8 أبريل، 2024 2:54 ص
Search
Close this search box.

المسلمون ونظرة العالم لهم

Facebook
Twitter
LinkedIn

* الصورة لمؤتمر عقد في احدى الجامعات الامريكية لشرح ابعاد حرية التعبير عن الرأي في الاسلام وفرق ذلك عن ما يراه الغرب او يعتقدونه من حرية التعبير.
على خلاف ما يعتقد اغلب المسلمون فأننا اليوم نعيش في عالم مفتوح تنتشر فيه المعلومة انياً الى كل مكان ويسمع من في الغرب اصداء ما يقال ويفعل في الشرق والعكس صحيح وللأسف ما زال اغلب المسلمون يتصرفون كأن لا احد يراهم او يقيم وزناً لأفعالهم واقوالهم. حيث يهتم المسلمون اليوم بتسقيط بعضهم البعض وقتال بعضهم البعض والتشهير ببعضهم البعض اكثر من الاهتمام بعكس صورة جميلة عن الدين الخاتم الذي نعتقد جميعاً انه الدين الاكمل والاشمل والافضل للبشرية والذي لو اعتنقناه بشكله الصحيح ونشرناه بشكله الحضاري لساهم في انقاذ البشرية مما هي فيه من كوارث كثيرة يعرفها المهتمون ويغفل عنها الكثيرون! وفي الوقت الذي يركز فيه المسلمون على ما يفرقهم فأنهم يغفلون عن حقيقة مهمة وهي ان بقية العالم لا يكترث لكونك سني او شيعي او معتدل او متطرف، كل ما يهتمون له هو انك مسلم فقط وبعدها يبدأون بقياس كل ما يفعله بقية المسلمون عليك لأنهم ببساطة اما يستهدفون النيل من الاسلام كله بأفعال بعض من المحسوبين عليه او انهم لا يأبهون للتفاصيل ويريدون حقائق بسيطة مثل (انت مسلم اذا انت ارهابي!) او (انت مسلمة اذا انتي مظلومة ومضطهدة وتتوقين الى الحرية مما انتي فيه!) ومثل هذه “الحقائق” والتي ليست حقائقاً على الاطلاق وانما يحاول الاعلام العالمي اظهارها بصيغة حقائق للبسطاء من الناس وخداع الاغلبية من الناس لخلق هذا العداء للأسلام ومشاعر الخوف والكراهية للمسلمين.

نعم كل هذا يحدث حولنا ونحن غافلون ومنشغلون بتسقيط فلان او تكفير فلان او قتل فلان او الافتاء بأهراق دم فلان او التصرف ب”جنون” او بلا عقلانية بحجة ان ذلك من صلب الدين والبحث عن تبريرات واهية لتصرفات عفا عليها الزمن واكل الدهر عليها وشرب. وفي الوقت الذي يتصرف فيه المسلمون في بلدانهم (ذات الاغلبية الاسلامية) بطرق مخزية تجعل المراقب من خارج تلك البلدان يشمأز من تلك التصرفات ومن يفعلها فأن هؤلاء المسلمين يتناسون ان هناك الملايين من المسلمين ممن يعيشون في دول اخرى كأقليات وان هذه الاقليات تعاني كل يوم من العداء والكره والاضطهاد بسبب ما يفعله اخوته المسلمون من تصرفات في “البلدان الاسلامية”. نعم كان من فجر برجي التجارة العالميين عدة اشخاص لا يتجاوزون العشرين ولكن كم من المسلمين دفعوا ثمن ذلك (وما زالوا يدفعون!)؟ الملايين حول العالم فمن احتلال افغانستان وما رافقه من قتل للألوف والذي هو مستمر لحد الان الى غزو العراق وقتل الالاف والذي هو مستمر لحد الان الى حروب لا اول لها ولا اخر الى الكثير من المشاكل التي عاني منها المسلمون في امريكا خصوصاً وكل دول العالم الاخرى عموماً. وكذلك فأن من هاجم مبنى صحيفة شاري ايبدوا لم يقتلوا انفسهم فقط في ذلك اليوم وانما تسببوا في قتل واهانة واضطهاد المئات غيرهم في فرنسا وغيرها من دول العالم والامر مستمر للأسف. كذلك فأن ما تفعله داعش اليوم من قطع للرؤوس وبيع للنساء في سوق العبيد وتهديم للأماكن الاثرية والتراث العالمي وارتكاب ابشع ما عرفته البشرية في تاريخها من جرائم لا يحسب على داعش فقط وانما يراه الكثيرون حول العالم امراً يفعله “مسلمون” ويرفعون فوقه علماً يحمل شعارات “اسلامية” -خصوصاً وسط صمت وتقبل وتبرير الكثير من المسلمين لتلف الافعال القذرة – ولذا اختلط الامر على الكثيرين واعتقدوا بتأثير تصرفات بعض المسلمين القبيحة وبتأثير

الاعلام الموجه ان الاسلام يأمر بكل هذه القبائح بل وبدأ الكثير ممن يظهرون او يظمرون العداء للأسلام بأتهام بقية المسلمين بأنهم مسلمون بالاسم فقط لأنهم لا يفعلون مثل داعش والنصرة والقاعدة!

نعم هذا ما جنيناه وجناه الاسلام من متطرفيه ومتعصبيه وجهلته الذين يشوهون صورته كل يوم في اعين الاخرين بطريقة لم ولن يستطيع اي عدو للأسلام ان يفعلها بأفضل مما يفعل هؤلاء المحسوبين على الدين ضد الدين الحنيف!

ورغم ان هناك الكثير من المسلمين حول العالم من المفكرين والباحثين والادباء والعلماء ممن يحاولون كل يوم وطيلة حياتهم بتحسين صورة الاسلام والمسلمين ودرء التهم عن الاسلام واثبات ان الاسلام الحق دين العدالة والرحمة والانسانية الذي يمكن ان يطغى بخيره على البشرية كلها وليس اسلام التفخيخ والتفجير والتهجير والقتل والجنون والتصرفات اللاعقلائية، اقول رغم كل تلك المحاولات الا انها تذهب هباءاً امام جنون المجانين وجرم المجرمين وما يفعلونه كل يوم ويلصقونه بالاسلام. ولما اننا اليوم في زمن العقل والمنطق والعالم يحكمه اناس يستخدمون عقولهم لتحسين كل ما تقع عليه اعينهم او يجول في خواطرهم لذا فان اردنا الصمود في عالم كهذا فيجب ان نُعمل العقول ونشغل الايدي بما ينفع بلداننا وانفسنا ويعكس اجمل صورة لديننا الذي مات من اجل احيائه وخلوده افضل خلق الله تعالى فهل هكذا نجزي تضحياتهم؟ بتشويه ما تركوا واظهاره بأقبح ما يكون؟

كلا والف كلا. نحن اقدر على ان نري للعالم اجمع جمال وروعة الله تعالى في ما انزل على نبيه الكريم (ص) من ايات محكمات واحكام واضحات اخرجت البشرية من الظلمات الى النور يوماً وستفعل مرة اخرى مجدداً ان شاء الله تعالى عاجلاً او اجلاً ولكن فقط حين ندرك ان كل منا اليوم هو سفير للأسلام في الواقع والانترنت وفي الداخل والخارج فجاهدوا يرحمكم الله بالحكمة والموعظة الحسنة والكلمة الطيبة واظهار دين الله بأبهى صوره فهذا هو الجهاد الحقيقي وليعمل كل منا على انكار كل عمل قبيح الصق بالاسلام من الداخل او الخارج بالقول والفعل وليعلم كل منا ان تصرفاته واقواله وافعاله يمكن ان تحسن ان تسيء صورة اخوته المسلمين في مشارق الارض ومغاربها وان قولاً تقوله او صورة تنشرها اليوم قد تتسبب في ايقاد حقد احد على الاسلام او ايهام شخص بأن الاسلام يأمر بهذا وتتسبب في قتل امريء مسلم في اي مكان من العالم حولك فأحذروا اخوتي اخواتي المسلمين والله الموفق لكل خير وهو المستعان على الصواب وهو يهدي السبيل.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب