23 نوفمبر، 2024 7:41 ص
Search
Close this search box.

المشروع الخدمي في تركلان … ضرورة انسانية…

المشروع الخدمي في تركلان … ضرورة انسانية…

مقدمة الاخ الكاتب (اوزدمير هرمزلو)  لمقاله المعنون  (الارادة الموحدة في احداث قرية تركلان التركمانية) والمنشور على موقع الكتابات ، فيها نوع من الغرابة السياسية حين نوه ((بان الاعتقاد السائد يقول اذا قيادة الشعوب اذا رضخت الى القيل والقال والاشاعات المغرضة التي يروجها المجهولون فان هذه القيادات لا تستطيع الوقوف اما المؤامرات والمجريات المفاجئة والتي تطرا على الاحداث الساخنة…!!
ربما هذا الاعتقاد كان صحيحا الى فترة ما قبل ثورة الاتصالات والتكنلوجيا الحديثة ، الا انه تلاشى تماما امام هذه القفزة النوعية التي حولت العالم الى قرية صغيرة ، بحيث اصبح حتى بإمكان اهل القرى والارياف ان يقفوا على المعلومة بكل تفاصيلها ، خصوصا الاشاعات المغرضة ( التي يروجها المجهولون) …!!
لذا اعتقد ان هذه المقدمة لا تمت صلة بموضوعه ، والذي امتنع عن ذكر اسماء (قيادات الشعوب) و(نوعية الاشاعات المغرضة)لأسباب ربما يعتقدها بانها (دوخة راس) ، ومن ثم ربطها مباشرة بمسالة ((الاحداث في تركلان))  وهي قرية تتنوع مكوناتها بين الكورد والتركمان والعرب لكونها من القرى المحيطة بمدينة كركوك ، والذي تم اختيار جزء من اراضيها العائدة لأبنائها من قبل لجنة فنية وهندسية من وزارة البلديات كموقع لتنفيذ أضخم مشروع خدمي لتصفية مياه المجاري في مدينة كركوك التي تدر بفائدتها لأكثر من مليون مواطن كركوكي ، وتدفع عنهم شر الفيضانات المحتملة في الشتاء ، فضلا من كونها من المشاريع المدنية والحضارية العملاقة التي افتقرت لها كركوك لأسباب سياسية ابان  فترة النظام رغم كونها من المدن العراقية المهمة في الخارطة السياسية والاقتصادية للعراق التي تختبئ في بواطنها النعم والخيرات ، والتي اصبحت بموجبها الشريان النابض التي تنعش العراق بمواردها وثرواتها…..
ما اثاره الكاتب من الجدل في مقاله هو ربط تنفيذ  هذا المشروع بأجندات سياسية خاصة بالأحزاب   ، والذي اقوله بأسف يقصد بها الاحزاب الكوردية ، وان لم يسميها بالاسم وكما يقولون فان ( الحر يكفيه اشارة) والذي اعتقد انه أراد بكلماته البالغة (  326 ) كلمة ان يدس السم في العسل ، دون ان يدرك ان هذا المشروع ليس بمسالة سياسية وغير مرتبط اساسا بمصالح الاحزاب بما فيها  الكوردية ، وهو مشروع حكومي جرى الاتفاق عليه مع ادارة كركوك المتمثلة بشخص الدكتور نجم الدين كريم ، والذي بدوره لا ينظر الى المشروع كما ينظر اليه البعض ممن لا يملكون القدرة على التمييز ، فالرجل وان اختلفنا معه في بعض الشيء لكنه وبحسب معرفتنا به انه مطلع تماما على الخصوصية الكركوكية ، ولا يخرج من هذا الاطار ، ويعمل على اسس وضوابط رسمية ، وهو لم يخضع للأمور الحزبية التي لا علاقة لها بمهامه كمحافظ لمدينة كركوك ، والاهم من كل ذلك يدرك تمام الادراك ان المصلحة الوطنية لها اعتباراتها الخاصة ينبغي الخضوع لها وفق ميدا مصلحة الجميع فوق كل المصالح الشخصية  ، فتنفيذ هذا المشروع الحيوي في كركوك ليس بعملية استحواذ كما يسميها الكاتب (اوزدمير) بل هو استجابة حية لمنطق العقل الذي كان من المفترض بالكاتب ان لا يذهب باتجاه طرحه كمسالة سياسية  ، ويشخص الاسباب  ، ويطرح بديلا للموقع بعقلانية كاتب كركوكي يضع مصلحة مدينته فوق كل اعتبار لحل المشكلة  في وقت والتركمان هم بأمس الحاجة الى التقارب على اساس مصلحتهم القومية والوطنية التي تتأثر كل حين بسبب شدة الخلافات التي يعانيها الصف التركماني……
ولهذا نعتقد ان ما طرحه الاخ الكاتب هو هفوة سياسية غير تركمانية ولا تعبر عن وجهة النظر التركمانية ، والغاية منها هو الوقوف بوجه الحملة النهضوية للبناء والاعمار في المدينة ، وكنت اتمنى منه ان يكون اكثر جدية في طرحه بعيدا عن التهديد والوعيد ، خصوصا حين المح صراحة في نهاية المقال الى … (وفي حالة عدم رضوخ الجهات المعنية لمطالبنا المشروعة فان كافة الاساليب المتاحة (للشعوب))يجب اتباعها في الدفاع عن أراضينا …!!)…
يقول الفيلسوف والكاتب المسرحي الروماني ( سينكا)…رايك بنفسك أهم من راي الاخرين ….

أحدث المقالات

أحدث المقالات