لم يكتفِ أئمة التيمية بتلك الدماء التي سفكت والبلاد التي خربت والأعراض التي انتهكت من قبل المغول بعد احتلالهم بغداد نتيجة الخيانة ومجالس الخمر والطرب والغناء التي كان يعيشها الخليفة العباسي المستعصم بالله , فجعلوا من تلك الإبادة وتلك الانتهاكات تأسيساً لمشروع طائفي أخطر وأشد على الإسلام من احتلال المغول لبغداد , وذلك من خلال رمي تهمة الخيانة والصاقها بوزير الخليفة المستعصم بالله الوزير الرافضي ابن العلقمي زوراً وبهتاناً وتعميم تلك المسؤولية والحكم على الشيعة كافة من أجل جعل المبرر والقبول الاجتماعي السني لقيادة الاجرام والإرهاب والقتل ضد الشيعة , وكما جاء في المورد السابع عشر من المحاضرة الثامنة والعشرين من بحث (وقفات مع ….توحيد التيمية الجسمي الأسطوري ) للمرجع المحقق الصرخي الحسني حيث قال:
المورد17: بغداد تسقط!!! والخلافة في بغداد قُلعتْ مِن جذورها!!! والخليفة وعياله ووزراؤه وقادة جيوشه وعيالاتُهم وجميع المسلمين وعوائلهم أسرى وسبايا بيد المغول!!! ولا نحتاج التذكير بواقع الحال والوصف الذي وصفه به ابن الأثير وابن كثير، وقد مرّ علينا، ومع كلّ تلك المآسي والمهالك والخراب والدمار والإبادات التي وقعتْ على الإسلام والمسلمين، فإنّنا نجد دواعش الفكر أئمّة المنهج التيميّ يظهرون نفاقًا اهتمامهم بالأمر مِن أجل تهيئة الأجواء والظروف والأفكار والنفوس لمشروع تكفيريّ قاتل سافك للدماء تحت عنوان الطائفيّة الشيطاني، فيختزلون القضيّة كلّها بابن العلقمي كذبًا وزورًا، وثمّ تعميم الحكم والمسؤوليّة على الشيعة، كي يكون للدواعش المبرِّر والقبول الاجتماعيّ السنيّ لقيادة الإجرام والإرهاب والقتل ضدّ الشيعة، واشغال المجتمع السنيّ والتغرير به تحت عنوان الطائفيّة والمذهبيّة، وتمرير مشروع التكفير القاتل الإرهابيّ في المجتمع السنيّ مِن دون أن يشعر به حتّى الوصول إلى استحكام المشروع، ثمّ الانقلاب على أهل السنّة أنفسهم، وتصفيتِهم بالمبررات نفسها في تصفيّة الشيعة!!! وهذا ما حصل فعلًا، والأيام التي نعيشها تشهد لهذا!!! ولو كان لهؤلاء الأئمّة المارقة ضمير وإنصاف وإنسانيّة ولو بحدّها الأدنى، ولو كان عندهم اهتمام لِمَا وقع على المسلمين، لتأثَّروا بالمواقف المخزية لأبناء العلاقُم المتصارعين على السلطة والجاه والأموال الذين شغلوا المسلمين بحروب داخليّة ضاعتْ فيها الأرواح والأموال والأخلاق!!! فلنطَّلع على موقف واحد كاشف عمّا جرى في ذلك الزمان يذكره ابن كثير نفسه، لكن أين العقل والضمير والإنصاف والإنسانيّة والأخلاق؟!!:
قال ابن كثير في نفس المصدر ونفس مورد الكلام (البداية والنهاية13): ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ سِتٍّ وَخَمْسِينَ وستَّمائة (656هـ):
}}وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ اقْتَتَلَ الْمِصْرِيُّونَ مَعَ صَاحِبِ الْكَرَكِ الْمَلِكِ المغيث عمر بن العادل الكبير، وكان في حبسه جَمَاعَةٌ مِنْ أُمَرَاءِ الْبَحْرِيَّةِ، مِنْهُمْ رُكْنُ الدِّينِ بِيبَرْس البند قداري، فَكَسَرَهُمُ الْمِصْرِيُّونَ وَنَهَبُوا مَا كَانَ مَعَهُمْ مِنَ الأثقال والأموال، وأسروا جماعة من رؤس الْأُمَرَاءِ فَقُتِلُوا صَبْرًا، وَعَادُوا إِلَى الْكَرَكِ فِي أسوأ حال وأشنعه، وَجَعَلُوا يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَيَعِيثُونَ فِي الْبِلَادِ، فأرسل الله الناصر صاحب دمشق فبعث جَيْشًا لِيَكُفَّهُمْ عَنْ ذَلِكَ، فَكَسَرَهُمُ الْبَحْرِيَّةُ وَاسْتَنْصَرُوا فَبَرَزَ إِلَيْهِمُ النَّاصِرُ بِنَفْسِهِ فَلَمْ يَلْتَفِتُوا إِلَيْهِ وَقَطَعُوا أَطْنَابَ خَيْمَتِهِ الَّتِي هُوَ فِيهَا بِإِشَارَةِ رُكْنِ الدِّينِ بِيبَرْسَ الْمَذْكُورِ، وَجَرَتْ حُرُوبٌ وَخُطُوبٌ يطول بسطها وبالله المستعان{{
المحاضرة الثامنة والعشرون من بحث (وقفات مع ….توحيد التيمية الجسمي الاسطوري)
https://www.youtube.com/watch?v=-cAD87twIF0