27 ديسمبر، 2024 5:54 م

المشهد العراقي وبقرة الهند المقدسة

المشهد العراقي وبقرة الهند المقدسة

المسلمون في الهند أقلية كما نعلم إلا أنها لم تأخذ حجمها الطبيعي الذي تستحقه بل اقل من ذلك لأسباب عدة منها أنهم في مرحلة ما انشغلوا بالصراع فيما بينهم، والجميع يعلم أن الشعوب عندما تضيع فترة زمنية في صراع لا يخدمها بل يخدم الأجنبي او يخدم بعض الرموز فضلاً عن كون هذا الصراع مرسوماً لتلك الشعوب فإنه لن يكون من السهولة بمكان تعويض تلك المدة الزمنية.
في أيام التخلف في الهند كانت هناك حالة من التفرقة بين السنة والشيعة خلقها الاستعمار البريطاني للهند  ،ولكونهم كذلك استفاد رؤوس منهم ليصبحوا مرجعيات لطوائفهم، وهذه المرجعيات كما نعلم لن يكون في صالحها مطلقاً الا ان يستمر الصراع بين الطائفيين حيث إن التوحد يعني إنهاء الدور السيادي لتلك المرجعيات ويعود الدين لله وتعود العلاقة المباشرة الرائعة بين الرب وعبده، وهذا ما يغضب المرجعيات الدينية والدليل على ذلك ان الكنيسة التي أجرمت بحق شعوب أوروبا أعدمت مخترع آلة الطباعة وأحرقته في ساحة عامة أمام الجماهير باعتباره اكتشف (الشيطان)..لماذا ؟! لأنه في الحقيقة أخترع آلة الطابعة مما سيؤدي الى نشر الكتاب المقدس ويصبح بإمكان الجماهير أن تقتنيه وبذلك يضعف دور الكنيسة حيث إنها الوحيدة التي تملك نسخاً من الكتاب المقدس وبذلك يكونون هم أصحاب الفتوى الوحيدون .
نعود الى الهند حيث كان الصراع المتخلف بين السنة والشيعة، والصراع المتخلف كما نعلم تكون وسائله متخلفة بالضرورة، ومن تلك الوسائل ان السنة كانوا يذبحون بقرة (مقدسة) في حي الشيعة  ،فيهيج السِّيخ وينزلون ضرباً وتنكيلاً بمحلة الشيعة فيرد الشيعة ليس ضد السيخ بل ضد السنة حيث يذبحون بقرة في محلة السنة فيهيج السيخ ويفعلون بالسنة كما فعلوا بالشيعة.
النتيجة كانت ان المسلمين لم يحققوا شيئاً من أهدافهم وظل دورهم هامشياً والذي حصلوا عليه من ذلك الصراع أنهم كانوا يخضعون لحملات تأديبية من لدن السيخ يجلبونها هم أنفسهم لأنفسهم، والدليل على دورهم الهامشي أن الضباط المسلمين في الهند كانوا يشكلون1/1000 من ضباط الجيش الهندي  .                                                                          هذا كان في زمن التخلف وليس في الألفية الثالثة، وبعد ان وعى المسلمون أنهم كلهم يصلون على محمد وعلى آل محمد وكلهم وعوا أنه لا يوجد سني واحد في العالم لا يقدس آل البيت وبذلك فهم وعوا البون الشاسع بين التشيع العربي وسلامته الفكرية الصافية وبين التشيع غير العربي وأهدافه المعروفة.
إذاً في الألفية الثالثة وبعد التوحد الذي عاشه المسلمون في العراق والعالم جاء الاحتلال الأمريكي ليجرب حظه في إعادة العمل بمبدأه القديم (فرق تسد) بعد ان زين له هذا المبدأ مَنْ في نفسه مرض ممن جاء معه، وحصل ما حصل، والذي حصل هو أبشع صراع بين طائفتين قادته الرؤوس من الطرفين وقاده من يريد ومن ركب الموجة فعلاً ليحصل على أصوات الشعب المسكين فالكل يصيح (سأدافع عنكم)، الى أن جاءت النتائج بأنه لم يتم ذبح البقر وتوزيعه على المناطق بل ذبح الإنسان الذي خلقه الله وأمر ملائكته بأن تسجد له، وتوزيعه على المناطق الشيعية والسنية … نعم حصل ذلك في العراق العظيم بلد الآلاف الثلاثة من العلماء .. لماذا؟؟ هذه قصة طويلة معروفة… أما كيف ..؟؟ فهكذا رواها لي بطلها
قال لي ببرود:  في العام 2005اختطفني من يرتدي الملابس المرقطة وأخذوني في سيارة بعد أن عصبوا عيني الى مكان مجهول وأنزلوني في سرداب بناية واستقبلني أحدهم وكان جندياً عندي قبل الاحتلال فرحب بي كثيراً إلا انه اخبرني بأنه لا يمكن ان يساعدني بإطلاق سراحي وأراني مجموعة من الجثث قائلاً بأن الجثث التي على اليمين للسنة والتي على اليسار للشيعة وأن بإمكاني أن ألون نفسي بالدم وأرتمي مع الجثث حيث أنهم يأتون يومياً بالساعة الرابعة فجراً ليرموا الجثث السنية في المناطق الشيعية ويرموا الجثث الشيعية في المناطق السنية (كما كان يحصل مع البقرة المقدسة أيام زمان) وحصل ما قاله فعلاً وتم إلقائي من السيارة مع بعض الجثث الشيعية في منطقة سنية، وبعد انصرافهم قمت من موتي المزيف كما يحيا بعض الناس حياة مزيفة هذه الايام، لأجد امرأة داخل بيت قريب مني فصرخت المراة ودخلت فطرقت الباب لان الجرس لا يرن لأسباب معروفة ففتح صاحب الدار شباك المطبخ وبعد التوسل قذف (صوندة) الماء من الشباك فاغتسلت في الحديقة وقذف لي (دشداشة) أرتديها وعدت الى أهلي لأحمل حقيبتي وأغادر بلدي الحبيب متمنياً له ولأهله الخلاص… فقد طغى الخطب حتى غاصت الركب.
قصة قديمة جديدة ذكرتني بها التفجيرات التي تطال مناطق يسكنها اهلنا الشيعة في بغداد واعتقد انه يحق لنا ان نسأل :
الا يشبه هذا العمل الاجرامي قصة بقرة الهند المقدسة؟؟
هل ان الغاية منه قتل الشيعة فقط؟؟
ام ان الغاية هي تحريض الشيعة على السنة؟ وعودة الحرب الاهلية وتدميرما تبقى من العراق؟؟

ام انه صراع غير شريف بين الطبقات السياسية؟؟
هل انه حصل بأجندة داخلية ام خارجية؟؟واذا كانت خارجية فمن هي ولماذا تريد تدمير العراق؟
هل ان الذين قاموا به سنة ام شيعة؟؟
إذا كان هذا حصل من قبل (داعش) فلماذا هذا الجهاد ( المقدس) ضد الآمنين العزل من شعب العراق المبتلى ؟ولماذا لم نسمع يوما ان (داعش) خدشت جنديا صهيونيا واحدا؟؟
اخيرا يمكننا فقط ان نجزم دون تحليل سياسي ان
من قام بالعمل مجرم
من فرح به سيندم
من موله نام على فراش وثير مطمئنا الى طائفيته وقبض مبلغا لا بأس به وأن المنفذ نحى نفس المنحى مع وعد بأن يتناول غذائه مع النبي (ص) لجهاده ضد الشيعة (الصفوين الكفار) وأن نبي الدين الذي دخلت فيه امرأة النار لأنها حبست قطة سيكافئه على قتله الابرياء
وأن عدم سن قانون تجريم الطائفية بموجب المادة السابعة من الدستور يعد جريمة مستعرة المدانين فيها هم التشريعية والتنفيذية والقضائية