9 أبريل، 2024 1:47 ص
Search
Close this search box.

المصالحة العلاوية : مصلحة

Facebook
Twitter
LinkedIn

علاوي وما ادراك ما علاوي، الشخصية التي نازعت نفسها الادوار، فهو رئيس للوزراء سابقاً، ومعارض، ومقاطع، ومراوغ، ومشترك، وحاصل على مناصب، ومن آخرها نائب رئيس الجمهورية، ويبدو ان المنصب افقده شيئاً من هلوساته التصريحية التنظيرية وهو ينتقل بين العربية الى حدثها، الى السومرية ومثيلاتها، مرورا بالبي بي سي، وسكاي نيوز، ليسوق مفاهيم المصالحة الوطنية العابرة للقارات والادوار في نفس الحين.

 

المنصب الاخير الذي حصل عليه علاوي وهو نائب رئيس الجمهورية لشؤون المصالحة الوطنية، يعد منصب ترضية في ظل استحقاقات قائمة حصلت على مجموعة من الاصوات، ولم تكن راضية فيما سبق، علاوي وافق أخيراً على التنازل عن منصب رئيس مجلس السياسات، الذي استحدث في مفاوضات تشكيل حكومة نوري المالكي الثانية، ضمن ما يسمى بـ اتفاق اربيل.

 

وفي مقابل تنازله عن المنصب، حصل على منصب النائب الثالث لرئيس الجمهورية، الذي استحدث في المفاوضات السابقة.

 

سارجع قليلاً الى الوراء الى ٢٠٠٣، وبعض المحطات في تاريخ الرجل، فقد تعين ضمن 9 من هيئة رئاسة مجلس الحكم الدورية ذات ال 25 عضواً، والمنصب ضمن المحاصصة الطائفية والعرقية التى سنها بريمر وبالتعاون الكامل مع لجنة ال 100 التى شكلها البنتاجون فى نيسان 2002.
تولى رئاسة الحكومة العراقية المؤقتة التي تلت مجلس الحكم العراقي وذلك بالفترة من 2004 إلى 2005.
 حازت القائمة العراقية برئاسته في انتخابات مجلس النواب العراقي والتي أجريت في 2010 على 91 مقعدا من أصل مقاعد البرلمان، واحتلت القائمة بذلك على المركز الأول من بين الكيانات المتنافسة، لكنه طلع من المولد بلا حمص.

 

من ٢٠٠٥ والى ان تسنم الان منصب نائب رئيس الجمهورية كان معروفاً بانتقاده للحكومات من جهة، متفاوضاً معها من جهة اخرى، ينتقد المحاصصة الطائفية وهو جزء منها، معروف بتصريحاته التي تجعل له خطاً للعودة، والمعلومة المهمة انه في دورتين من دورات لمجلس النواب لم يحضر من الجلسات الا اقل من القليل.

 

علاوي يسوق نفسه على أنه قائد متجاوز للطائفية، ولكنه لم ينجح، حاول ان يكون جزءاً من المنظومة العلاقتية بما يمتلكه من علاقات مع دول الجوار، لكنه لم يوفق، حاول ان يكون في صف المعارضة، لكنه لم يصلح، الشئ الوحيد الذي صلح فيه: التصريحات النارية، واللقاءات التلفازية، والزيارات السياحية للدول المختلفة، واستلامه راتب عضو في مجلس النواب بالرغم من عدم حضوره اغلب الجلسات.

 

اخيراً يسوق علاوي نفسه اليوم على انه رجل المصالحة الوطنية، هذه الهالة التي ليس لها من حظها الا الاسم الكبير، وما على ارض الواقع قتل لها ونهاية امرها عبر الذين اغتالوا الجنابي وبعده حاولوا ايضاً ان يغتالوا غيره.
علاوي وبعد جلوسه على كرسي النائب الثالث، لابد له من عمل وتصريحات في المصالحة وغيرها، واعاننا الله على ما سنسمع منه في الايام القادمة.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب