكبيرة وتوظيفها في اصلاح البلاد، كما يمكن ايجاد حل مناسب للنزاعات العشائرية التي بدأت تتفاقم كل يوم.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب