23 ديسمبر، 2024 4:54 ص

المصالحة أو الأقاليم

المصالحة أو الأقاليم

للأسف يستمر بعض السياسيين بإفتعال الأزمات، وعرقلة التقدم والنجاح الذي تحققه الحكومة العتيدة، وما تشهده الساحة السياسية الداخلية والخارجية، نستطيع القول إن القادم أجمل شريطة إتفاق جميع الساسة على إستراتيجية واحدة وتوجه واحد مقبول من جميع الفرقاء والشركاء.
نعم. التركة كانت ثقيلة؛ ويقيناً إن علاجات أخطاء الحكومة السابقة، قد تطول وقد تقصر، هذا ماسيحددهه السياسيون أنفسهم.
المعارك ضد داعش، والتي تدخل الآن مرحلة مصيرية، ستحدد مستقبل المنطقة ككل، وربما أبعد من ذلك، حيث نستطيع القول أن مايحدث بدايةٌ لحرباً عالمية ثالثة متعددة المحاور، فالوعود التي يطلقها الرئيس الأمريكي باراك أوباما، بتصفية داعش لايصدقها جميع اللاعبين الأساسيين على الساحة السياسية الآن، حيث تحوم الشكوك حول النوايا الحقيقية، للتحالف الدولي في العراق والشام والخليج ولا نستبعد مصروالسودان والمغرب العربي فيما بعد.
ضربات جوية قاصمة يوجهها الطيران الحربي الأمريكي، ضد تجمعات داعش، لكنها لا تفضي الى نتائج واضحة؛ وتصريحات قادة البنتاغون بشأن الحملة العسكرية وأمدها ضد داعش، تثير الإستغراب إيضاً فمدة الثلاث سنوات، مبالغ بها وإذا أراد المجتمع الدولي أن يُجهز على التنظيمات الإرهابية فعلاً، فسيستمر ذلك شهراً أو شهرين؛ لأن مواقع الإرهابيين معلومة وأماكن وجودهم، واضحة فلِم التأخير؟
إذا ما أرادت الحكومة العراقية، أن يُكتب لها النجاح؛ فعلى جميع وزراء الحكومة بما فيهم رئيسها، الإنفتاح التام على جميع المكونات، وطمأنتهم بأن وجودهم وإنتمائهم العرقي غير مهدد، إن غسيل الأدمغة الذي يمارسه أعداء العراق، يعطي إنطباعاً لدى بعض ضعاف النفوس، إن داعش جائوا محررين..فاتحين، وهذا ما يجبرهم  على الإنخراط في صفوف التنظيم، خوفاً من زحف الشيعة الروافض !! وكذلك الإنفتاح على الكورد والمسيحيين الذين هاجر أغلبهم الى أنحاء أوربا وأمريكا، تاركين عراقهم خلفهم غير آسفين، نتيجة لما تعرضوا له وما حصل لهم.
أذا ماأتفق جميع السياسيون على “المصالحة الوطنية”، وتعطيل بعض القوانين القديمة، التي لم يعد لها داعي ، وسن قوانين جديدة تطمأن جميع المكونات، عندئذ نستطيع القول، إن عراقاً آمناً موحداً يلوح في الأفق، وإذا ما رفض بعض السياسيين المصالحة وعرقلة هذا التوجه، فالذهاب الى الأقاليم والكونفدرالية حلاً أسلم للجميع وذلك أضعف الإيمان.