23 ديسمبر، 2024 3:53 م

المشهد السياسي العربي من قبل ومن بعد !!

المشهد السياسي العربي من قبل ومن بعد !!

* اي بؤس يعيشه العرب بحيث باتوا يخافون التقسيم اذا انتهت الدكتاتوريات !!
* الوعود بالجنة لاتشبع جائعا ولاتوجد فرصة عمل لعاطل !!
سأقبل (تجاوزاً) فرضية بعض الكتاب القوميين التي تقول بأن ما يحدث في العالم العربي هو فوضى سيكون من نتائجها سيطرة الحركات الاسلامية على الحكم (بانت ملامحها في تونس والمغرب والمرحلة الاولى من الانتخابات المصرية)  ولكن لغرض مناقشتها (فقط) وليس للاقرار بأن ما يحصل هو فوضى فعلاً لان مايحصل هو نتيجة يجب ان نتدارس اسبابها بالتفصيل .
دعونا نعود الى العقود الخمسة الماضية التي مرت من تاريخ الدول العربية والتي هي تقريباً (ما سمي بمرحلة الحكم الوطني) بعد خروج الاستعمار البريطاني والفرنسي في هذه العقود  كانت حصة الاسد من السلطة (للتيارات القومية) المختلفة التي وصلت  السلطة عن طريق العسكر والانقلابات وحلت بديلاً عن بعض النماذج القطرية التي كانت تضم برلمانات تقليدية ، وباستثناء التجربة الناصرية التي وضعت مشروعاً مستقبلياً ركز على بناء تنمية في مصر ولكنها وقعت في خطأ قاتل هو (معاداة الديمقراطية) واهمال حقوق الانسان  واستخدام القمع ضد الخصوم السياسيين مما كشفها امام اعدائها بحيث تمكنت مرحلة حكم انور السادات رغم قصرها من الاجهاز على منجزات التنمية التي حققها العهد الناصري وهي منجزات يذكرها المنصفون من خصوم النظام وضحاياه من الاسلاميين واليساريين … تلك التجربة حملت فكراً قومياً وجد له اصداء في العالم العربي الذي كان يعاني من فقدان التنمية والتخلف الاقتصادي والسياسي، فاصبحت مصرهي المركز او المحور الذي تدور حوله الدول العربية ولكن التجربة الناصرية انكفأت عربياً بعد فشل تجربة الوحدة المصرية السورية بسبب التسلط وتغييب الحريات ايضاً ومن ثم حصلت هزيمة حزيران 1967 التي أدت الى تراجع الفكر الناصري وبينما كان عبدالناصر يعمل بمساعدة السوفيات لبناء قواته المسلحة طامحا بنصر يعيد للتجربة بريقها  توفي فجأة ،  على الجانب الآخر كان حزباً قومياً اخر  هو حزب البعث العربي الاشتراكي الذي تاسس نهاية الاربعينات يقفز الى السلطة عبر العسكر في سوريا والعراق  وبدلا من ان يدرس هذا الحزب اخطاء التجربة الناصرية ويتجاوز معاداتها للتعددية والديمقراطية ويعمل لاكمال مابدأته في مجالات التنمية بدأ بتثبيت اقدامه في السلطة بدموية مارسها ضد كل الاطراف المخالفة له في الرأي وفي مقدمتهم اتباع الفكر الناصري القومي  حلفاء الامس ومن بعدهم الشيوعيون والاسلاميون، وفيما بعد لجأ قادة البعث الى التصفيات الداخلية فقتل (الرفاق) بعضهم بعضاً تحت نفس الشعارات الرنانة (الوحدة والحرية والاشتراكية) قضى صلاح جديد ونورالدين الاتاسي ورفاقهما عقوداً من السنوات في السجون وبعضهم مات في سجون الاسد الأب قبل ان يقدم حتى لمحاكمة شكلية ،  بينما صفى صدام حسين رفاقه بحجة (التآمر) فأعدم عدد من قادة الحزب التاريخيين في العراق وكل ذلك تم بهدف تدمير البنية التنظيمية للحزبين لتحويلهما فيما بعد الى قوى تقودها العشيرة والحلقات الانتهازية المرتبطة بها ، واستنسخ (البعثان) في العراق وسوريا تجربة الجبهات الوطنية الشكلية من هنغاريا وبلغاريا صدام حسين لم يتحمل تلك التجربة الشكلية فاجهز عليها مبكرا اما حافظ الاسد فحافظ عليها وظلت جبهة عديمة اللون والرائحة والطعم لاعمل لها سوى (التاييد) و(الشجب) حسب مايريده النظام فدجنت اليسار التقليدي الذي فقد مصداقيته امام الشارع وعلى مدى سنوات حكمهما تفرغ كل جناح للصراع مع الجناح الآخر حيث تبادل الطرفان اللذان يرفعان شعارا واحدا (أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة) التفجيرات والاغتيالات والاختطاف ووصل الامر لأن يتبنى كل بلد منهما معارضة البلد الآخر حتى ولو كانت تلك المعارضات تصطدم ايديولوجيا بفكرها مع فكر البعث.
اكثر من ثلاثة عقود حكم البعث العراق بالحديد والنار والتهميش والتبعيث الذي شمل كل جوانب الحياة فدفع بسياساته الهوجاء العراق الى كارثة الاحتلال وماتلاها من الاجهاز على كل ماتحقق من تنمية في البلاد رافقه تدمير منظم للنسيج الاجتماعي العراقي بالطائفية والمحاصصة ، ومارس البعث السوري ذات الممارسات من احتكار السلطة وتهميش الاخرين  فاجهزا معا على الفكر القومي الذي ارسى اسسه عبدالناصر وسط حملات تاليه من النخب القومية الغارقة في الشعارات ، واذا كان بعث العراق قد اشتهر بمجازر قصر النهاية والحملات العسكرية على ابناء شعبه من من مختلف الطوائف والاعراق فان نظام حافظ الاسد لم يكن اقل دمويةً مع اهالي مدينة حماه الذين يتذكرون اليوم وهم يرفعون شعار اسقاط النظام مافعله الاسد الاب بهم وهم يتلقون من الاسد الابن ضربات لا تقل همجيةً عن ضربات الاب وظل النظامان العراقي الذي  اسقطه الاحتلال الامريكي بحجة بناء الديمقراطية ولكنه بدلا من ذلك اعاد انتاج التخلف بابشع صوره بحيث حلت القبيلة والطائفة بدل الدولة بعد 2003 وانتهى اليسار العراقي التقليدي الى هامش سياسي لايقدم ولايؤخر بعد ان ارتكب خطأه القاتل بالمشاركة في مجلس الحكم و السوري الذي يذبح شعبه في الشوارع اليوم يتاجران بفلسطين والقضية الفلسطينية رغم ان التاريخ سيسجل لهما انهما الاكثر اضراراً بهذه القضية بسبب الانشقاقات التي احدثها كل منهما على ساحة النضال الوطني الفلسطيني. ولعل من اكبر المساخر في تاريخ حكم الحزبين ان البعث العراقي فتح ذراعية لحركة الاخوان المسلمين السورية في وقت كان قد هجر وذبح رموزها العراقيين ومن ابرزهم الشيخ عبدالعزيز البدري، في حين فتح البعث السوري ذراعيه للاحزاب الشيعية العراقية التي لايربط بين فكرها وفكره  اي رابط  وللحركات الكردية العراقية وهو النظام الذي لم يعترف عبر تاريخيه بابسط الحقوق القومية للكرد.
على الجانب الآخر ظلت الانظمة الملكية في المنطقة مرتبطة بالسياسة الامريكية وعجز اكبرها النظام السعودي عن تلبية متطلبات شعبه في الحريات والتنمية ومازال وحتى هذا اليوم يهمش قطاعات من الفقراء والمحتاجين بينما يتقاسم عدة الاف من الامراء من الاسرة الحاكمة المال والسطوة والنفوذ وهناك بعض الانظمة حاولت السماح بهامش من الحريات السياسية والاعلامية دون ان تحقق لبلدانها شيئا من التنمية فتعمقت الفوارق الاجتماعية فيها وازداد حجم البطالة والفقر.
اليمن كان يمنين يتصارعان في تلك المرحلة في الشمال نظام قبلي مرتبط بالسعودية وسياساتها وفي الجنوب ماركسيون حاولوا حرق المراحل التاريخية فاحترقوا بنار الصراعات القبلية التي تحمل رايات ماركسية واجهضوا بصراعهم ما بنوه من تنمية بسيطة بدعم من المعسكر الاشتراكي الذي اضطرهم سقوطه لكي يقبلوا بالوحدة بشروط القبيلة وليس بشروط الوطن والدولة العصرية  لتحمل تلك الوحدة بذرة صراعات مازلنا لا نعرف نهايتها.
في الجزء العربي من الشمال الافريقي كان الوضع يختلف بعض الشئ من الزاوية الحزبية ففي تونس (شاخت البورقيبية) فأطاح بها سلمياً زين العابدين بن علي ليبني نظاماً عائلياً فاسداً تحيطه حريات شكلية فحرم البلاد من التنمية الاجتماعية والاقتصادية ، وفي المغرب ظلت الملكية أسيرة قصورها واجهضت كل محاولات الانقلابات العسكرية عليها وقد يكون من حسن حظ المغاربة انهم ضلوا يتمتعون بهامش من الحريات السياسية وظل دولاب الدم بعيدا عن ارضهم الى حد ما رغم التصفيات الفردية التي طالت العديد من المعارضين للملكية  وظلت التركيبة المجتمعية المغربية تعاني من بون شاسع بين الطبقات ، اما الجزائر فقد عاشت مآساة مصادرة نتائج الانتخابات التي اوصلت الجبهة الاسلامية الى الاغلبية ودار الدولاب الدموي الذي ذهب ضحيته الالاف وكان العسكر خلف اغلب الحوادث كما أشارت المذكرات التي نشرت للعديد من الرموز في الجزائرفي وقت كان الفساد والبيروقراطية ينخران حزب السلطة (جبهة التحرير الوطني) التي مازالت هي واجهة الحكم ، ولم تشذ موريتانيا عن القاعدة العامة فقد انهكتها الانقلابات والتجارب السياسية القاصرة وهي البلد الفقير الذي يعيش على حلم التنمية.
في ليبيا ظل القذافي يتعامل بمزاجه في السياسة الداخلية والخارجية بعد ان دمر مؤسسات البلد السياسية والاقتصادية وهوينفق المليارات في صراعات (لا ناقة لليبيا فيها ولاجمل) فأفقد شعبه فرصة التنمية وحوله الى شعب من المهاجرين الى العالم من بلد كان العرب يهاجرون اليه لتحسين اوضاعهم المالية، ورغم كل تلك السياسات ظلت اوساط واسعة من النخب القومية تؤلهه وتقف معه في جنونه
الصومال انتهى الى صومالات تحكمها قبائل مسلحة متصارعة بعد سقوط سياد بري ودويلات لا علاقة لها اليوم بأي مشروع مستقبلي.. والسودان خاض تجارب فاشلة في ظل حكم الجبهة الاسلامية التي اوصلها العسكر للسلطة ثم انقض على رموزها بعد ان ذاق حلاوة السلطة !! ثم اوصل البشير السودان لأن يصبح سودانيين بسبب شعارات فارغة وسياسات حمقاء انكرت الحقوق المشروعة للجنوبيين ولا احد يدري الى اين تسير الاوضاع.
تبقى مصر التي كانت هي قلب الامة ايام عبدالناصر وكانت الاطراف تتأثر بها ، حين قتل السادات الذي عزل مصر عربياً بعد  اتفاقية كامب ديفيد جاء نائبه الذي حول مصر من بلد (مؤثر) الى بلد (متأثر) حتى ان المصريين يصفون حكمه بسخرية  قائلين عبدالناصر بنى السد العالي والصناعة والسادات قاد معركة العبور اما مبارك فقد باع الصناعة لأحمد عز ونتائج العبور لجماعة تزاوج المال والسلطة ! انتهت التنمية في مصر الى جيوب عدد من المقربين للسلطة فأزداد الفقراء فقراً وانكفأت مصر على نفسها وانتهى دورها العربي واصبحت تتاثر بما يريدها من فكرٍ متخلف من الخليج الذي رحل له ملايين المصريين طلباً للرزق.
تلك هي صورة سريعة لما كان عليه الواقع العربي قبل الانتفاضة التونسية  حيث انعكس ذلك الواقع على حياة الشعوب فاصابها باليأس من تجارب الحكم في العراق وسوريا ومن الحكام الآخرين الذين تلونوا في اكثر من اتجاه ولكنهم كانوا جميعاً متفقين على المتاجرة بالقضية الفلسطينية.
وجاءت انتفاضة تونس لتعلن نهاية عصر وبداية عصر جديد ، عصر تصنعه الجماهير في الشارع و بالتاكيد فأن المراحل التاريخية السابقة ترتكت آثارها على تركيبة الجماهير المشاركة في  الانتفاضة التي قادتها قوى شابة مهمشة تشكو من الفقر والبطالة بعد ان دجنت الانظمة العربية القوى الحزبية القومية واليسارية او اغلبها على الاصح فاصبحت جزءا من تلك الانظمة الفاسدة ، هرب بن علي من تونس وثارشباب مصربوجه نظام مبارك فانسحب الاخير بعد ان اغرق الشارع بالدم تاركاً ورائه مجلسا عسكريا نستطيع ان نقول عنه اذا ما اعتمدنا حسن النية انه ما زال (يتخبط)  وهاهي الانتخابات في مرحلتها الاولى  تمنح الاحزاب الاسلامية فوزا واضحا وسط ذهول بعض الاوساط الليبرالية .
القذافي سقط بضربة الناتو بعد ان باشر باحراق مدنه تحت شعار (انا أو الخراب) والمشهد الليبي مازال محتدماً رغم انتصار الثوار ومقتل القذافي وابرز رموز نظامه ولكن وكما يبدو فأن التاثيرات القبلية لاتريد مغادرة المشهد السياسي في هذا البلد الذي عانى من سلطة غبية اضاعت ثرواته وانهكت نسيجه الاجتماعي.
في اليمن مشهد الشارع يختلف عنه في مصر فعلي صالح متشبث بكرسي الحكم وقع مؤخراً على اتفاقية لنقل السلطة ولكن الامور ما زالت ضبابية وسط تاثيرات اقليمة هائلة فالسعودية تدفع للقوى السلفية وايران تدفع للحوثيين ومستقبل اليمن ليس واضحاً وقد يتجه للفدرالية أو حتى للتقسيم!
في البحرين تحاول الملكية انقاذ نفسها ولا ندري الى اي مدى ستستطيع تلبية احتياجات المهمشين ومنع الخارج من التلاعب بمشاعرهم وايقاف التدخلات الخارجية ايا كان مصدرها.
اما في سوريا التي مازال البعض مصرا على انها (تتعرض) لمؤآمرات غربية وكأن النظام فيها لم يكن اصلا حليف للغرب وانه استمر بسياساته الخارجية بتوافقات غربية وسعودية لسنوات طويلة  لعب فيها الاسد الاب ادوارا تخريبية في لبنان وعلى الساحة العربية ، الاسد الابن لايريد ان يعترف بأن عهده انتهى ككل عهود الدكتاتوريات فيصر مدعوما باجهزته القمعية التي ورثها عن ابيه على اغراق بلاده بالدم بل ويبشر عبر اعوانه ومريديه (بالحرب) الاهلية والتقسيم اذا ماسقط نظامه الغارق بالفساد  …
هذا هو المشهد العربي هناك مشروعين يتجاذبان الصراع فيه و الاثنان مشروعان متخلفان هدفهما تكريس التخلف الاول المشروع الايراني الثيوقراطي الذي يوظف المذهب لايجاد امتدادات جغرافية وسياسية لصالح مشروعه القومي الفارسي ويتاجر بالقضية الفلسطينية ليل نهار وهو مشروع فشل في توفير الحدود الدنيا من الحريات  للقوميات غير الفارسية في بلاده وركز انفاقه على التسليح لحماية ( نظام الايات) الذي اوصل الشعوب الايرانية الى حد الترحم على عهد الشاه وطغيانه  (مؤخرا اعلن خامنة ئي انه يكتفي باعتقال معارضيه ولايقتلهم كما كان يفعل الخميني)  ، المشروع الاخر في طرفي الصراع هو المشروع السعودي الذي ارتبط بالسياسة الامريكية وهو الاخر مشروع متخلف ينفق المليارات في التسليح للدفاع عن نظامه ويتجاوز حاجات المهمشين من ابناء شعبه ويصادر ابسط الحريات وهو نظام سينتهي حتما اذا لم يصالح شعبه ، ، والعرب اليوم في دول الاطراف يدفعون الثمن وايران والسعودية تضخان الاموال في لعبة الصراع … رغم كل ماجرى ويجري لايريد القوميون بكل احزابهم وحركاتهم ان يعترفوا انهم اضاعوا الوطن بسبب اهمالهم لقضية الديمقراطية وحقوق الانسان و دعمهم للدكتاتوريات وتاليههم لرموز حولت السلطة الى مزارع عائلية ولااحد يريد ان يتعلم من دروس الماضي وبينما العالم يسعى لامتلاك ناصية العلم والتقدم والتنمية في القرن الجديد مازال البعض من الكتاب يبشرنا بكتاباته (اما الدكتاتورية واما التقسيم ) فاي بؤس يعيشه العرب بحيث باتوا يخافون التقسيم اذا ماسقطت الدكتاتورية ، اي بؤس لامة معاصرة لايوحدها الا الدكتاتور .
اليوم وبعد فوز حركة النهضة الاسلامية في تونس و( العدالة والتنمية)  الاسلامي في المغرب واتجاههما لبناء تحالفات مع قوى مدنية وظهور النتئج الاولية للانتخابات المصرية نجد انفسنا امام واقع عربي جديد يجب ان نتعامل معه لاأن يستفزنا تشكله فنواجهه بمنطق يتعارض مع رغبة الشعوب التي صوتت له ومنحته ثقتها … التوانسة اختاروا عبر صناديق الاقتراع ويجب على الجميع احترام رغباتهم والمغاربة اختاروا ايضا ويجب احترام اختيارهم…..
يجب على  احزاب وحركات اليسار العربي  التي جاءت مشاركاتها في الانتفاضات العربية هامشية وغير مؤثرة ان تقيم مسيرتها السابقة تقييما نقديا صريحا بدلا من الاستمرار في التعكز على التاريخ  والبكاء على اطلال الماضي ، وأن تعيد النظر بخطابها السياسي وتتخلى عن الخطاب النخبوي الذي ابعدها عن الشارع .
  اما الحركات الاسلامية التي فازت او التي على طريق الفوز عبر صناديق الاقتراع فيجب ان تجدد نفسها بعيدا عن الشعارات التاريخية المستهلكة يجب ان تعمل من اجل المستقبل وان تستلهم من القرآن الكريم (لاأكراه في الدين) وان تضع نصب اعينها ان الجماهير التي منحتها الفوز عبر صناديق الاقتراع تنتظر منها الكثير فالوعود بالجنة لاتشبع جائعا ولاتوجد فرصة عمل لعاطل.
والاوطان تبنى بمواطنيها وليس بالشعارات يجب العودة الى المبدأ الذي بنيت على اساسه الامم الناجحة والمتقدمة ..الدين لله والوطن للجميع…
تذكروا جيدا ان الفاروق عمربن الخطاب لم يسمي نفسه عمر العادل وانما سماه من ارخوا لمرحلته ودرسوا منجزه في السلطة ، وان امام المتقين علي بن ابي طالب لم يقل انه يمتلك وحده الحقيقة وانه حاور اشد خصومه من الخوارج ولم يكفر احدا او يخرج احدا من الملة .
تذكروا ان عمر بن العزيز لم يقل عن نفسه انه الخليفة الراشد السادس وانما قال عنه المؤرخين ذلك بعد بنى دولة المواطن دولة الرعاية الاجتماعية والعدالة في مرحلة تحكمت فيها الوراثة وتسابق الخلفاء على بناء القصور واكتناز الاموال .
هؤلاء قدموا صورا مشرقة للاسلام العادل ….المحاور البعيد عن التطرف فلا تشوهوا صورة الاسلام بالشعارات كما شوه الحكام العرب على مدى عقود شعار الوحدة وجعلوا الجماهير تنفر منها .