23 ديسمبر، 2024 6:26 ص

المشروع الأيراني نحو معاهدة عدم اعتداء !

المشروع الأيراني نحو معاهدة عدم اعتداء !

ننوّه اولاً الى اختزالنا لعدد كلمات العنوان اعلاه كي لا نخالف تعليمات ” عِلم الإعلام ” اكاديمياً , رغم أنّ العنوان قد يبدو ناقصاً , حيث المقصود تحديداً < المقترح الأيراني لثلاثة دول خليجية ” الكويت , قطر , وسلطنة عمان ” لطرح او عقد اتفاقية بعدم الأعتداء وتتضمن تفاصيل عدّة تتضمن حتى الإعلام > . وقد التقى مساعد وزير الخارجية الأيراني وزراء خارجية الدول الثلاث مؤخرا وطرح فكرة توقيع معاهدة عدم اعتداء , ولم تتلقّ طهران ايّ ردٍ لغاية الآن , كما من المحال طرح هذا المقترح على الدول الخليجية الأخرى ” السعودية , الإمارات , والبحرين ” لأسبابٍ معروفة , بالرغم من اعلان الأيرانيين بترحيبهم أن تشمل المعاهدة المفترضة كلّ دول الخليج , وهم على ادراكٍ مطلق بأستحالة ذلك .

لا ريب أنّ المشروع – المقترح هو في صالح الأيرانيين 100 % 100 ومن الجانب المعنوي فقط , فبجانب أنه لم يتوضح فيه نوعية الإعتداء .! والإعتداء هذا له تفسيرات وانواع وصنوف عدة قد تبدأ من عدم التدخل الأمني في الشؤون الداخلية , وقد تنتهي الى عدم السماح لقوات امريكية في استخدام قواعدها الجوية سواءً في قاعدة ” العديد ” القطرية او القاعدة الجوية في الكويت , وحتى السفن الحربية الأمريكية في سواحل تلك البلدان او موانئها ومياهها الأقليمية . ثمّ لو افترضنا جدلاً حصول موافقة هذه الدول الخليجية الثلاث في قبول إبرام هذه الأتفاقية المفترضة , فهل بمقدور حكومات هذه الدول وأمرائها منع القاذفات والمقاتلات الأمريكية للإنطلاق وقصف أيٍّ من دول المنطقة حتى لو كانت دولة عربية .! , ويلفت النظر أنّ ” قطر ” التي تحتفظ بعلاقة خاصة مع طهران نكايةً وبالضد من المملكة العربية السعودية وكلا مملكة البحرين ودولة الإمارات , بأنها لمْ تعلن عن موافقتها للمشروع الأيراني , بينما اعتبرتها الخارجية الأيرانية بأنها لم تعلن رفضها لهذا المشروع , وذات الأمر ينطبق على الدولتين الخليجيتين الأخريين بصور مختلفة , حيث سبق للكويت أن اعلنت عن اكتشافها لخلايا تخريبية سريّة مدعومة من ايران والقت القبض عليها , بالأضافة الى العلاقة العضوية بين حكومة الكويت والولايات المتحدة , وكذلك سلطنة عمان التي لا تخطو خطوةً دونما ضوءٍ اخضر من بريطانيا , عدا ارتباطات والتزامات السلطنة وأمارة الكويت بمجلس التعاون الخليجي بدرجاتٍ متفاوتة , وخصوصا مع السعودية .

ويبدو أنّ حكومات هذه الدول الثلاث على ادراكٍ مطلق بأنّ الأزمة القائمة بين الأدارة الأمريكية وايران لا تزال في بدايتها , وانها لا تسمح بالإنجرار في تداعيات الإعلام والمشاريع الأحادية الجانب , كما يبدو جلياً أنّ قادة هذه الدول ينظرون عبر الزاوية الحسّاسة والستراتيجية القائمة على تصاعد نسبة انخفاض تصدير النفط الأيراني ومديات استمرار ذلك , ولربما ما قد يفرزه ذلك في قادم الشهور , فضلاً عن استحالة الوقوف بالضد من الموقف الأمريكي ولو بخطوات قصيرة او تكتيكية .

يترآى – فيما يترآى – أنّ المشروع او المقترح الأيراني قد وُلِد ميتاً وحتى قبل ولادته ! , كما من الطبيعي او شبه الطبيعي أن يسلك الأيرانيون كلّ السبل والطرق لحلحة الأزمة النفطية وتخفيفها , وما الحديث عن التصعيد العسكري – الإعلامي فلا قيمة له في جوهر الأزمة , ودون أن ننفي احتمالاتٍ مرشّحة قد تجري خلف الكواليس وبعيداً عن اضواء وسائل الإعلام وبضمنها الأمريكية .!