18 ديسمبر، 2024 11:06 م

المشکلة الدينية بدأت مع نشوء نظام ولاية الفقيه

المشکلة الدينية بدأت مع نشوء نظام ولاية الفقيه

لم تکن البلدان العربية والاسلامية قبل ظهور نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية تعاني من مشکلة في الدين والفکر الديني بحيث تٶثر على الامن والاستقرار فيها وتهدد الامنين القومي والاجتماعي لکن المشکلة الدينية ببعدها المتشدد وعمقها الطائفي المتطرف المرادف للإرهاب والذي بدأ بالظهور والبروز بعد تأسيس النظام الايراني، خصوصا بعدما صار من المسلم به علاقتها الجدلية القوية مع المبادئ و الافکار التي يروج لها هذا النظام، حيث إنه و قبل تأسيس هذا النظام لم تکن المشکلة الدينية بهذه القوة من التأثير في الاحداث والتطورات في المنطقة، بل يمکن القول بأن المشکلة الدينية والفتنة الطائفية المرادفة لها، تستمد قوتها وديموتها من النظام القائم في طهران ومن نهجه بعد أن صار معلوما وواضحا دوره المحوري بهذا الصدد، فهو يمثل القطب الذي يدور حوله رحى التشدد الديني والتعصب الطائفي والارهاب.
الملفت للنظر، إن النظام الايراني الذي بني على أساس نظرية ولاية الفقيه الاستبدادية ومن أجل صيرورته مرکزا وبٶرة ومصرفا عالميا لصناعة وتصدير التطرف والارهاب، فإنه قد ثبت ثلاثة مواد في دستوره هي المواد 3 و 11 و 154، وتنص على دعم التطرف الديني وتشجيع الارهاب تحت غطاء الوحدة الاسلامية ونصرة المستضعفين، ولعل تفاخر العديد من القادة و المسٶولين في النظام بين الفترة والاخرى، بنفوذ طهران في 4 بلدان عربية، وسعيهم للتمدد الى بلدان أخرى، يبين بإنه ليس هنالك من جناح أو تيار في طهران بإمکانه التخلي عن هذه الاستراتيجية التي يقوم ويعتمد عليه هذا النظام، وبعد 41 عاما على نشوئه، فإن الإصرار على المضي قدما في تصدير التطرف والارهاب لبلدان المنطقة وإستغلال أذرع هذا النظام في إختلاق المشاکل والازمات خدمة لاستراتيجية ومخططات هذا النظام کما حدث مٶخرا في العمليات والنشاطات الارهابية لميليشيا الحوثيين ضد السعودية وللميليشيات العراقية ضد مطار أربيل وقاعدة عين الاسد.
هذه المشکلة التي هددت وتهدد السلام والامن والاستقرار في المنطقة لايمکن إيجاد حلول شافية وحاسمة وجذرية لها مع بقاء وإستمرار نظام ولاية الفقيه و إن الذين يسعون لتبرير بقاءه و إستمراره من خلال الزعم والإيحاء بأن هناك دولا أخرى في المنطقة متورطة بدعم التطرف الديني والارهاب، إنما هو کلام غير منطقي وزعم يناقض الحقيقة ذلك إن هذه الدول کانت موجودة قبل تأسيس هذا النظام ولکن في نفس الوقت لم تکن هنالك المشکلة الدينية بشکلها ومضمونها الحالي، ولهذا فإن أصل و أساس المشکلة في النظام الايراني تحديدا ومن هناك فقط يمکن إيجاد حل جذري وحاسم لهذه المشکلة.
الطريق والحل الوحيد الذي يمکن الرکون إليه والاعتماد عليه، من أجل مواجهة الخطر الايراني، هو التغيير الجذري والحقيقي في طهران وإنهاء دور ووجود هذا النظام الذي أرهق وقمع شعبه وأدخل بلدان المنطقة في خضم مشاکل وأزمات صار من الخعب جدا السيطرة عليها، وبطبيعة الحال فإن هذا التغيير لن يحدث إلا بدعم نضال الشعب الايراني والمقاومة الايرانية من أجل الحرية والديمقراطية من جانب دول المنطقة والعالم، وعاجلا أم آجلا سوف يفرض هذا المطلب نفسه على المنطقة والعالم، ذلك إنه الخيار الوحيد الذي يمکن أن يعالج هذه المشکلة من جذورها.