19 ديسمبر، 2024 12:41 ص

المشاريع الوطنية تحت رحمة التوافقات

المشاريع الوطنية تحت رحمة التوافقات

لعل من ابرز ملامح طبيعة الحكم في العراق الجديد – والتي فرضتها صيغة الشراكة الوطنية واسلوب المحاصصة – طغيان التنافس الفئوي الحزبي البحت على سلوك وتعامل الاطراف المشاركة في الحكم وادارة دفة الامورفي جميع مفاصل الدولة العراقية بنظامها الديمقراطي الجديد الى المستويات التي جعلت من المصالح الوطنية العليا والمطالب الجماهيرية الملحة امرا ثانويا مقارنة بمصالحها  ومكاسبها الشخصية والحزبية الضيقة .
لذا فان تلك الجهات سعت وتسعى في سعار محموم، وسباق وتنافس غير شريف -احيانا – لأستغلال اية فرصة سانحة لتحقيق المكاسب والمنافع الشخصية والفؤية والاستحواذ على الحصةالاعظم من المناصب، والجزء الاكبر من المقاعد، والكمية الاكبر من الثروات من جهة،والعمل على احباط  مبادرات الاطراف الاخرى بغية السيطرة الكاملة والهيمنة على مقدرات البلاد والعباد والتفرد بالسلطة والقرار تحت ظل ظاهره الديمقراطية والشراكة الوطنية وباطنه التسلط المقنع .
من تداعيات هذا التصور الخاطئ والتفكير المريض الذي صبغ تلك الاطراف وصار سجنا اختياريا لها انه جعلها تقف بالضد من جميع المشاريع الوطنية التي تتبناها الاطراف المنافسة كي لايحسب نجاحا لها يعزز التفاف الجماهير حولها!.
من ابرز الامثلة والمصاديق اطروحة المجلس الاعلى بجعل محافظة البصرة عاصمة اقتصادية للعراق . ومع ان هذه المحافظة تعد من افقر المحافظات وهي المصدر الاول لثروة العراق ومينائه الوحيد ،ومع ان جميع العراقيين بسطائهم، وسياسييهم ،ومثقفيهم، واحزابهم :  يقرون ويعترفون باستحقاق البصرة ومكانتها واهليتها لهذا المشروع الوطني الصرف الاّ ان طغيان التنافس الحزبي وغياب الروح الوطنية جعل بعض الاطراف النافذة تقف بالضد من تحقيق هذا المشروع وتعرقل تنفيذه !!.
اعادة تأهيل محافظة ميسان التي عانت وماتزال تعاني الفقر والعوز والبطالة والحرمان وقلة الاعمار.. فضلا عن تنكيل السلطات المتعاقبة  باهلها واحتقارهم وامتهانهم.. وهي مخزون نفط العراق ومعادنه الثمينة .. مشروع وطني آخر طرحه المجلس الاعلى لقي ما لقي مشروع البصرة من اعتراض وعرقلة !.
مشاريع : السماوة المحافظة المنسية..مشروع رعاية الطفولة.. مشروع ذوي الاحتياجات الخاصة .. منحة الطلبة…..
حوربت هذه المبادرات والغيت هذه المشاريع الوطنية البناءة لا لشيء الاّ كونها تسجل  ريادة وسبقا للمجلس الاعلى  !!.
قاتل الله الحسد والانانية والفئوية.
يتحمل البصريون والميسانيون وممثلوهم في البرلمان – بوجه خاص- جزءا من المسؤولية لأنهم وقفوا مكتوفي الايدي وشاركوا في افشال المشاريع التي سعت الى النهوض بالمحافظتين الى مصاف المدن الحية المتقدمة .