كل يوم يتجدد مسلسل القتل الذي تجاوز عرضه على شاشات التلفاز الثمان سنوات وعدد الحلقات مفتوح, وهو أول مسلسل عراقي يتصدر نشرات الأخبار العالمية , وأبطال هذا المسلسل من كل الجنسيات العربية والأجنبية ( الأجندة ألخارجية ) , لكن أحداثه كلها داخل العراق , مسلسل تدور أحداثه بين الحكومة العراقية الفاشلة والأرهاب الكافر من جهة , وبين الطائفية والفقر من جهة اخرى , أبطال المسلسل هم مسؤولين بارزين في الحكومة العراقية بكل مكوناتها (التشريعية والتنفيذية) , أتقنوا التمثيل بصورة جيدة جدا” , حيث انك حين تراهم وتسمع كلامهم لن تستطيع ان تميزهم كممثلين أبدا” , دورهم الأساسي هو تخدير الشعب العراقي عن طريق التصريحات الكاذبة والوعود في دحر الأرهاب وتوفير الأمن وتوفير الخدمات وأخفاء حقيقتهم بأنهم غير قادرين على تحمل المسؤولية !, أما الأرهاب فدوره أنتحال شخصية المسلمين الذين يبحثون عن العدل ويطبقون أحكام الله تعالى في الأرض , والدفاع عن الدين وأخفاء حقيقتهم بأنهم يهود كفرة هدفهم قتل الأبرياء وسفك دمائهم , لذلك وجب عليهم أرتداء الأسلام كغطاء لهم , أما دور الشعب العراقي فهو مقسوم لثلاث أقسام , قسم يمثل دور رجل الدين المعتدل وهذا دوره مقتصر على تهدئة الشارع العراقي , وقسم يمثل دور رجل الدين الذي يسير على خطى الطائفية , لتأجيج الشارع والتصعيد من أجل الضغط على الحكومة لتحقيق مطالب رجالاته الشخصية , وأعطائهم مناصب حكومية لكي يشاركوا في الحكم والسرقة والفساد , أما القسم الاخر فهو المواطن العادي وهو على قسمين أيضا” منهم المساند للطائفية وكلام رجل الدين الشاذ وهؤلاء هم ( الهمج الرعاع ), ومنهم الضحايا الفقراء وهم الشريحة الأكبر الذين يجب عليهم أن يموتوا في كل حلقة جديدة من المسلسل , لأنهم لايمثلون أي جهة فهم مجرد ضحايا لا أكثر ولا أقل , ويكون اختيارهم لا على التعيين فهم كثر ومتواجدين في الأسواق والشوارع العراقية , وتصوير هذا المسلسل على طريقة البث المباشر نقل حي وأماكن التمثيل حقيقية ايضا”, والشخصيات حقيقية وكل شيء فيه حقيقي , والمشهد غير قابل للأعادة والموت فيه حقيقي أيضا” بدون أدنى شك , ولاننسى المشاهدين فهم أيضا” على قسمين , قسم يبكي على أحداث هذا المسلسل لرؤيته القتل العشوائي للأبرياء والدمار والخراب , ومنهم من يبتسم لأنه يرى العراق ينهار والأبرياء تموت لأنه وحش مجرد من الأنسانية وبلا ضمير.
وهنا سؤال يطرح نفسه متى سينتهي هذا المسلسل المرعب ونسمع بأن اليوم ستكون الحلقة الأخيرة وبعدها يمنع عرض هذا المسلسل مدى الحياة ؟؟. فقد سأمنا مشاهدته , وليس مشاهدته فقط بل ربما سنكون أحد الضحايا لهذا المسلسل لأننا لانعلم متى سيتم أختيارنا لنشارك حلقة من حلاقته ألدامية ؟ نستنتج في النهاية هذه الخلاصة :
برلمان فاسد وحكومة ضعيفة وهي معادلة وضعوها وصوتوا عليها لكي تمرر ألآعيبهم على العراقيين , ويسرقوا بدون حسيب ولا رقيب ووزارات فارغة من وزرائها , ودماء تسيل كل يوم , والأرهاب أصبح على مرأى من العين والحكومة تحاول التفاوض مع الأرهاب !! , والفاسد الهارب خارج العراق وألمطلوب للعدالة يدخل بضمان عضو مجلس النواب !, والقاتل يتم تهريبه من السجن بعد أن يشبع كباب … ومازالت أحداث المسلسل تعرض كل يوم في الشوارع العامة , والقتل فيها حقيقي والممثل يموت وينتهي دوره الى الأبد…