(( إعرف الحقَّ ، تعرف أهله ))
علي بن أبي طالب
قوة السياسي المتورط
ولكن ثمة سؤال يتقدم بقوة الى هذه المثاقفة السياسية وهو : ما هي عناصر القوة عند هذا المتورط السياسي والسر الكامن في قدرته على التشبث بالعملية السياسية ؟ رغم اللفظ او الرفض الديني او الاخلاقي او الوطني او الشعبي او حتى القانوني ـ احيانا ـ له ؟ ما الذي يحصنه من كل هذا الحقائق الضخمة التي تستطيع ان تقلع جبلا من الباطل بقوتها .. ؟
الجواب يأتينا من أعماق السؤال نفسه .. ! وياتي الجواب ببساطته ان هذا المتورط يتحصن او يتخندق بهذه القوى نفسها التي تريد قلعه واجتثاثه .. فهو شعبي جاء عن طريق انتخاب الشعب له ، ووطني لانه يتصدى لسياسة وطن ، وديني اذا كان قادما من جهة دينية حتى لو خذلها ، وقانوني لأنه هو ممن يتحكمون بالقانون .. واذا شئت فقل دستوري لأنه ممن شارك في وضع الدستور او هو المتحصن بالثغرات المدسوسة في هذا الدستور .. ثم انه جاس الطريق الانتخابي او الديمقراطي وداسه وعرف مكامنه و كوّن شبكة عنكبوتية من العلاقات ( الديمقراطية ) ـ واذا شئت فارفع القوسين ـ مع قوى سياسية وادارية ومالية داخلية او خارجية فهو تقوّى وقوّى وصار رقما في معادلة سياسية او ادارية او دولية لا يمكن طرحه بسهولة كما انه تحصن بصفته المسؤولياتيه وما كسبه من قدرات مالية التي يمكن من خلالها ان يشق عصا الطاعة الحزبية اذا شاء وان يخرج من اي عباءة جاءت به في حال انتفضت عليه وحاولت عزله .. ولكن بقيت امامه محكمة الشعب الانتخابية لذلك فهو يبحث عن الفراغات التي يحاول ان يبقى من خلالها في مكانه ..تلك الفراغات التي تكلمنا عنها سابقا .. فراغات الصراع بين الخير والشر فراغات المتورط سياسيا والمتورط به الذي جاء به الى منطقة قوته ونفوذه ..
انه صراع التصحيح في طريق ديمقراطي وعر بين قوتين قد تبدوان غير متكافئتين ولكن ثمة لحظة خلاص ديمقراطية انتخاببة قادمة تجعل المتورط سياسيا يصطدم بقوة بجدار الديمقراطية العتيد ..
اذن فالامر يكمن عند صانع القرار الانتخابي ـ الشارع العراقي ـ وليس بالمصنوع صانع القرار الاداري وان كان المصنوع قد تحكم بالصانع فالقرار الاداري عمره اربع سنوات دهرية اما القرار الانتخابي فعمره لحظة ، ولكنها دهرية ايضا ..!
ثابت الكفاءات
ولنقف عند ثابت الكفاءات أيضا فهو من الثوابت المغرية والمرممة للمشهد السياسي المتصدع ، كما يمكن ان يمثل خشبة نجاة وسط الامواج التي وجد المتورط سياسيا نفسه فيها ..
والكفاءة التي نقصدها هنا هي في مجالات الحياة المتنوعة التي يمكن ان تصب في خدمة الوطن والمواطن عندما تجد لها فرصة سانحة في ظل عملية سياسية هي احوج ما تكون الى الكفاءة ..
لقد كانت تجربة القائمة المنفردة في الانتخابات السابقة فرصة لكي يطرح الكفوء نفسه من خلالها ، مثلما كانت فرصة لفضح غير الكفاءات التي اندست تحت عباءة القائمة الجماعية في الانتخابات التي سبقتها فصار اعضاء في مجلس النواب لم ير احد وجوههم طيلة مدتهم الانتخابية ولم يسمع لهم صوت على منصة المجلس النيابي ولكنهم يتمتعون بكل صلاحيات الشخصية المؤثرة في صناعة القرار فحسبه انه يمثل صوت ديمقراطي تقف عليه قرارات مصيرية احيانا ، فغير الكفوء هذا جاءت به فوضى سياسية ولكنه ساهم بقوة في صناعة مشهد سياسي عراقي غير كفوء .. هنا يكمن سؤال سياسي جوابه امني وهو اين كانت الكفاءات في نقطة الانطلاق الديمقراطية وما بعدها ؟؟ سيقول لك الكفوء نفسه بانه غير محمي في عراء امني يجعل منه في افضل حالاته متفرجا على التل .. لم تكن المرحلة برأي كثير من السياسيين بحاجة الى كفاءات اكثر منها بحاجة الى اثبات موطئ قدم لهم في العملية السياسية ..
كان التأصيل والتأسيس للاسم السياسي هو الهدف الاسمى للتعريف بالهوية وكانت الكفاءة الاهم هي كفاءة اثبات الوجود السياسي في المشهد الجديد…