لم يثر أي جدل بين اللغويين العرب حول وجود المشترك اللفظي في اللغة العربية، بل انعقد اجماعهم على وجوده.
ويعرف سيبويه المشترك اللفظي بقوله: ” اعلم أن كلامهم…اتفاق اللفظين واختلاف المعنيين. في حين يقول ابن فارس ” تحت عنوان باب أجناس الكلام في الاتفاق والافتراق يكون ذالك على وجوده..ومنه اتفاق اللفظ، واختلاف المعنى،كقولنا:عين الماء، وعين المال، وعين الركية، وعين الميزان.
وقد درس المشترك اللفظي في علوم القرآن الكريم تحت مصطلحي:(الوجوه والنظائر).وعرفه الزركشي بقوله:( فالوجوه:اللفظ المشترك الذي يستعمل في عدة معان كلفظ الأمة).
والنظائر:والألفاظ المتواطئة ،وقيل والنظائر في اللفظ، والوجوه في المعاني،وضعف هذا الرأي ؛ لأنه إذا اريد هذا،لكان الجمع في الألفاظ المشتركة. وهم يذكرون تلك الكتب، اللفظ الذي معناه واحد، في مواضع كثيرة، يجعلون الوجوه نوعا لأقسام، والنظائر نوعا اخر كالامثال.
وتكشف الوجوه والنظائر على الاحساس، بأن اللفظ الواحد في القرآن الكريم، ذو دلالات، تبعا لتعدد السياقات، واختلافها،
ومما لاشك فيه، أن للفظ الواحد معنى محددا، أو وجها محددا ، وأن باقي الوجوه، أوالمعاني دلالات فرعية.
ويشار في هذا المجال إلى أن العلماء قد الفوا مصنفات، تناولت هذه الظاهرة اللغوية في القرآن الكريم ، وفي مقدمتهم،مقاتل بن سليمان في كتابه(الأشباه والنظائر)، وابن قتيبة، عقد في كتابه (تأويل مشكل القران) بابا لهذه المادة، والدامغاني في كتابه(قاموس القرآن أو اصلاح الوجوه والنظائر في القرآن الكريم).