بحثت وسالت عن من اطلق تسمية المشروطة والمستبدة ، فالمشروطة جاءت بسبب طلب دعاة الدستور المشروط سميت مشروطة ولكن المستبدة كيف اطلق هذا النعت ؟ لا اساس له من المصادر بل انها تسمية عوام الناس وهي تسمية مجحفة بحق الراي الاخر للمشروطة .
سبق وان كتبت ان التنابز الذي يتداوله العوام لمقلدي الفقهاء المختلفين في راي ما ، هي من مختلقاتهم ولم تصدر عن الفقهاء اطلاقا ، نعم يختلف بعضهم مع البعض في بعض المسائل لكن التهجم بينهم لا يحصل اطلاقا ، وانا اطالع كتاب مذكرات الشيخ الاصفي ( 1358 ـ 1436هـ) لفت انتباهي هذه التسمية الرائعة وهي المشروطة والمشروعة .
نعم في الاصل كل الفقهاء متفقون على الحكم الاسلامي وتطبيق الشريعة الاسلامية ولكن الكيفية هنا الاختلاف فلكل فقيه راي وكما يقول المجتهدون الاتفاق على الكبرى وهي تطبيق الشريعة الاسلامية والاختلاف على الصغرى وهي الكيفية .
قرات قراءة في كتاب تنزية الامة وتنبيه الملة ان صاحب القراءة يقول عن المستبدة بانها حكم غير مسدد الهيا وهذا خطا فاحش لان الذين لا يؤيدون المشروطة بكيفيتها وليس بمطلبها هم السيد كاظم اليزدي ( 1247 ـ 1337هـ) والشيخ فضل الله النوري ( 1259ـ 1327هـ ) .
يقول الشيخ الاصفي :” حصل جفاء بحق السيد كاظم اليزدي لانه لم يكن ضد المشروطة بل كان يقول ما قاله الشيخ فضل الله النوري من ضرورة ان تكون المشروطة مشروعة ومطابقة للضوابط القرانية ويجب ان لا يكون النواب احرارا في تشريع القوانين ، حيث كان طلب اصحاب المشروطة هي تحديد صلاحيات الحاكم من خلال برلمان وتشريع دستور .
الف د . رشيد الخيون كتابا عن المشروطة والمستبدة وقد اخطا كثيرا في ترتيب واستنتاج بعض المعلومات التي تخص المجتهدين واظهرها وكانها حرب فيما بينهم وهنالك شقة وتباعد بينهم ، وقد كتبنا عنها في حينها مقالا بعنوان ” شطحات الخيون في المشروطة والمستبدة ” .
واليوم نشاهد ما يحدث في بلدنا بسبب المفاهيم الغربية التي تؤثر على الوضع العراقي يقابله التعامل السليم من قبل المرجعية في التعامل مع هذه المصطلحات لتسخيرها في خدمة العراق والعراقيين وفق الشريعة الاسلامية ، والمشكلة بمن يتعامل معها من قبل السياسيين .
بينما يرى الشيخ علي كنى ( ت 1306هـ) وهو من طلاب الشيخ الانصاري ” ان مصطلحات الحرية والديمقراطية خطرا كبيرا على الاسلام وهي خطر بحد ذاتها ” ، وواقعا ان كثير من ابناء الشعب العراقي يتداول كلمة الديمقراطية باستهزاء بل يعتبرونها السبب فيما وصل اليه العراق ، فالخطا بادوات التطبيق وليس بمفهوم الديمقراطية كما يرى البعض .
اعود الى المشروطة والمشروعة لاقول هنالك عناصر خبيثة تدخلت بين الطرفين لتاجيج الفتنة والفرقة وقد تمكنت من ذلك في بعض مراحلها مثلا حسن قطب زادة من التنويريين الذي كان يؤجج مشاعر اتباع المشروطة على الطرف الاخر ، وخفية يتصرف ضد المشروطة لانه اصلا لا يؤمن بالدين ورجاله حتى انه يتهم باغتيال الشيخ عبد الله المازندراني ( من دعاة المشروطة وهنالك داويديان كانتاكتسى ( ت تقريبا 1330 هـ) المعروف باسم بيبرم خان وهو ارمني كان احد قادة المشروطة وهو المتسبب باعدام الشيخ النوري ، ولكم ان تتخيلوا كيف كان الوضع في حينها .
للعلم ان من دعاة المشروطة الشيخ كاظم الخراساني والشيخ محمد حسين النائيني الغروي والسيد هبة الدين الشهرستاني .