كل بلدان العالم تعتبر الجنين في بطن امه ثروة بشرية تهتم به وبالام اهتمام خاص منذ بداية الحمل حتى الولادة تحت متابعة ورعاية تحفظ سلامتهما وخاصة عند الولادة والمها الذي يسبق نزول الكائن المكرم من الله تعالى الى هذه الحياة الطفل الذي يحمل الفرحة والامل لعائلته وقد يكون رقما فارقا في مجتمعه فكل المجتمعات ترى فيه اشراقة المستقبل لذلك ترعاه بعناية؛ إلا في مستشفيات العراق الحكومية لا يقام للمرأة المقبلة على الولادة اي وزن ولاتقدير ولا تعامل بما يليق بها كانسانة تمر بظرف عصيب تحت وطأة آلام الولادة المبرحة فتهان بمختلف الاهانات من الكادر الطبي المسؤول عن فحصها وتوليدها فتظطر لسماع السب والشتم والالفاظ النابية (التي لا تخرج الا من افواه اولاد الشوارع) وتسكت وهي خاضعة تحت ايدي شياطين اللعنة من الكوادر الطبية ترجوهم لتوليدها وتخليصها من آلام الطلق وتصل الاهانة الى حد شد الشعر والضرب (وكانهم يتقاضون رواتبهم لاهانتها) وهي تمر باصعب المواقف بين مطرقة المخاض وسندان الاهانة وكانها اجرمت حين حملت وبعد المأساة تخرج حاملة طفلها (ان كان سالما) محملة باطنان الاهانة فتستبشر امها وام زوجها تزغرد للمولود يوزعون البقشيش (الاكراميات) على من اهانوا كرامتهم باهانة ابنتهم فتمضي العائلة فرحة سعيدة متناسية كل السباب والشتائم (وكل من دخل مستشفى حكومي يعرف هذه الحقيقة ولا يمكن نكرانها) فهذا المسكوت عنه وتستمر الاهانة لمجتمع يجهل حقه ولا يرفع صوته بالاعتراض والشكوى ويبقى المسؤلين لا يحركون ساكنا ومادام المواطن فرح بالاهانة فلا داعي لتعكير مزاج الكوادر الطبية بالمتابعة والمحاسبة … فان كانت وزارة الصحة والمفتشية العامة تعلم بهذا فتلك مصيبة وان لم تكن تعلم فالمصيبة اعظم.