24 ديسمبر، 2024 11:46 م

المشروع الصهيوني.. تداعيات الشرق الأوسط الجديد

المشروع الصهيوني.. تداعيات الشرق الأوسط الجديد

يفرح بعض المروجين للمشروع الصهيوني لإعادة اعدادات رقعة شطرنج الشرق الأوسط الجديد بمتغيرات العنجهية الفجة لمساندة الكيان الصهيوني في عدوانه المتواصل على  جبهات قتالية.. لعل غزة وجنوب لننان أبرزها ثم الضفة الغربية وبعض مواقع محور المقاومة الإسلامية في سورية والعراق واليمن وصولا إلى عمق المحور في الأراضي الإيرانية.
لماذا هذا الفرح والسرور؟؟
هناك من يجد ان عالم متعدد الاقطاب قابل للظهور واثبات وقائع جديدة في تنافس اقتصادي وامني يلغي الانفراد الأمريكي بقيادة العالم الليبرالي واسقاط هيمنة الدولار على الاقتصاد الكلي الدولي.
في مقابل هدا الفرح والسرور هناك تبشير بالعصر النووي الإيراني مقابل بقاء العراق والكثير من الدول التي تدور في محور المقاومة الإسلامية وربما يضاف لها دول الخليج العربي.. بلا سيادة.. محرد دول تابعة تدير قرار الحرب والسلام فيها قيادات هذا المحور سواء كانت ضمن الهيكل الرسمي للدولة او حتى خارجه.. المطلوب فقط البقاء ضمن قرارات فيلق القدس الإيراني ما دام يقاتل الكيان الصهيوني.. فالوقوف على التل اليوم عند هؤلاء المبشرين بالعهد النووي الإيراني  انما يعني عدوانا ضد محور المقاومة الإسلامية في معركة وحدة الساحات ضد العدو الصهيوني.
 واقع الحال ان اي مراجعة بسيطة لمراكز البحوث والدراسات الأمريكية يمكن ملاحظة حقيقة غابت عن الكثيرين ممن يتشدقون بالعصر النووي الإيراني.. ان كلما حدث ويحدث ضمن المخطط الصهيوني للشرق الأوسط الجديد.
كيف ذلك؟؟
اولا.. ما زالت الولايات المتحدة الأمريكية قاعدة عمل الشركات متعددة الجنسيات.. الذي يمنح الدولار قوته.. فيما تدفع الإدارة الأمريكية استحقاق الدفاع عسكريا واقتصاديا عنه… والحروب أبرز أوجه تمويل اقتصاد الحرب صهيونيا!!!
ثانيا.. المشروع الصهيوني للشرق الأوسط الجديد انما يقوم على اعتبارات تنافس اقتصادي يضرب القاعدة الاقتصادية الروسية من خلال دفع نفط وغاز الخليج العربي ثم غاز ونفط شرق المتوسط نحو القارة الأوروبية… بما يجعل روسيا امام استحقاقات مالية للدول التي اتفقت معها على استثمار الغاز والنفط بهدف تصديره نحو القارة الأوروبية عبر خط نقل القرن منذ عهد برجنيف حتى اليوم.
هذه المفارقة الاقتصادية الاستراتيجية.. هي وليس غيرها ما يميز حرب اليوم .. بما يجعل الصهيونية العالمية تكشر عن انيابها العسكرية بدعم غير محدود للكيان الصهيوني وجعل وزيرة ألمانية تتحدث عن رفع الحماية عن المدنيين في حرب الكيان الصهيوني ضد غزة ولبنان واليمن وربما العراق وغيره.. فهو يقوم بالدور المرسوم له فحسب…
لماذا. لان الصهيونية العالمية وشركاتها متعددة الجنسيات تعمل على التوصل إلى مرحلة إطلاق مشروع أنبوب نفط البصرة نحو اشدود.. ونقل غاز ونفط المنطقة عبر الخط الجديد من الكيان الصهيوني إلى قبرص ومنها إلى اليونان فدول الاتحاد الأوروبي.. اليس اقتصاد الحرب.. افضل وسائل التمويل؟؟
السؤال الاخير والأصعب.. هل تستطيع إيران النووية قلب الطاولة على الصهيونية العالمية؟؟
هدف مشروع جدا بل مطلوب وكانت مصر والجزائر والعراق من الدول الساعية لذات الهدف خلال حقبة الحرب الباردة.. الا ان المضي بهذا الهدف انتهى عراقيا بالاحتلال الأمريكي.. ونذر الحرب الحرب الشاملة اليوم تطرق بابه من جديد.. ما بين استرضاء الغاء سيادة الدولة وفق نظام مفاسد المحاصصة والمكونات وكل حزب بما لديهم فرحون.. وتكون هناك فوضى تنتهي بسبطرة محور المقاومة الإسلامية بصيغة الأمر الواقع فحسب.
كلا الحالتين.. فيهما خسارة كبيرة للعراق.. يمكن أن تنتهي إلى أن يكون العراق مجرد جغرافية بلا تاريخ او سيادة دولة.. فهل هناك من انتبه لذلك طيلة عقدين مضت ام لا؟؟
لا اعتقد ان اي من قيادات الأحزاب السياسية بمفهومي البيعة والتقليد في نظام مفاسد المحاصصة والمكونات.. يدرك غير توظيف المال العام في مشاريع لجانهَم الاقتصادية…فهم ياكلون والشعب يتضرسون.. في معيشتهم اليومية… ويبقى من القول لله في خلقه شؤون!!