” شهيد المحراب كان زعيما للمعارضة بشقيها الإسلامي والعلماني” المفكر والسياسي العراقي حسن العلوي.
عندما نجري استقراءاً حقيقياً لخطابات شهيد المحراب, نَجِدُ أنها لا تدعم الإسلاميين فقط, بل كان تمثل توجهاً وطنياً شاملاً, لكل مكونات الشعب العراقي, أما التسمية لذلك المجلس بالإسلامي, فهو توجُهٌ عقائدي ومن ثوابته العدالة, والمساواة بين جميع أبناء المجتمع, وإحقاق الحق ونبذ الخلافات لمصلحة العراق.
كان للسيد الحكيم رؤية مستقبلية, واستشرافٌ للمراحل المستقبلية, من خلال قراءته للواقع العراقي, جَعَل منه صاحب مشروع, إن لم نقل مشاريع.. توضح معالم الدولة العراقية الجديدة, قبل سقوط الصنم, وكان يُنَظُر لمشاركة, كل أطياف الشعب العراقي, في بناء الدولة, دون أي تعصب للدين أو المذهب, أو القومية والعرقية.
نبذ الصراعات من أساسيات العمل, فمن يتصدى لقيادة شعب, وينادي بمشروع بناء دولة, يجب أن لا يكون محتكراً للسلطة, ليكون دكتاتورا جديداً, بل من واجبه أن يكون, متحلياً بنكران الذات, ثابتاً في نبذ الأنانية الحزبية والشخصية.. قوي الحضور بكل ما يعتقد به, واضحاً في رؤيته الوطنية, مع الحفاظ بالتعامل الإنساني, مع كل الأنظمة المحيطة به, إضافة للعلاقات الدولية, بما يحفظ حقوق الوطن وسيادته.
عند استذكار يوم استشهاد, السيد محمد باقر الحكيم, بالأول من شهر رجب لهذا العام, يذكرنا خطاب السيد عمار الحكيم, زعيم تيار الحكمة الوطني, بنهج عَمِهِ السيد الشهيد المحراب, حيث قال” إن إحياءَ ذكرى شهيد المحراب الخالد.. ليست مجرد إحياءٍ لحادثة عابرة,بل هي مناسبة نحييها, لنؤكد مواقفنا الوطنية الراسخة تجاه بلدنا وشعبنا,ونقف عبرها عند التحديات والفرص التي تتطلب منا وقفةً مسؤولية وحكيمة,ونراجع من خلالها, مساراتنا الجماهيرية والتنظيمية الممتدة” من خلال هذه الكلمات, نستنبط أن السيد عمار الحكيم, لم يحد عن مبدأ شهيد المحراب.
قال حسن العلوي ” شهيد المحراب هو مؤسس, الدولة الاجتماعية, التي تحترم جميع الأديان” وقد طبق السيد عمار الحكيم, ذلك على الواقع, بتواصله مع كل الأديان, بحضور مناسباتهم ودعوتهم, لكل المناسبات الوطنية العراقية, والتداول في أمور الدولة والمجتمع, كما تناول السيد عمار, مصطلح الأمة العراقية, عندما قال في خطابه” قد آن الأوان لقيام الأمة العراقية, التي تَحتَرِمُ الانتماءات الفرعية, ولكنها لا تقف عند حدودها.”
لم يغب الجانب الاقتصادي, من مشروع الحكيم المستقبلي, واعتماد الحكومات المتتالية على النفط, في الموازنة العامة, وبهذا الصدد قال” لقد حذرنا منذ سنوات, بأن السياسات الاقتصاديةَ الريعية, التي تهمل قطاعاتِ الزراعة والصناعة والاستثمار, وتُهمل دعم القطاع الخاص ستقود البلاد إلى أزمات وانسداداتٍ تؤثّرُ على حياة المواطن ومعيشته ومصالح البلاد والعباد.”
هل يعي الشعب وساسة العراق, خطورة ما يمر به العراق, ويترك الصراعات والتجاذبات, والمصالح الحزبية والفئوية الرخيصة, والجيوش الالكترونية, التي لا تجلب للعراق, سوى الخلافات والدماء؟