أول مواطن فلسطيني واجه الإضطهاد والتحالف اليهودي الروماني هو عيسى المسيح، في معادلة تتكرر اليوم حيث يواجه مسلمون ومسيحيون إضطهادا غير مسبوق من التسلط اليهودي الذي تقوده وتوجهه الحركة الصهيونية المتحالفة مع الإمبراطورية الأمريكية الغاشمة التي تتسمى بالمسيحية، بينما هي تمارس الإضطهاد، والتحالف مع قوى مسلمة، أو هكذا تدعي، ومع قوى صهيونية للسيطرة على العالم وتوجيهه الوجهة التي تريد. بينما الفقراء والمساكين يلجأون الى الله الواحد ليقف معهم في مواجهة المستبدين.
المستبد يمكن أن يكون مسلما، أو مسيحيا، أو يهوديا كما يدعي لكنه في الحقيقة بعيد عن تلكم الديانات العظيمة التي تجسدت بسلوك أول ومستمر من ثلاثة أنبياء عظام (موسى،عيسى،محمد) الذين بدأوا مسيرة مع البشرية تكاملية متفاهمة في السماء والأرض حتى وإن بدا أن هناك من يختلف، لكن صناعة الإختلاف والخلاف سببها الرغبة في الدنيا والمطامع الرخيصة المادية التي إنعكست في سلوك البشر فجعلتهم يعلنون إيمانهم بالديانات العظيمة، لكنهم يكفرون بها سلوكا واقعيا على الأرض. فيظلمون، ويتجبرون، وينهبون المال، ويغتصبون، ويقتلون، ويسرقون، ويستبدون في السلطة، ولايتركون مجالا لغيرهم ليمارس الحياة التي وهبها الله للجميع، ومن هنا كان الخلاف الذي يراد له أن يكون دينيا مرتبطا بروح العقائد المقدسة التي هي بريئة في الحقيقة، وليست صانعة للخطيئة، ولكنها ضحية لها للأسف.
البعض يروج للفكرة من خلال الحكاية الباطلة التالية، إن الله منح القدس لليهود وجعلها لهم وقام نبيهم ومليكهم سليمان ببناء الهيكل فيها، وعندما جاء يسوع وإنطلقت المسيحية وهبها للمسيحيين، وحين جاء محمد بالإسلام ودخل المسلمون الى المدينة ترسخت أقدامهم، فكأن الله منح كل ملة سندا من الطابو بها فتقاتلوا عليها، والحقيقة إن الله أراد لها أن تكون أرضا للتعايش لاللخصام والعداوة التي يتصنعها المستبدون الصهاينة، ويسحبون اليهود الى الهاوية التي ستجيء مهما تأخرت، وحينها سيكونوا ضحايا لسلوك إستبدادي لن يصبر عليه بقية البشر الذين تحملوه طوال هذا العدد من السنين، وحين تجيء لحظة الغضب الكوني سيكون الصهاينة بلاحول ولاقوة لأن نفوذهم إنتهى، ووجودهم إنهار وهي سنة كونية في العباد فلاخلود، ولادوام لملك، ولاسلطة تستمر.
هذا العام سينتهي على وقع القرار الأمريكي الظالم بإعلان القدس عاصمة أبدية لإسرائيل، والتحضير لنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب الى القدس بوصفها العاصمة، حيث يحتج العالم، ويتظاهر الناس في كل مكان منددين به، ورافضين له، وحانقين من سلوك أمريكي غير ملائم، ولايحترم الصفة المسيحية الإسلامية للمدينة المقدسة، ويختصر وجودها باليهود، وهو نوع من التصرف الإستعلائي الهمجي السخيف الذي ينم عن جهل وتكبر وغرور لاقيمة له لأنه سينتهي ويندثر في مواجهة الواقع، والرفض الأممي والتحالف الإنساني في مواجهة الغرور غير المبرر، وغير المقبول الذي كشف زيف أميركا، وخضوعها للصهيونية العالمية.
المسيح سينتصر في النهاية، وسيقوم من أجل هزيمة الصهيونية.