26 نوفمبر، 2024 12:56 م
Search
Close this search box.

المسلمون ومحنة الانتماء للوطن

المسلمون ومحنة الانتماء للوطن

تشير بعض المصادر التاريخية ان المسلمين قدموا الى امريكا قبل اكثر من مائة عام , قادمون من بلادهم التي كان يحكمها الشارع الاسلامي المتمثل بالسلطان العثماني آنذاك , عبروا المحيطات و البحار و استنجدوا بسفن الفحم او الاشرعة المتهرئة , لكي يصلوا الى هذه الارض المجهولة .
تزايدت الهجرات الاسلامية العربية الى الغرب بعد تطور النقل و المواصلات عبر العالم , و اصبحت امريكا تستقطب العدد الاكبر من العرب , حيث اشارت بعض المصادر ان أكبر تجمع عربي خارج الدول العربية هو الموجود في الولايات المتحدة الامريكية .
لا اريد الخوض في تاريخية الوجود العربي الاسلامي في الغرب و لا الى المعاناة التي تكتنف المجيء الى هذه الدول , لكني أود التذكير بأمور مهمة متعلقة بالجانب الاجتماعي او القيمي او الديني ، ومحنة الانتماء للأوطان الجديدة . يستطيع المهاجر ان ينعتق من بلده الأصلي بسهولة و يسافر بفرح غامر لكنه لا يستطيع الانعتاق من بعض إيماناته و ثقافته الأولية الحاثة على التمييز و الجهل و المكابرة الفارغة. 
عدم الانتماء للوطن, يقابله عدم الاكتراث بكل الوطن, بممتلكاته, بأمنه ,بسلامة الانسان فيه, باقتصاده, فضلاً عن الدفاع عنه , مالم ينتمي الانسان للوطن سيكتشف انه مهمش في الأعماق ،مهشم من الداخل غير مرغوب من الخارج , ضائع في احلام ورغبات صبيانية , تطيح به كفرد و ترتد على من يناصره و يأخذ برأيه , فتحولهم الى اللاشيء .
محنة الانتماء للوطن تكشف عن ضياع و تخبط عاشه بعض القادمين من بلاد تمارس الحيل الشرعية لنهب الاوطان و تفتك بمقدرات الشعب و تستأثر بالثروة , تسرق و تغتصب بعناوين مختلفة دون اي رادع .
الخطر الماثل أمامنا و بقوة أيها القراء الكرام هو ليس تولي الرئيس ترامب الرئاسة ،الذي نصوره انه يكرهنا و يريد طردنا من الارض الامريكية نحن العرب و المسلمون ! الخطر الحقيقي هو , أنفسنا على أنفسنا , بعضنا على بعضنا , الانتماء على اللاإنتماء , المزايدة على الفراغ , تسلط الوهميون على الوهم و اللاسلطة, القياديون بدون قيادة . نحن المحنة مشكلتنا أننا لا نراجع انفسنا نعتقد أننا على الحق المطلق ! نعيش في هذه الارض منذ سنين طويلة ، ننعم بخيراتها ، و نعيش في أمنها ، و نحمل جواز سفرها . 
السؤال المهم و الذي يجب ان يفكر فيه المسلم بتروٍ و انصاف , هل تحب الوطن الغربي الذي تعيش فيه ؟
استطيع ان أجيب عن نسبة متأكد منها وهي نعم , ان هناك من يعمل و يخلص للوطن الذي يعيش من خيراته , لكني متأكد ان النسبة الاخرى لا ترى في الاوطان الغربية الا الشر المطلق و الذي يجب تحويله من معتقده الشرير ! الى معتقدنا المتسامح ! و هذا الايمان الراسخ في اذهان بعض صعاليك الدين و السياسة ساقنا لكي نكون في خانة المتهم و ليس الضحية القادم من استبداد و بطش حكوماتنا في الشرق الاوسط .
هل يعقل ان احداً ينتمي لوطنه و يسرق الوطن؟
أيعقل ان الفاعلين و الواعظين و المتدينين يسرقون بهذا القدر و يبررون بهذه الكيفية , بعضهم يسرق الدولة على انه مختل عقلياً , فيذهب لمؤسسة ( السوشل سيكيورتي) و يتظاهر بجنون تراجيدي , ثم يتحول الى عاقل بعدما يأخذ دور الناصح المعلم في المراكز التي ترمي له نقوداً فيها عرق الجبين واضحاً.
هل صحيح ان من يحب الارض يحاول خسف ميزانية الوطن , تقاعد غير قانوني مع مساعدات مادية , مع تامين صحي , مع الاعتماد على الدولة بكلفة تأجير البيت , مع الاحتيال على التأمين مع مشاغبات اخرى متعددة ! !
عادةً ما افكر هل صحيح نحن ننتمي الى امريكا و هل هؤلاء اصحاب المراكز و الوجاهات و الثروات الذين ينعمون براحة الامن و الرخاء في بلاد العم سام ينتمون لهذا الوطن ؟ 
اذن لماذا يغشون و يكذبون و يحتالون و يخربون و يتأمرون ؟
كتب البرفسور عبدالاله الصائغ مقالاً ذكر فيه عدة امور مهمة كان من بينها :  
 (هل جاء المسلمون الى بلاد الغرب لاجئين ام مبشرين ؟؟ والسؤال لماذا لايلذ لنا غير تحويل الكنيسة بالمال السياسي الى مسجد ؟ ومن يضمن لنا الامان اذا ثار الغرب كما ثار اهل الاندلس
ايها المسلمون نحن خربنا بلادنا فلماذا نصر على تخريب البلاد التي رحبت بنا وعاملتنا كما تعامل ابناءها فوالله لو تيقن للغرب اننا لسنا لاجئين بل نحن مبشرون لما قبلوا منا لاجئا ولا منحوا الواحد منا جنسية وربما قالوا لنا اخرجوا من بلادنا وعودوا لبلدانكم ! الا هل بلغت اللهم اشهد)
الذي اريد قوله هو, علينا بمراجعة حقيقية لأنفسنا و أفعالنا التي نقدمها في البلدان التي نسكن فيها , علينا ان نرفع من أذهاننا كل مصطلح او فكرة او فتوى , يبيح لنا سرقة او غش الاخر , يجب ان نكون بقدر المسؤولية و الجرأة الكافية لكي نشير الى كل محتال او نصاب يتحدث بإسم الجالية سياسياً او دينياً لكي ننزل كل الوهميين الى أماكنهم الخاصة بهم .لسنا بحاجة الى رجال دين يحتالون على الدولة فيغشون و يخدعون باسم الله و الدين. لسنا بحاجة الى وجاهات فارغة تتحدث و تستجدي باسم الجالية. 
لسنا بحاجة الى أشخاص موبوئين بمرض الطائفية و الكره للاخر و استعداء كل ماهو جميل في هذه الارض. ارحمونا يرحمكم الله.

أحدث المقالات