23 ديسمبر، 2024 11:35 ص

المشکلة ليست في داعش و الميليشيات

المشکلة ليست في داعش و الميليشيات

يعتبر خطر التطرف الديني و الارهاب أکبر تهديد يحدق بالسلام و الامن و الاستقرار ليس على مستوى المنطقة فقط وانما على مستوى العالم کله، خصوصا بعدما ضرب الارهاب الاسود هذا باريس و بروکسل و دول أخرى بالاضافة الى دول المنطقة خصوصا مايجري حاليا في العراق و سوريا، ومن الخطأ إعتبار التطرف الديني و الارهاب خطرا و تهديدا إقليميا، خصوصا بعدما أثبتت الاحداث و التطورات عدم إعترافه بالحدود و سعيه لجعل هذا الخطر شاملا و يعم العالم کله، ولهذا من الضروري أن تکون هنالك رٶية و موقف جديد من أجل مواجهته و القضاء عليه.
التحذير من خطر التطرف الديني و الارهاب، لم يصدر في بداية الامر من جهات دولية مختصة بمواجهة التطرف الديني و الارهاب وانما صدر تحديدا عن المقاومة الايرانية عندما أصدر السيد محمد محدثين، مسٶول لجنة العلاقات الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية کتابا في بدايات العقد التاسع من الالفية الماضية أکد في بأن التهديد الجديد الذي سيحدق بالسلام و الامن و الاستقرار في العالم، سيکون التطرف الديني و حذر من خطورته ومن التأثيرات و التداعيات السلبية التي سيخلفها.
لم يکن موقف السيد محدثين، موقفا يتيما و مجرد تصريح عابر وانما ظلت المقاومة الايرانية تٶکد عليه و تحذر من بشدة ولاسيما بعد أن ظلت تسلط الاضواء على هذا الخطر الداهم على السلام و الامن و الاستقرار في العالم في معظم المناسبات التي تقيمها أو تشارك فيها غير إنها”أي المقاومة الايرانية”، کانت ترکز على خطورة ظاهرة التطرف الديني في التجمعات السنوية الضخمة التي تقيمها، والتي صارت بمثابة مراجع فکرية ـ سياسية بشأن القضية الايرانية، وهنا لابد من الاشارة الى نقطة في غاية الاهمية و التوقف عندها ملية، وهي إن ظاهرة التطرف الديني قد ترکت و تترك آثارا سلبية کبيرة جدا على الاوضاع في إيران و إن الشعب الايراني يدفع ثمنا باهضا لکون نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي يمثل الاستبداد الديني يجثم على صدره منذ أکثر من ثلاثة عقود و نصف، وإن مايرتکبه هذا النظام من إنتهاکات و ممارسات قمعية بحق هذا الشعب و حملات الاعدامات المنظمة المتصاعدة عاما بعد عام و غيرها من الجرائم و التجاوزات الاخرى، دفعت بالمقاومة الايرانية لتنظيم التجمعات السنوية للتضامن مع الشعب الايراني و المقاومة الايرانية، حيث يتم في هذه التجمعات کشف و فضح الجرائم و الانتهاکات الفظيعة التي يرتکبها هذا النظام بحق الشعب الايراني کذلك بحق أعضاء و أنصار المقاومة الايرانية.
ليس المهم و المطلوب هو إنهاء دور داعش و الميليشيات المتطرفة على حد سواء، بل إن الاهم هو معالجة جوهر و أساس المشکلة الذي يتلخص في ظاهرة التطرف الديني و الذي لم يعد سرا على أحد من إن مرکزه و معقله و بٶرته الاساسية في طهران ومن دون القضاء على هذه البٶرة فإن الشر و المشاکل ستظل تحدق بالمنطقة.
 [email protected]