ماأثارته وتثيره الميليشيات التابعة لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية من مشاکل وأزمات، مسألة لايمکن تصور أية نهاية قطعية لها مع إستمرار هذه الميليشيات في ممارسة دورها خارج حدود الدولة العراقية وقوانينها، وإن تحديها للدولة وإصرارها على السير في إتجاه يتناقض تماما مع الاتجاه العام للدولة يوضح بأنها حالة منفصلة ومنعزلة ومغايرة للدولة، ويوما بعد يوم يتأکد للشعب العراقي الدور المشبوه لهذه الميليشيات وکونها تشکل خطرا وتهديدا على مصالح العراق وإنها تقود الاوضاع بصورة أو أخرى ليس للتأزم فقط بل وحتى للإنفجار بما يمکن أن يفيد فقط مصالح طهران ومخططاتها في العراق والمنطقة.
مراجعة دور هذه الميليشيات المشبوهة ومنذ تأسيسها، يٶکد بأنها حالة شاذة تستخدم الغطاء الديني والطائفي من أجل تنفيذ مخططات مرسومة لها من جانب الحرس الثوري الايراني وبسياق يجعل من العراق قطعة شطرنج من أجل مصلحة هذا النظام، وإن الذي يثير السخرية هو إن هذه الميليشيات وعوضا أن تنصاع لأوامر ومطالب الحکومة والدولة العراقية فإنها ليس ترفضها فقط وإنما تضع أيضا شروطا للحکومة! وهذا ماحدپ فعلا يوم الاحد المنصرم عندما أعلنت ماتسمى”کتائب حزب الله”التابعة للحرس الثوري الايراني في حقيقة أمرها أن “مجموعة من الفصائل المسلحة والميليشيات الموالية لطهران اتفقت فيما بينها على تعليق هجماتها الصاروخية على القوات الأميركية، بشرط أن تقدم الحكومة العراقية جدولا زمنيا لانسحاب القوات الأميركية”، ولم يقف الامر عند هذا الحد بل وکما أکد المدعو أبو علي العسكري المسؤول الأمني للميليشيا في تغريدة عبر حسابه الرسمي في تويتر وهو يهدد الحکومة العراقية بصورة سافرة، “أن عناصره ستنسف الاتفاق وتعود لانتهاكاتها في حال استهدفت قوات الحشد الشعبي وأتباعها من أي جهة كانت، من بينها القوات العراقية بأوامر من رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي”!
الدور والنفوذ المشبوه للنظام الايراني هو أساس المشکلة التي يعاني منها العراق على مختلف الاصعدة وحتى إن المشکلة الحالية بخصوص أزمة السفارات هي في حقيقة أمرها مشکلة تم إفتعالها وتضخيمها من جانب الميليشيات التابعة للحرس الثوري الايراني، أن إن المشکلة هنا في هذه الميليشيات نفسها ذلك إنها مجرد أدوات ووسائل للنظام الايراني يقوم بإستخدامها وتوجيهها متى إقتضت وتطلبت مصالحه وأوضاعه، وهنا من المفيد جدا التنويه على التحذير المستمر والمتواصل للمقاومة الايرانية من الدور المشبوه لهذه الميليشيات في العراق ولاسيما عندما أشاد في بيانه الصادر في 21 أغسطس 2020، بمناسبة الذكرى التاسعة والثلاثين لتأسيسه، بنضال الشعب العراقي من أجل الاستقلال والحرية والسيادة الشعبية، وفي إطار دعمه لنضال الشعب العراقي من أجل الاستقلال والحرية والسيادة الشعبية، يدعو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية إلى قطع أذرع نظام ولاية الفقيه بالكامل من العراق. ومن دون أدنى شك فإن الحل کان وسيبقى في إنهاء الدور والنفوذ المشبوه للنظام الايراني وحل الميليشيات التابعة له.