23 ديسمبر، 2024 6:09 ص

المشكلة بالشعوب وليس بالمراجع الدينية

المشكلة بالشعوب وليس بالمراجع الدينية

من هم الذين وصفهم الله تعالى سورة البقرة/171(صُمٌّۢ بُكْمٌ عُمْىٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُون))؟ قال الامام الرازي في تفسير سورة البقرة/171((صُمٌّۢ بُكْمٌ عُمْىٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ)). صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ زيادة في تبكيتهم وتقريعهم، أى: هم صم عن استماع دعوة الحق، بكم عن إجابة الداعي إليها، عمى عن آيات صدقها وصحتها، فهم لإعراضهم عن الهادي لهم إلى ما ينفعهم وينجيهم من العذاب صاروا بمنزلة من فقد حواسه، فأصبح لا يسمع ولا ينطق ولا يبصر وقوله: فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ وارد مورد النتيجة بعد البرهان، بجانب كونه توبيخا لهم، لأنهم بفقدهم أهم طرق الإدراك وهما السمع والبصر، وأهم وسيلة للثقافة وهي استطاع الحقائق من طريق المحاورة والتكلم، صاروا بعد كل ذلك بمنزلة من فقد عقله الاكتسابى، فأصبح لا يفقه شيئا لأن العقل الذي يكتسب به الإنسان المعارف والحقائق يستعين استعانة كبرى بهذه الحواس الثلاث”.

شاهد القضية
قالت أحدى الصديقات ان المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني تنطبق عليه الآية الكريمة في سورة البقرة المبينة في أعلاه، فقلت لها: لا أظن ذلك، بل أرى ان الآية الكريمة تنطبق على المقلدين والأتباع، فهؤلاء هم المخدرون بأفيون المراجع الدينية، واجزم ان هذا ما قصده كارل ماركس بمقولته الشهيرة (الدين افيون الشعوب)، لأن الدين عمره ما كان افيونا للناس، بل يضم مجموعة من القيم الأخلاقية المتفق عليها في كل الأديان والمذاهب السماوية وغير السماوية، قيم عليا ترتقي بالمجتمعات البشرية وليس العكس.اعطني خلة سيئة واحدة تضمنتها الأديان، بالتأكيد لا توجد، عمل الخير ومساعدة الناس والسخاء الوفاء بالعهد، والعدل والحكم بالتي هي أحسن، بل حتى النظافة أكدت عليها الأديان، هذا ما جاءت به الإديان.
الأديان لم تأمرنا بأن نكدح لنطعم المراجع الدينية، ليس من الدين أن تسحب اللقمة من فم أبنائك لتطعمها للمراجع وهم عاطلون بلا عمل ولا شغل، ما الذي يفعله المراجع اليوم، انظر الى المرجع السيستاني، هذا الرجل لم يخرج يوما ليلتقي بأتباعه، حتى قداسة البابا يطل من شرفته في الفاتيكان كل يوم أحد ويحي اتباعه، كيف مرجع اعلى وليست له خطبة مسموعة واحدة، بل كيف هو إمام ولم يؤم اتباعه في صلاة واحدة، كيف مرجع أعلى ولا يقدم الزكاة على ملياراته، كيف مرجع ولم يحج الى بيت الله ولو لمرة واحدى، فريضتان لا يطبقها المرجع الأعلى الحج والزكاة، اما الصلاة والصوم فلا نعرف عنهما شيئا، هل يؤديهما أم لا، وهذا ما يقال عن الخميني والخامنئي وبقية المراجع في النجف، بل كيف يكتنز الأموال، ويرسلها الى بلاد الكفر ويوظفها في بنوكها الربوية؟
العتب ليس على هؤلاء لأن النفس أمارة بالسوء، ولكن العتب على مقلديهم، الشعوب هي التي تفرعن الملوك والزعماء ورجال الدين عليهم، واجزم لو ان الشيعة لو قطعت الخمس عن رجال الدين سيتسولون في الشوارع، ويزاحمون المكدين في أرزاقهم. من الصعب ان نفهم كيف نترك مرجعنا الرئيس القرآن الكريم الذي وضح كل شيء لنا، وقد قال الباري عزٌ وجلٌ بأنه اكمل دينه، لذا الدين كامل، فلا حاجة لنا بمراجع لا خير منهم ولا فيهم، بل الضرر، كل الضرر جراء دس انوفهم في السياسة. انظر ما فعل المرشد الأعلى علي الخامنئي بايران التي كانت من الدول المتحضرة وكيف ارجع الشعب الإيراني الى زمن الكهوف؟
انظر الى المرجع الشيعي علي السيستاني وما فعلة بالعراق، عندما زكى للشعب العراقي أفسد رجال في تأريخ العراق، وساهم في التصويت على أوسخ دستور في العالم وليس في العراق فقط، وما زال رجال السيستاني يحكمون العراق اليوم، نفس الوجوه التي زكاها لنا بلا حياء من الله ولا حياء من الشعب. انظر الى لبنان (فينيسا الشرق) والى اين اوصلها ذيل الخامنئي حسن نصر الله، دولة فقيرة تعم بالديون، بل صاحبة أكبر مديونية في العالم على صغر حجمها وامكاناتها، تتفاقم فيها الأساخ ويتفشى الفقر والبطالة والفساد الحكومي، وتدني جميع الخدمات. هذه هي قيادة المراجع التي سلمت الشعوب الجاهلة زمام أمرها، وكانت النتيجة كارثة ما بعدها كارثة.
الشعوب التي ترضى بأن يستبيح المراجع اموالهم ونسائهم، ويفتخرون بذلك لا تستحق الحياة.
الشعوب التي لا تثور على الظالمين والفاسدين لا تستحق الحياة.
الشعوب المتقاعسة عن نيل حقوقها، التي تعيش في الذل والخنوع لا تستحق الحياة.
الشعوب التي تفرعن زعمائها، ترضى بحكم العملاء والخونة، لا تستحق الحياة.
الشعوب التي ترى ثرواتها تسرق ولا تحرك ساكنا، لا تستحق الحياة.
الشعوب التي لا تستذوق طعم الحرية، والتي تداس كرامتها بالمداس، لا تستحق الحياة.
الشعوب التي حالها حال الغنم، يقودها حمار، ويضبطه حركتها كلب، وتتربص بها الذئاب لا تستحق الحياة.
الشعوب التي لا تعرف ولن تعرف معنى الثورة، لا تستحق الحياة.