10 أبريل، 2024 10:15 م
Search
Close this search box.

المشکلة في الجرذان و ليس الفئران!

Facebook
Twitter
LinkedIn

من الخصائص و المزايا الغريبة الملفتة للنظر و التي يعيشها العراق الذي يسمونه کذبا بالجديد، هو التناقض و الکذب و الازدواجية في المعايير و إنعدام الشفافية بصورة واضحة جدا، وإن المفترق الحساس الذي وصل إليه في ظل عدم وجود أي تغيير في الوجوه السياسية المنتخبة، يعطي إنطباع من أن الاوضاع في العراق لاتسير بالاتجاه الذي يخدم مصالح الشعب العراقي.
مع إقتراب العد التنازلي للإنتخابات المقرر إجرائها في 12 أيار القادم، فإن مبادرة هيئة النزاهة بالکشف عن قيام السلطات الأردنية بالقاء القبض على المدير العام لمصرف الرافدين الأسبق ضياء حبيب الخيون في عمان، وهو إجراء يرحب به الشعب العراقي ولکن هل إن معظم الساسة الجالسون في العراق أنظف و أفضل من الخيون؟ وهل إن ما إختلسه و نهبه الخيون أو تلاعب به أکبر من مئات المليارات المختفية في وضح النها خلال الاعوام العشرة الماضية بشکل خاص؟
بالامس القريب، عندما”ترجى” حيدر العبادي، رئيس الوزراء الفاسدين بإرجاع الاموال التي نهبوها، فإنه قد کشف عن حالة بالغة خطورة تجعل من مصطلح”حاميها حراميها”، يتبادر للذهن، ذلك عندما نجد أن أکبر مسٶول تنفيذي في العراق لايجرٶ على الکشف عن اسماء الفاسدين من”الجرذان الکبار”و ليس الفئران الصغار کالخيون، فإن السٶال الذي يتبادر کإستنتاج في نفس الوقت الى الذهن هو: هل إن العبادي متورط مثلهم أم يخاف منهم لکونهم محميين؟
قطعا لو کان العبادي متورطا معهم فإن الايام ستکشفه حتما ولامناص من ذلك أبدا، أما إذا کان يخافهم لکونهم محميين فإن السٶال هو من الذي يحميهم؟ هل هي أمريکا التي تتعقب فاسدي العراق و تطالب بکشفهم؟ أم إيران التي تحمي جهارا رجلا شاع الفساد و النهب و الاقتتال الطائفي في عهده الى جانب سقوط الموصل الذي کان مسك ختام عهده غير الميمون؟
من المٶکد جدا إن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي يطبق قاعدة بني إسرائيل بإجراء الحدود و المحاسبة على الضعفاء و عديمي القوة في حين تتجاهل الاقوياء و أصحاب النفوذ و الهيبة، قد نقل هذه القاعدة الى العراق و عن طريقها يحمي”جرذانه الکبار”، ويجب أن لايستغرب أحد من إنه طالما لم يتم الکشف عن سارقي الشعب الايراني من قادة و مسٶولي النظام و محاسبتهم، فلن يتم محاسبة أي”جرذ کبير”، خصوصا السارق و الناهب الاکبر للعراق، لکن من المهم جدا أن نٶکد هنا بأنه من دون سقوط أو إسقاط النظام الايراني لن تتم أية محاسبة لقادة و مسٶولي النظام في إيران، فهل إن الشعب العراقي سينتظر لذلك الحين؟

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب