23 ديسمبر، 2024 6:10 ص

المشروع العربي السني .. خنجر في الخاصرة الشـــيعية المبتذلة

المشروع العربي السني .. خنجر في الخاصرة الشـــيعية المبتذلة

هبت قنوات اللطم الشيعية وتوابعها مواقع الاسهال الطائفي وشبكات الارتزاق الاخبارية مرة واحدة وهي تصب جام لؤمها على الامين العام للمشروع العربي الشيخ خميس الخنجر عقب اصداره بيانا دعا فيه الى ضرورة بلورة رؤية سنية عربية موحدة ورسم خارطة طريق لمستقبل الملايين من السنة العرب في العراق وهم يتعرضون منذ احتلال بلدهم في نيسان 2003 الى سلسلة لا تتوقف من الموت الجماعي والمجازر الوحشية والانتهاكات المنظمة ويواجهون شتى صنوف الاضطهاد والقمع والتهميش والاقصاء والتهجير بلا ذنب اقترفوه او جرم ارتكبوه باستثناء تمسكهم بعراقهم وعروبتهم ودينهم الحنيف ودفاعهم عن مصالحهم الوطنية والقومية في مواجهة سياسات التشييع الصفوي التي تقودها ايران وعملائها المحليين لفصم العراق عن حاضنته العربية وتحويله الى ضيعة ايرانية تتبع وليهم الفقيه علي خامنئي وتخضع لسلطة مليشياته (حرس خميني) وفروعها في العراق التي تتخذ اسماء بدر والعصائب وسرايا الخراساني ولواء علي الاكبر وكتائب الحسين وافواج العباس وكتائب حزب الله وجند زينب الى آخر القائمة من الاسماء والمسميات المنضوية تحت مظلة الحشد الشيعي التي يقوده الجنرال الايراني قاسم سليماني الحاكم بأمره في العراق كما تؤكد ذلك الوقائع والحقائق والمعطيات السياسية والعسكرية والامنية.

لقد كشفت هذه المليشيات السافلة عن وجهها الاجرامي السافر في قتل المدنيين والابرياء في محافظة ديالى وجرف الصخر بشمالي بابل وتكريت وسامراء والدور وآمرلي وسليمان بيك وما زالت تسلط على سيدة المدن الفلوجة الباسلة ومناطق حزام بغداد الصامدة وأحياء العاصمة السنية الصابرة كل انواع القصف القاتل والحرق المتعمد والتخريب الممنهج.

ولان بيان المشروع العربي رفض تواجد أي شكل من اشكال المليشيات الشيعية في المناطق والمحافظات السنية ودعوته الى انشاء قوات محلية في كل محافظة من ابنائها تتولى مسؤولية بسط الامن وفرض القانون وارساء الاستقرار والتصدي للارهاب، فان الطامعين ببغداد وديالى والانبار وصلاح الدين والموصل وشمال محافظتي بابل والكوت واقضية البصرة والناصرية والسماوة السنية وبادية العراق الغربية الساعين الى ضمها الى ولايتهم الايرانية، استشاطوا غضبا من لغة البيان الصريحة ولهجته الواضحة، فعمدوا الى توظيف قنوات الغدير لصاحبها الجلاد القاتل هادي العامري والعهد لمالكها المجرم قيس الخزعلي والاتجاه التابعة للسفارة الايرانية في بغداد وبقية القنوات والمواقع المرتبطة بوزارة الارشاد والتوجيه الايرانية لبث سمومها واحقادها وافتراءاتها على قيادة المشروع العربي وامينه العام الشيخ الخنجر ابتداء من مساء (الاحد) الماضي وعقب 24 ساعة من صدور البيان، مما دلل على حجم التأثير الذي احدثه البيان الذي يعبر عن اجماع الاغلبية الساحقة من السنة العرب في العراق ويعكس رغبتهم في تعزيز قدراتهم وحماية مناطقهم والحفاظ على هويتهم وترصين بيئاتهم ومحافظاتهم.

ولعلها من مهازل هذه القنوات وتوابعها من مواقع الرذيلة وشبكات الانحطاط، ان تزج باسم الشيخ الخنجر بما حدث في احدى الحسينيات بالكويت في لعبة مفضوحة الاغراض والغايات، فالكويت كما يراه قادة وانصار المشروع العربي السني في العراق، بلد عربي يشكل طرفا حيويا في منظومة مجلس التعاون الخليجي وجزء لا يتجزأ من امتنا العربية، وشعبها أهلنا وابناء عمومتنا وهم لنا ونحن لهم ونقف معهم ضد الارهاب الداعشي والشيعي على حد سواء.

ولان السياسيين والاعلاميين الشيعة الذين يديرون هذه القنوات والمواقع اغبياء وجهلة من جهة وعميان وعملاء فقدوا بصرهم وبصيرتهم من جهة ثانية، فانهم راحوا يتخبطون في تصريحاتهم وتقاريرهم دون ان ينتبهوا بعد ان اعماهم المال الايراني الملوث الى بيانات الحكومة الكويتية واجهزتها الحريصة على الامن الوطني والقومي في الكويت وهي تكشف خيوط وتفاصيل الحادث ومن نفذه وخطط له بشفافية ومهنية عاليتين، وليس كما يفعل أهل الـ(تقية) الانتهازية وارباب الباطنية الملائية في التلاعب بالالفاظ والتسويف والتزييف.

وعندما نقول ان شيعة طهران وقم لا يصلحون الا للطم وضرب الوجوه والصدور والظهور وشج الرؤوس بالقامات والسيوف ولا علاقة لهم ببناء الدول الناهضة وقيادة الحكومات الوطنية وخدمة الشعوب وتقدمها، فاننا ننطلق من تجربتهم في العراق منذ احتلاله الى الآن، واحسبوا المليارات التي سرقوها والمدن التي دمروها والمصانع والمزارع والطرق والمستشفيات والجامعات والمؤسسات التي خربوها، ولم يسلم حتى الشيعي البسيط الذي لا يقلدهم ولا ينتسب لمليشياتهم من شرورهم.

ابناء المتعة بضاعتهم الكذب والتزوير وسلعتهم الشذوذ والانحراف بكل انواعه، ونقولها بصراحة وبلا تردد ان العراقيين الاصلاء الذين بنى اجدادهم وآباؤهم العراق لبنة لبنة وشادوا دولته الحديثة في عشرينيات القرن الماضي بالتضحيات الجسام لن يظلوا بعد كل الذي جرى لهم مجرد متلقين للموت والاذى والتخريب من الوافدين من خارج الحدود والمستوطنين الغرباء والمستعرقين الذين لا انتماء لهم ولا ولاء للعراق، ولن يصدقوا بعد اليوم شعارات المصالحة والتعايش مع الآخرين الذين يقدمون المذهب على المواطنة والوطن، ولم يعد السنة العرب في حاجة الى خطابات الخداع والتضليل على غرار (هذا البلد ما نبيعه.. اخوان سنة وشيعه) فقد باعت مرجعيات الشيعة واحزابهم وقياداتهم البلد عشرات المرات وقبضت الثمن مقدما.

لقد صبر السنة العرب طويلا وشدوا على جروحهم براحات ايديهم في انتظار لفتة انسانية من القيادات والمرجعيات الشيعية التي استمرأت العدوان والظلم اللذين صارا منهجاً يومياً لها، وعلى هذا الاساس فان مؤتمر باريس المقبل سيبحث في كل الخيارات بما فيها المرة والاستثنائية والتي لم يتم التداول بها من قبل، لضمان مستقبل اهلنا وشعبنا ومناطقنا ومحافظاتنا والحفاظ على هويتنا السنية بقيمها الوطنية والقومية والدينية والانسانية التي يتهددها الخطر الشيعي الايراني وادواته المتمثلة بالمرجعيات الاجنبية والاحزاب والمليشيات الحقودة على العروبة والعرب والاسلام المحمدي النقي البعيد عن البدع والضلالات والتقديس والمعصوميات.

ونؤكد مرة اخرى بان مؤتمر باريس الذي لا يسع بالتأكيد جميع السنة العرب في العراق لاسباب معروفة وظروف قاهرة، سيكون الاقرب الى آمال وتطلعات اغلبيتهم العظمى سواء في الاهداف أو البحث عن حلول واقعية وعملية، ولن يلتفت الى اصوات (نشاز) اصحابها واقعون بين وهم المثالية في التفكير وتوقع الاحسن والافضل اللذين لن يأتيا ابدا، وبين الانتفاع من موائد الشيعة اللئام، وكلا الفئتين الواهمة والمنتفعة الحقتا اضرارا فادحة بالسنة العرب. 

نعم سيحضره مقاومون ومعارضون وناشطون سياسيون ومثقفون وعسكريون واكاديميون وعلماء دين وشيوخ عشائر ورجال اعمال ومسؤولون سابقون اجتهدوا وشاركوا في العملية السياسية واكتشفوا حقيقتها الخائبة بعد ان جربوها، فعادوا الى ســنيتهم يتمسكون بها ويعملون في ظلها، فالسنة العرب في هذه المرحلة بحاجة الى ان يتنازل بعضهم لبعض وطي صفحات المهاترات والاحتكاكات السابقة بينهم، لانهم يواجهون أعداء شرسين ينسون خلافاتهم وحتى صراعاتهم ويخلفون (تقيتهم) خلف ظهورهم ويتوحدون سريعا في جبهة واحدة ضد السنة العرب، اما اولئك الذين حسبوا انفسهم على السنة العرب وتعاملوا مع ايران وتعاونوا مع نوري المالكي وما زالوا على تعاملهم وتعاونهم الوسخين، فان مستقبلهم ومصيرهم يتحددان في ظل العدل القادم وقوانين الكيان السني المرتقب الذي لو كان بيدي لأسميته (الجمهورية العربية العراقية).